كييف تناور مجدداً... «قمّة سلام بحضور روسيا»!
حمزة طحان حمزة طحان

كييف تناور مجدداً... «قمّة سلام بحضور روسيا»!

تدور أحاديث أوكرانية وغربية حول عقد «قمة سلام» ثانية حول الأزمة الأوكرانية في مكان وزمان لم يحددا بعد، إلا أن الجديد بحديث أوكرانيا وعلى لسان زيلينسكي هو دعوة الطرف الروسي لحضور هذه القمة، وعلى التوازي مع ذلك، تعمل المجر على التوفيق بين أطراف الصراع لإجراء مفاوضات واقعية، بينما تؤكد موسكو: لا مفاوضات بإطار «خطة زيلينسكي».

صرّح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الاثنين 15 تموز بأنه يعتقد أن على ممثلي روسيا حضور قمة السلام المقبلة، وكانت صحف أمريكية قد نقلت ما وصفته أن «أوكرانيا تعترف بإمكانية بدء مفاوضات سلام مع روسيا».
وحول ذلك قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر: «إذا أرادوا دعوة روسيا إلى هذه القمة فإننا بالطبع نؤيد وندعم ذلك [...] القرار بشأن دعوة ممثلي موسكو إلى القمة المقبلة يجب أن يتم اتخاذه في كييف».
بالتوازي مع ذلك، أجرى رئيس وزراء هنغاريا/المجر فيكتور أوربان جولة زار فيها كييف وموسكو وبكين وواشنطن، في إطار خطته لتسوية الأزمة الأوكرانية، وقال المتحدث باسم الرئيس المجري، بالاج أوربان: «بالمعنى الدقيق للكلمة، نحن نتحدث عن خطة أوربان، المطروحة الآن على طاولة جميع رؤساء وزراء الاتحاد الأوروبي، فالتقييم الواقعي للوضع والأهداف الواقعية والجدول الزمني المناسب هو ما يرتكز عليه نهجنا». وأفاد وزير خارجية المجر بيتر سيارتو بوجود ضغوط وتهديدات تطال بلاده جراء هذا الأمر، قائلاً: «لم يتأخر رد فعل جميع السياسيين المؤيدين للحرب في أوروبا بعد بدء مهمة السلام هذه. وهددونا بالمقاطعة، ورفض التفاوض معنا، كما هددوا بتجاهلنا [...] مثل هذه التهجمات لن تثنينا عن مواصلة مهمة السلام».
في هذا السياق، أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال محادثة هاتفية له مع سيارتو، وقالت الخارجية الصينية ببيان لها حول الاتصال: «الصين مستعدة للتعاون مع هنغاريا لحشد مزيد من القوى لدعم السلام، ورفع أصوات أكثر عقلانية، والمساعدة في دفع الأوضاع نحو تسوية سياسية».
بخصوص إعلان زيلينسكي، أعلنت موسكو رفضها لأي مفاوضات تعتمد صيغة زيلينسكي، التي تحدد اشتراطات غير مقبولة بالنسبة لروسيا، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن ما يدور حول قمة السلام الثانية تتضمن توجهات غير مقبولة بالنسبة لروسيا، وقال: «تم اتخاذ مسار للمضي قدماً بأي ثمن فيما يسمى بخطة زيلينسكي، والتي تمثل شكلاً واضحاً من الإنذار، كما أن الغرب في مبادراته بشأن أوكرانيا، لا يتحدث عن الأسباب الجذرية للصراع».
وتؤكد روسيا شروطها لبدء المفاوضات، والتي تشمل انحساب القوات الأوكرانية من الأراضي الروسية الجديدة، وتعهد كييف بتخليها عن أي توجهات لانضمامها لحلف الناتو، أو لحيازتها أسلحة نووية، لكن يبدو أن الموقف الغربي والأوكراني التابع، يدرك أن المبادرات المتعددة للسلام سوف تشق طريقها عاجلاً أم آجلاً، ولا يمكن الحديث عن أي مفاوضات بغياب طرف أساسي في الصراع، هذا ما قد يدفع أوكرانيا لمبادرات تضليلية تحاول من خلالها تأخير المحتوم.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1184