قمة أمريكا-آسيان.. تصعيد أمريكي جديد
عُقدت- يوم الجمعة- قمة ما بين رابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان» والولايات المتحدة الأمريكية في العاصمة واشنطن، والتي خلصت إلى التأكيد على أمرين: الوقف الفوري للأعمال القتالية في أوكرانيا، ونزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.
أنشئت رابطة آسيان الاقتصادية في عام 1967 وهي تضم اليوم عشر دول آسيوية: بروناي وكمبوديا وإندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام، وتهدف الرابطة بالمعنى النظري لتسريع النمو الاقتصادي، وتحقيق تقدم اجتماعي، وتنمية ثقافية، وتحقيق السلام والاستقرار السياسي في منطقة جنوب شرق آسيا.
غاب عن القمة المذكورة رؤساء كلّ من الفلبين رودريغو دوتيرتي بحجة انشغاله بالانتخابات الرئاسية في البلاد، بينما لم تجر دعوة رئيس ميانمار، بسبب عدم الاستقرار السياسي في بلاده.
البيان الختامي المشترك: أوكرانيا وكوريا الديمقراطية
تضمن البيان المشترك للقمة ما يتعلق بأوكرانيا: «نواصل الإشارة إلى احترامنا للسيادة والاستقلال السياسي ووحدة أراضيها... نشير إلى أهمية الوقف الفوري للأعمال القتالية، وخلق ظروف تعطي إمكانيات للتسوية السلمية... كما ندعو لتسهيل الوصول السريع والآمن والحر للمساعدات الإنسانية لمن يحتاج إليها في أوكرانيا، وكذلك حماية المدنيين وموظفي المنظمات الإنسانية والأشخاص المعرضين للخطر».
وفيما يتعلق بشبه الجزيرة الكورية، أكد البيان: التمسك بأن تكون منطقة خالية من الأسلحة النووية وذكر فيه «نؤكد تمسكنا المشترك لنزع السلاح النووي الكامل وإحلال السلام الدائم في شبه الجزيرة الكورية. نواصل الإصرار على أنه يجب على كوريا الشمالية تنفيذ القرارات المناسبة لمجلس الأمن الدولي بالكامل، مع الأخذ بعين الاعتبار دعوة المجتمع الدولي للدبلوماسية، وعن طريق العمل لصالح الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة».
وقد وعد الرئيس الأمريكي بايدن خلال القمة بتخصيص 150 مليون دولار من أجل المبادرات لتطوير التعاون مع رابطة آسيان، منها 60 مليون لتنفيذ برامج بحرية برئاسة هيئة خفر السواحل الأمريكية من أجل إرسال سفن وموظفين يقدمون المساعدة لهيئات الأمن الإقليمية في المنطقة، أي وبمعنى آخر، خطوة جديدة استفزازية تجاه الصين.
وفي مقابل هذه المواقف السياسية المعلنة من دول الرابطة لمصلحة واشنطن والمساعدة الأمنية، لم تتلق الرابطة أية خطوات عملية لصالحها هي بالذات، بالمعنى الاقتصادي أو التجاري أو حتى السياسي.
لتكون القمة باختصار عبارةً عن تصريحات سياسية استفزازية من دول جنوب شرق آسيا تجاه كل من روسيا والصين وكوريا الديمقراطية، الأمر الذي يبعد تماماً عن أهداف الرابطة أساساً، ويمثل تنازلات مقدمة من طرف واحد، وهي تأتي في إطار التحالفات السياسية والعسكرية الجديدة التي تحاول واشنطن الدفع بها على تخوم الصين، من مثل تحالف «أوكوس»، وبلحظة تلت قيام كوريا الديمقراطية مناوراتها العسكرية، التي تضمنت إطلاق صواريخ باليستية، والغاية توتير الحدود الصينية والإخلال بعلاقاتها الإقليمية.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1070