ميلوني تتقرب من الصين
ملاذ سعد ملاذ سعد

ميلوني تتقرب من الصين

تعمد الولايات المتحدة والتيار التابع لها في أوروبا على توتير وضرب العلاقات الصينية الأوروبية، وذلك على غرار العلاقات الروسية الأوروبية، التي وصلت حد القطيعة أو شبه القطيعة، وفي كل مرة تحت عنوان ما مختلف يجري تصنيعه، فتارةً كانت أبراج الجيل الخامس التجسسية، وتارة عمليات القرصنة، وتارة دعمها للصناعات العسكرية الروسية.

على المقلب الآخر، تُصعد تيارات أوروبية بوصلة مصلحتها الخاصة دون النظر إلى توافقها مع الأمريكي، ومن ذلك مثالاً: إيطاليا وحكومة ميلوني.

زيارة حافلة إلى الصين

رغم كل التوترات التي تشهدها العلاقات الصينية الأوروبية ومحاولات التأجيج بها، ذهبت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في 27 تموز في زيارة إلى العاصمة الصينية بكين، استمرت 5 ايام، التقت خلالها الرئيس الصيني شي جين بينغ، ورئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، وآخرون.
فور وصولها، قالت ميلوني: إن هذه أول زيارة رسمية لها بعدما سبقتها زيارات رفيعة المستوى في إطار «المساعي لبدء مرحلة جديدة لإعادة إطلاق التعاون الثنائي [الصيني الإيطالي] في العام الذي يصادف الذكرى العشرين لهذه الشراكة الاستراتيجية الشاملة»، وخلال لقائها لي تشيانغ قالت: إن هذه الزيارة تتيح «إعادة إطلاق تعاوننا الثنائي»، أما تشيانغ فقد قال: إن بكين تسعى لدفع العلاقات الثنائية بـ «اتجاه أكثر نضجاً واستقراراً».
ووقع الطرفان على خطة عمل صينية إيطالية مشتركة مدتها ثلاث سنوات، تضمن «أن تكون العلاقات التجارية متوازنة ومفيدة للطرفين»، وتهدف لتنفيذ الاتفاقات الثنائية السابقة، واستكشاف أشكال جديدة للتعاون، وأكدت ميلوني التزام بلادها في التعاون الصناعي مع الصين في مجالات الطاقات المتجددة والسيارات الكهربائية.
وفي الجوانب السياسية، اعتبرت ميلوني خلال لقائها جين بينغ، أن «انعدام الأمن يزداد على المستوى العالمي، وأعتقد أن الصين ستكون حتماً محاوراً مهماً جداً لمعالجة كل هذه القضايا» ووفقاً لبيان مكتب رئاسة الوزراء الإيطالية، بحثت ميلوني مع جين بينغ «القضايا ذات الأولوية على الساحة الدولية، من الحرب في أوكرانيا، إلى مخاطر تفاقم التصعيد في الشرق الأوسط. كما ناقشا التوترات المتزايدة في منطقة المحيطين الهندي والهادي»
تُعد الصين ثاني أكبر شريك تجاري لإيطاليا بعد الولايات المتحدة الأمريكية، وتأتي هذه الخطوة من ميلوني قبل عدة أشهر من الانتخابات الأمريكية، التي من المتوقع أن يكون لها ولنتائجها تأثير على العلاقات الأوروبية الأمريكية، خاصة إذا ما نجح تيار ترامب وعادت الخلافات والتناقضات التجارية من شروط وفرض رسوم وتعديل اتفاقات تجارية والخ... مثلما جرى خلال فترة رئاسته السابقة.
من جهة أخرى، فإن المحرك والدافع لدى ميلوني كما يبدو مصالح روما الخاصة، وفقاً لسياسة تيارها، بعيداً إلى حد ما عن مصالح وتوجيهات الولايات المتحدة الأمريكية، وإذا ما استمر هذا التوجّه سيكون عقبة جديدة في وجه مساعي الولايات المتحدة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1186
آخر تعديل على الإثنين, 05 آب/أغسطس 2024 10:01