الانتخابات الفرنسية... لحظةُ الحسمِ تقترب

الانتخابات الفرنسية... لحظةُ الحسمِ تقترب

افتتحت يوم الأحد 30 تموز صناديق الاقتراع للجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية الفرنسية، على أن تبدأ الجولة الثانية في 7 آب القادم، الأعصاب تبدو مشدودة منذ إعلان الرئيس ماكرون عن حل البرلمان، وتباينت التقديرات عن معنى تلك الخطوة، لكن نسب الإقبال المرتفعة نسبياً المقدرة بـ 67% في حين لم تتجاوز 47,51%. في 2022 إذ تعكس هذه الأرقام مستوى عالٍ من النشاط، ودرجة حساسية اللحظة.

يكرر الرئيس الفرنسي حتى اللحظة تصريحاته النارية، ويحاول وضوحاً توجيه الأنظار اتجاه التيارات اليمنية المعارضة، بوصفها «الخطر الأكبر على مستقبل البلاد» لكن استطلاعات الرأي تقدم صورة مختلفة جزئياً، فصحيح أن التجمع الوطني وحلفاءه قد يحصلون على 35% من الأصوات، والتي يمكن أن تكون نسبة مضخمة أصلاً، لكن ائتلاف اليسار تحت اسم الجبهة الشعبية الجديدة يحصل على نسب مرتفعة تصل إلى 29% من الأصوات، في مقابل «الأغلبية الرئاسية» تحالف الحزب الحاكم، الذي تقول تقديرات الرأي: إنه قد يحصل على 20% فقط، ويمكن أن نلاحظ، أن التغييرات الأساسية فيما يخص استطلاعات الرأي كانت في حظوظ «التجمع الوطني» و«الجبهة الشعبية الجديدة» في مقابل ثبات نسبي في التقديرات حول حصة «الأغلبية الرئاسية»، وتجدر الإشارة إلى أن نظام الانتخابات القائم على الأكثرية قد لا يعكس هذه النتائج بالضرورة في توزيع المقاعد البرلمانية.
ماكرون والحرب الأهلية
ما أثار الانتباه في الأيام الماضية، هو أن الرئيس ماكرون وجّه سهامه هذه المرة إلى اليمين واليسار في حالة استثنائية، ما يشير إلى تعاظم وزن جبهة اليسار الموسع، فالرئيس كان يعلم مسبقاً أن الحزب الحاكم لن يستطيع الفوز في هذه الانتخابات، وربما راهن ماكرون على أن القرار المفاجئ بحل البرلمان يمكن أن يزيد من حظوظ التيارات اليمينية المعارضة، ما يسمح له بإدارة الملفات الخارجية والأمنية والعسكرية الحساسة، ويفسح المجال أمام برنامج اليمين في الشؤون الداخلية، ما يعني ضرب محاولة تغيير جذرية داخل فرنسا.
ومع اقتراب موعد الانتخابات، فجّرت تصريحات الرئيس موجة واسعة من التحليلات، إذ أشار إلى أن «برنامجي اليمين واليسار المتطرفين يؤديان إلى حرب أهلية» وهو تصريح خطير، يعكس الظرف الحرج الذي تمر به فرنسا، فبغض النظر عن التفاصيل التي تحدّث بها ماكرون عن برامج تلك القوى، فطرح «الحرب الأهلية» في هذه اللحظة يشير إلى مستوى عالٍ من التناقضات، قد لا يمكن احتواؤها ضمن الأشكال التقليدية المألوفة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1181