كيف ستتعامل موسكو مع انضمام أعضاء جدد إلى الناتو؟
عتاب منصور عتاب منصور

كيف ستتعامل موسكو مع انضمام أعضاء جدد إلى الناتو؟

تقوم كلّ من فنلندا والسويد بخطوات للانضمام إلى حلف الناتو، في الوقت الذي يشكّل هذا الحلف تهديداً مباشراً على روسيا، حيث أكدت وزارة خارجيتها: أن موسكو ستضطر في حال انضمت هذه الدول إلى الحلف إلى القيام برد فعل سياسي، ومما يرفع درجة التأهب في الأيام القليلة القادمة التي ستشهد تحركات في هذا الملف.

تشترك فنلندا بحدود تمتد على طول 1300 كم مع روسيا، وهو ما يجعل هذه الخطوة بمثابة تهديد كبير لروسيا، والتي أكد نائب وزير خارجيتها على أن هذه الخطوة تهدف إلى عسكرة الشمال الذي اتسم بالحياد في العقود الماضية.

فنلندا تقوم بالخطوة الأولى

أعلنت الحكومة الفنلندية يوم الأحد 15 أيار أن رئيس الجمهورية ساولي نينيستو واللجنة الوزارية المعنية بالسياسيات الخارجية والأمنية، أنهت إعداد تقرير رسمي بشأن الانضمام إلى الناتو، ويفترض حسب البيان الحكومي أن تعرض هذه الوثيقة على الحكومة أثناء جلسة في البرلمان، الذي سيبت بشكلٍ نهائي بهذا الطلب. وحسب بيان صادر عن الكريملين، فقد أجرى الرئيس نينيستو اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي لنقاش خطط البلاد للانضام إلى الناتو، وأكد الرئيس الروسي في هذا الاتصال على أن: «تخلي فنلندا هذا عن سياسة الحياد العسكري سيكون خاطئاً، لأنه لا توجد هناك أية مخاطر على أمنها»، وفي تعليقه على الاتصال قال رئيس فنلندا: إن رد الرئيس الروسي كان أكثر تحفظاً مما هو متوقع، حسب تعبير الرئيس نينيستيو، وأشار إلى أنه لا يرى حالياً استعداداً روسيا لأي رد عسكري.

ملامح أولية

تشكل هذه الخطوة بشكلها العام تصعيداً جديداً من قبل الغرب، وخصوصاً لما يعنيه انضمام دول الشمال إلى حلف الناتو، إلا أن الرد الروسي حتى اللحظة لا يبدو واضحاً، مما يزيد ارتباك الخصوم، فالإشارات المتعددة من قبل روسيا تؤكد جميعها على أن روسيا لا تنظر بإيجابية إلى هذه الخطوة، وأنها عازمة على الرد عليها، ولكن لم يكن واضحاً إن كان هذا الرد سيكون بعمل عسكري اتجاه فنلندا، وهو ما تروج له بعض وسائل الإعلام، وتحديداً في خلال الفترة الفاصلة بين تقديم الطلب والبت به من قبل حلف الناتو. وهو الوقت المناسب لتوجيه ضربة عسكرية إذا ما كانت روسيا لا تنوي فتح جبهة مباشرة مع الحلف، ومن جانب آخر يبدو أن أطرافاً في دول الناتو لا تنظر بحماس إلى هذه الخطوة، وإن كانت تركيا هي التي تعلن هذا الموقف صراحة، فهذا لا يعني قبول باقي الأطراف لهذه الخطوة الاستفزازية، وتحديداً، أن رفض أية دولة من دول الناتو سيعيق انضمام أي عضو جديد.
تشير بعض التصريحات الروسية إلى أن قبول عضوية فنلندا والسويد إلى الحلف لا يعني أن تكون البنية العسكرية في البلدين قادرة على تهديد أمن روسيا، فيرى البعض أن الخطوة ستكون ذات طبيعة سياسية دعائية، وستحتاج وقتاً يمتد إلى عدة أشهر قبل أن يستطيع الناتو تثبيت بنيته العسكرية في مناطق جديدة، وتصر تصريحات أخرى أن إعلان انضمام فنلندا والسويد سيجعل أراضيهما هدفاً محتملاً للقوات الروسية، مما يزيد من الغموض حول طبيعة الرد الروسي على هذه الخطوة، وخصوصاً، أنها لن تمر بالنسبة لموسكو حتى ولو كانت مجرد خطوة دعائية سياسية.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1070
آخر تعديل على الإثنين, 23 أيار 2022 13:58