قضايا الشرق ... «أعداء الولايات المتحدة أصدقاؤنا»

قضايا الشرق ... «أعداء الولايات المتحدة أصدقاؤنا»

كانت التصريحات الأخيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين التطور الأبرز في ظل سياسة التصعيد الغربية في أوكرانيا والعالم، وتحديداً إذا ما حاولنا فهم معنى هذه التصريحات بعمق مع ما يمكن أن يترتب على ذلك من تقدير أدق للمعركة المشتعلة في بناء عالم جديد بعيد عن عالم القطب الواحد.

في لقاء جمع الرئيس الروسي مع رؤساء وكالات الأنباء العالمية في سانت بطرسبورغ، تحدث بوتين عن أن عزم أوكرانيا توجيه ضربات داخل الأراضي الروسية باستخدام أسلحة ذات تقنية عالية يعني تجاوزاً لشكل الدعم السابق، إذ إن أسلحة كهذه تحتاج إشرافاً مباشراً من قبل دول كبرى، مثل: الولايات المتحدة وبريطانيا. وبالتحديد هي صواريخ لا يمكن استخدامها إلا من قبل هذه الدول، ويبقى على «الأوكرانيين ضغط الأزرار».

ومن هذه النقطة أعلن الرئيس بوتين أن روسيا «تحتفظ بالحق في التصرف بطريقة مماثلة»، ويحق لموسكو أن تزود أطرافاً أخرى في العالم بأسلحة مشابهة يمكن استخدامها «لضرب أهداف حساسة لتلك الدول [الغربية المعادية]».

ثم عقّب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف على هذا التصريح قائلاً: «إن من يعتبرون الولايات المتحدة عدوَّهم هم أصدقاء لروسيا» وتابع موضّحاً: «هؤلاء الأفراد والمناطق لم يتم ذكر أسمائهم عمداً… لكنهم يمكن أن يكونوا أياً ممن يَعتبرون الولايات المتحدة وتوابعها أعداء لهم».

ما يثير الانتباه في هذه المسألة، أن الحديث يتجاوز الأسلحة البسيطة التقليدية، ليشمل أنواعاً عالية التقنية منها، والتي لا يمكن استخدامها دون تتبع مصادرها، وقد تشمل الصواريخ فرط الصوتية.

وما يمكننا قوله في هذا السياق يتعدى مسألة تقدير مستوى التصعيد المتزايد، بل يرتبط بشكل كبير بأثر ذلك على القدرة على إلحاق ضربات بالولايات المتحدة الأمريكية «وتوابعها» حسب تعبير ميدفيديف، وهو ما يمكن أن تجري ترجمته بشكل ملموس أكثر عند الحديث عن منطقتنا.

وربما يكون المثال الأوضح الذي يمكن ذكره في هذا السياق، هو أننا نشهد اليوم وفي منطقتنا هذه بالتحديد اشتباكاً مباشراً بيننا، وبين الولايات المتحدة والمشروع الصهيوني، ولا نبالغ إن قلنا: إن المنطقة برمّتها أصبحت ساحة اشتباك واحدة بحدة متباينة من مكان إلى آخر في الإقليم، وهذا الحديث يعنينا بشكل مباشر نحن أعداء الولايات المتحدة الأمريكية إذ إنه يؤكد مجدداً أن ميزان القوى بات من صالحنا في معركتنا المقدّسة هذه.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1178