السودان… الاستعصاء قائم والمبادرات مجمدة

يجري الحديث عن مجموعة من المبادرات والمساعي لحل الأزمة السودانية، واحدة من قبل الأمم المتحدة، وأخرى من قبل الاتحاد الإفريقي، وقدّم عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي السوداني أربعة محاور رأى فيها مخرجاً لأزمة السودان.

محاور البرهان الأربعة

البنود الأربعة التي قدمها البرهان تشمل: تشكيل ما أسماه حكومة كفاءات وطنية ومستقلة، يرافقها إطلاق عملية حوار شامل يشمل كل القوى السياسية في البلاد، باستثناء حزب المؤتمر الوطني الذي حكم السودان في زمن الرئيس السابق عمر البشير، وتضمنت المحاور إجراء انتخابات حرة ونزيهة على أن تجري في نهاية الفترة الانتقالية، يرافقها إجراء تعديلات للوثيقة الدستورية «حتى تتوافق مع متغيرات المشهد السياسي في البلاد» حسب تعبيره.
يرى المجلس العسكري في السودان: أن الاتفاق الذي جرى بينه وبين ما عرف باسم «المكون المدني» سابقاً كان تعبيراً عن توازن محدد للقوى، ويرى أن هذا التوازن قد اختل لصالحه خلال الفترة الماضية، وهي قراءة قريبة إلى الواقع إلى حدٍ كبير، وهي ما تدفعه إلى محاولات لفرض تعديلات على شكل المرحلة الانتقالية ومخرجاتها. في الجهة المقابلة، لا يبدو أن قوى المعارضة قادرة حتى اللحظة على تقديم برنامج بديل، وخصوصاً أنها تضع على رأس أهدافها إسقاط المجلس العسكري بشكل كامل، وعلى إعادة هيكلة الجيش والقوى الأمنية. وهو ما من شأنه تعقيد الأوضاع بشكل أكبر، عبر سد المخارج المحتملة التي يمكن أن تنتج عبر التفاوض.