«استبدال الدولار» كلمة السر الجديدة في الصفقات التجارية
أعلن وزير المالية السعودي، أن السعودية منفتحة على محادثات التجارة بعملات أخرى إلى جانب الدولار، دون أن يستثني تجارة النفط، ليكون بذلك أول تصريح رسمي سعودي في هذا الاتجاه، بعد موجة سابقة من التسريبات التي لم يجرِ تأكيدها.
تصريحات الوزير السعودي محمد الجدعان تحدثت عن إمكانية التبادل التجاري باستخدام عملات مختلفة، وعدم حصر هذا التبادل بالدولار، وخص بالذكر اليورو والريال السعودي.
الصين والنفط السعودي
كان الرئيس الصيني شي جين بينغ- وفي أثناء زيارته الأخيرة إلى السعودية- قد أعلن صراحة عن رغبة بلاده في زيادة وارداتها من نفط الشرق الأوسط، وذكّر في رغبة بلاده في تسوية هذه التبادلات باليوان الصيني. وعلى الرغم من أن السعودية لم تظهر حماساً معلناً بعد لهذه المسألة، إلا أن الاتجاه العام يشير إلى أن هذه الإمكانية تصبح أكثر واقعية مع مرور الوقت، فالسياسة الخارجية السعودية أبدت مزيداً من الانفتاح على التعاون مع روسيا والصين، اللتان تقودان عملية استبدال الدولار على النطاق العالمي، ولا يمكن الحديث عن نتائج حاسمة في هذه المسألة دون إنهاء تسعير النفط بالدولار الأمريكي، وهو ما يبدو حاضراً في أذهان أصحاب القرار في المملكة العربية.
مؤشرات من الإمارات
أشار وزير التجارة الخارجية الإماراتي، ثاني الزيودي، إلى أن الإمارات بدأت محادثات مع الهند لاستخدام الروبية الهندية في المبادلات التجارية للسلع غير النفطية. التصريحات الإماراتية هذه، وعلى الرغم من استثنائها للمشتقات النفطية، إلا أنها تتحدث عن حجم تبادل تجاري كبير يفترض أن يصل إلى 100 مليار دولار في السنوات الخمس المقبلة، إذا ما تطورت العلاقات بالشكل المتوقع. الزيودي أبدى تحفظات واضحة، خصوصاً أنه أشار أن الإمارات وعلى الرغم من تطلعها إلى آسيا في علاقاتها التجارية، إلا أنها تركز علاقاتها الأمنية والاستثمارية الأساسية على الغرب، مشيراً إلى أن استبدال الدولار يحتاج إلى وقتٍ كافٍ.
في الوقت الذي يبدو أن هذه المسألة لم يجرِ حسمها بعد داخل عدد كبير من الدول في العالم، نظراً للاعتماد الهائل على الدولار في مجمل الأنشطة الاقتصادية، وفي تثبيت الميزانيات المحلية، إلا أن الكثافة التي يجري فيها الحديث عن هذه المسألة، تشير بوضوح إلى أن هيمنة الدولار موضوعة بلا شك على طاولة البحث بالنسبة لمعظم دول آسيا، وغيرها من دول العالم، في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، ويدرك الجميع أن عملية الاستبدال جارية، وهو ما يتطلب بدء بحث هذه المسألة في جميع الصفقات التجارية الجديدة، ما يخلق نوعاً من التوازن الملائم لحجم التغيرات الجارية في العالم، والتركيز الكبير الذي تحاول من خلاله وسائل الإعلام تخفيف الأضواء عن تراجع مكانة الدولار، لا يعكس على الإطلاق أهمية هذه المسألة في العالم، وآفاق تطورها في السنوات القليلة القادمة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1106