الكيان يخطئ مجدداً... و«زهوة الانتصار» ستتداعى سريعاً

الكيان يخطئ مجدداً... و«زهوة الانتصار» ستتداعى سريعاً

يبدو أن النتائج التي يتوقعها الكيان من الضربة التي وجهها لقيادة حزب الله تعكس إلى حد كبير خطأً جديداً في قراءة التوازنات السياسية في الإقليم من الجانب «الإسرائيلي»، فبالرغم من أن الضربة كانت موجعة بالفعل، إلا أنها غير كافية للحديث عن تغيير استراتيجي في التوازنات.

في هذا السياق، خرج وزير الطاقة في حكومة نتنياهو إيلي كوهين بتصريح لافت، قال فيه: إن «توقيع اتفاق الغاز مع لبنان كان خطأً منذ البداية، وسوف نحرص على تصحيحه» مضيفاً: أن الكيان «يبحث عن ثغرة لإلغاء اتفاق الغاز الفاضح مع لبنان».
والحديث هنا يدور عن الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والكيان الصهيوني، الذي تم التوصل إليه بعد مباحثات طويلة أشرف عليها المبعوث الأمريكي آموس هوكستاين، والذي تضمن في جوهره، تنازل لبنان عن مطالبه السابقة في الخط 29 الذي يضمن فيه حصة من ثروات حقل كاريش من الغاز بالتشارك مع «إسرائيل»، في مقابل ترسيم الحدود على أساس الخط 23 الذي يضمن للبنان كامل الثروات الموجودة في حقل قانا، وبرغم الكثير من الاعتراضات على هذا الاتفاق، واعتباره تنازلاً لبنانياً عن مطالب مشروعة من حقل كاريش، إلا أن الاتفاق تم على هذا الشكل في تشرين الأول 2022، لكن تصريحات وزير الطاقة كوهين تعكس أن الكيان يظن أنه استطاع خلق واقع جديد بعد اغتيال حسن نصر الله، ويرسل إشارة إلى أن ما كان مقبولاً قبل هذا الاغتيال أصبح جزءاً من الماضي!
إن كانت الإدعات الصهيونية هذه متوقعة في ظل «زهوة الإنتصار» الوهمية التي يروجون لها، فإنها في الواقع تعبير عن الاختبار الأول لصحة هذه الإدعاءات، فالكيان وإن كان قد وجّهة ضربة مؤلمة إلى المقاومة اللبنانية، إلا أنه لا يزال بعيداً عن حسم المعركة، أو تغيير توازنات القوى في المنطقة، وهو ما ستثبته الأيام القادمة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1194