روسيا والجزائر: نوعية جديدة للعلاقات
زار وزير الخارجية الروسي- سيرغي لافروف- الجزائر، والتقى خلال الزيارة نظيره رمطان لعمامرة في 10 نيسان، اتفق خلالها الجانبان على بحث اتفاقية إستراتيجية جديدة للعلاقة بين البلدين.
وفقاً للمؤتمر الصحفي المشترك لوزيري الخارجية عقب المحادثات الثنائية، فقد ناقش الوزيران التعاون في المجال العسكري والإعلان عن عقد اجتماع للجنة حكومة مشتركة للتعاون الاقتصادي خلال الأشهر المقبلة، والتنسيق حيال الملفات الدولية فيما يتعلق بـ «أوبك +» والتطورات في أوكرانيا، وصرح لافروف «سنعمل بدأب لمنع إقامة عالم أحادي القطب» والإشارة إلى المضي بتغيير الأسس التي قامت عليها منظمة الأمم المتحدة بناء على ذلك.
وقال لافروف: إن الجانبين يخططان لإبرام «وثيقة إستراتيجية جديدة بين الدولتين تعكس النوعية الجديدة لعلاقاتنا» ومن المزمع أن يقوم الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والجزائري عبد المجيد تبون بتوقيعها مستقبلاً خلال زيارة الأخير إلى موسكو.
وقد رأى العديد، أن هذه الزيارة والوثيقة الإستراتيجية الجديدة تهدف إلى تعزيز تحالفات بإطار أوسع من روسيا والجزائر فقط، تشمل الصين وإيران وفنزويلا وغيرها.. في مواجهة الضغوط الاقتصادية والعقوبات الغربية عليهم.
من جهة أخرى، تمضي العلاقات الجزائرية- الصينية باتجاه إيجابي أيضاً، ومن أواخر الخطى بهذا الإطار، أنه من المزمع أن ينطلق قريباً مشروع تشغيل أحد أكبر مناجم الحديد بالعالم في الجزائر، منجم «غاز جبيلات» الذي تقدر احتياطياته من الحديد الخام بـ 3.5 مليار طن، وهو مشروع سيجري تنفيذه بالشراكة مع 3 شركات صينية.
ضمن الصورة الأكثر عمومية، فإن هذا التقارب المتزايد بين الجزائر وروسيا أو الصين، يعد جزءاً من عملية الفرز والاصطفاف الدولي المتسارع ما بين الطرف الذي يدفع باتجاه تثبيت موازين قوى دولية جديدة لا تتضمن الأحادية القطبية، ومبنية على سياسات التعاون والتكافؤ، ويتكيّف معه بشكل أكثر فاعلية، وهو الأمر الذي نعتقد أنه المقصود بـ «النوعية الجديدة للعلاقات»، والطرف الذي يفعل كل ما في وسعه للإبقاء على الموازين القديمة متمثلة بالقوة الأمريكية والغربية بسياسات النهب والتبعية والعقوبات.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1070