مجموعة السبع بلا تأثير، والغربيون يعترفون: بريكس والصين تجاوزونا اقتصادياً
ملاذ سعد ملاذ سعد

مجموعة السبع بلا تأثير، والغربيون يعترفون: بريكس والصين تجاوزونا اقتصادياً

اجتمعت «دول السبع الكبار» في العاصمة اليابانية طوكيو يوم الـ 17 من الشهر الجاري، وبينما كان العالم يتوقع من هذا الاجتماع خطوات باتجاهات محددة، لم يضف الاجتماع شيئاً يذكر على التطورات الدولية، لتناقش المواضيع المكررة، أوكرانيا وتايوان دون قرارات جديدة بهما.

حول أوكرانيا، خلص الاجتماع وفقاً للبيان الصادر عنهم، أن «مجموعة السبع ستبقي على عقوبات صارمة ضد روسيا، وكذلك ستواصل دعمها القوي لأوكرانيا» وأنهم «اتفقوا على تعزيز التعاون فيما يتعلق بمكافحة التهرب من العقوبات، ومواجهة توريد الأسلحة إلى روسيا من قبل دول ثالثة» وأعلن عن تقديم دعم مالي إضافي لأوكرانيا.

كما أُعلن أن المجموعة «تدرس» إمكانية حظر كافة الصادرات إلى روسيا تقريباً، الأمر الذي إن جرى سينعكس بدوره سلباً على الدول الأوروبية نفسها، حالها كحال العقوبات، خاصة وأن المجتمع الدولي يمضي تدريجياً بمسار التخلي عن الدولار كعملة تداول للمعاملات التجارية.

ودعا الوزراء الصين لـ «الامتناع التهديدات أو الترهيب أو استخدام القوة» وأثاروا «مخاوف جدية» حول الأوضاع في بحر الصين الشرقي والجنوبي، وعارضوا «عسكرة بحر الصين الجنوبي» في حين أظهروا جبهة موحدة حول تايوان. وجاء في بيان المجموعة: «لا يوجد تغيير في المواقف الأساسية لأعضاء مجموعة السبع حول تايوان، بما في ذلك سياسات الصين الواحدة المعلنة»، لتحاول المجموعة بهذه اللغة التصعيدية معادلة الكفّة التي أخلّ بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال زيارته إلى الصين، والتي نشأ عنها ما اعتبره الغربيون أنفسهم انقساماً بالموقف الأوروبي حول الموقف من الصين.

كما نوقشت قضايا أخرى، كمسألة الحبوب والغذاء العالمي والسودان، إلا أن مضمونها لم يحتوِ بدوره على أي جديد يذكر.

بريكس تتجاوز مجموعة السبع!

ذكرت صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» ووكالة «بلومبرغ»: أن مجموعة «بريكس» قد تجاوزت لأول مرة مجموعة السبع الكبار بحصتها في الناتج المحلي الإجمالي العالمي– وفقاً لطريقة حساباتهم– تنتج بريكس نسبة 31.5% منها، بينما تنتج مجموعة السبع 30.7% وفقاً لبيانات من صندوق النقد الدولي، وأفادت بيانات الصندوق، أن حصة بريكس ستصل لـ 32.1% هذا العام، وتوقع أن تصبح 33.6% في عام 2028، بينما ستوفر مجموعة السبع 29.9% هذا العام، و27.8% في عام 2028، وأشار الصندوق: أن الصين ستقدم المساهمة الأكبر بالنمو العالمي خلال الأعوام الخمس المقبلة بضعف حصة الولايات المتحدة. واعتبرت شركة الاستشارات البريطانية Acorn Macro Consulting أن مجموعة بريكس باتت «تتمتع بوزن اقتصادي أكبر من الدول السبع الأكثر تطوراً».

هذا ويشار إلى أن حسابات البنك الدولي تعتمد طريقة واحدة لدراسة الناتج المحلي الإجمالي من بين طرق عدة أخرى تؤكد بعضها أن وزن الصين، وبريكس، يتجاوز تلك الأرقام، وتجاوز وزن الولايات المتحدة والدول السبع منذ سنوات، والجديد هنا هو الإقرار الغربي بهذه الوقائع، وعدم قدرتهم على الالتفاف عليها.

 قدرة المجموعة على التأثير

تفقد مجموعة السبع تدريجياً وزنها الدولي، وتفقد مع ذلك قدرتها على التأثير على التطورات الدولية، ما يجعل القرارات الصادرة عن الاجتماعات ضعيفة التأثير في سياسات الدول، ولم يعد ما تدعو له هذه المجموعة يلقى الكثير من الاهتمام، ويعد المثال الأبرز على ذلك هو القرار الذي اتخذه «السبعة الكبار» بفرض سقف سعر على النفط الروسي على ألا يتجاوز 60 دولاراً للبرميل، وبالرغم من أن حظوظ نجاح مساعي فرض هذا السعر كانت محط شكوك عديدة، نظراً للتغيرات التي تشهدها خريطة العلاقات الدولية، والوضع القلق في سوق الطاقة العالمي، إلا أن وزن المجموعة لم يكن يكفي حتى ليشكل تهديداً جدياً في هذا الخصوص، فالصين والهند استمرتا بشراء النفط الروسي دون الالتزام بالقرار، وتقول التقديرات: أن حصة البلدان من هذا الخام بلغت 90% من مجمل صادرته حتى شهر نيسان الجاري. وتؤكد منصة «Refinitiv Eikon» أن حصة الهند منفردة وصلت إلى 70%. لكن المثير أن صفقات النفط، وبالرغم من أنها تجري بالعملات المحلية، ويمكن إتمامها دون الإعلان عنها، إلا أن نيودلهي اتخذت منحى مختلفاً، وأعلنت وزيرة المالية الهندية صراحة: أنها تشتري النفط بسعر أعلى من سقف مجموعة السبع، والمثير أيضاً، أن الوزيرة أعلنت هذا الإعلان في واشنطن لا في أي مكانٍ آخر.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1119
آخر تعديل على السبت, 06 أيار 2023 22:07