وزير الخارجية التركي  في القاهرة لمجابهة «حلقة النار»
عتاب منصور عتاب منصور

وزير الخارجية التركي في القاهرة لمجابهة «حلقة النار»

أنهى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارة إلى القاهرة بدأت يوم الأحد 4 آب الجاري، حيث التقى فيدان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وعقد مباحثات مع نظيره المصري بدر عبد العاطي، وتندرج الزيارة في المساعي لتطوير العلاقة بين البلدين، بعد أن شهدت فترات من التوتر لسنوات، ويحاول الطرفان اليوم إيجاد أرضية تفاهم حول جملة من القضايا ممكن أن تسهم في زيادة الاستقرار في المنطقة.

لا شك في أن الملفات الأساسية الموضوعة على طاولة المباحثات كانت واسعة ومتشعبة، وتشمل كل مجالات التقاطع بين أنقرة والقاهرة، وشمل جدول عمل الاجتماعات الأوضاع في غزة والتصعيد الأخير، بالإضافة إلى الملفين السوداني والليبي، إلى جانب الأوضاع في البحر الأحمر، وبحسب المتحدث باسم الرئاسة المصرية، كانت الآراء متوافقة حول خطورة المشهد الإقليمية واتفق الطرفان على «إدانة سياسات التصعيد [الإسرائيلية]». وبحث الطرفان في الزيارة، جملة من ملفات التعاون الثنائي، بما فيها مجالات التجارة والطاقة بشكلٍ خاص، وقال فيدان: «إننا نعتبر مصر شريكاً موثوقاً به على المدى الطويل في مجال الطاقة، كما أتيحت لنا الفرصة لمناقشة إمكاناتنا في هذا القطاع، وخاصة الغاز الطبيعي المسال والطاقة النووية»

انعكاسات في ليبيا

في مؤتمره الصحفي، أشار وزير الخارجية المصري، إلى أهمية التعاون مع تركيا في الملف الليبي، وأشار إلى أن نجاح البلدين في تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا يمثل نموذجاً يحتذى به في تعزيز الأمن والاستقرار من جانب دول المنطقة، التي قال: إنّها الأقدر على فهم تعقيدات الأزمة، وسبل تسوية الخلافات القائمة. ومن جانبه قال فيدان: « نحرص على أن نكون على تشاور وثيق مع الأشقاء المصريين في هذه الأيام التي تحولت فيها منطقتنا إلى حلقة من النار»
الزيارة مهدت الأرضية بشكل واضح لتحركات جديدة في الملف الليبي، إذ زار رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل اللواء خليفة حفتر، وقالت مصادر إعلامية رسمية: إن اللقاء ركّز على «أهمية بذل كل الجهود للدفع بالعملية السياسية من أجل إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ودعم المساعي والجهود التي تقوم بها بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، لتهيئة الظروف المناسبة لتنظيم العملية الانتخابية».
من الواضح، أن المزاج السياسي العام في مصر وتركيا، وتحديداً فيما يخص أهمية تطوير العلاقات الثنائية نابع من إدراك الطرفين أهمية وجود علاقة جيدة في ظل الوضع الإقليمي الملتهب، بالإضافة إلى كون المجالات التي يمكن التعاون فيها بين البلدين كثيرة، وترتبط بمسائل حساسة تخص الأمن الوطني، ما يمكن أن يساعد في بناء استنتاج أن المسار الوحيد الممكن للعلاقات المصرية-التركية هو التطور السريع، وما يمكن أن ينتج عنه من تفاهمات في عدد من القضايا.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1187