جهود السلام الليبية مهددة
لا يزال خطر نشوء حالة من ازدواجية السلطة قائماً في ليبيا، حيث أعلن رئيس الحكومة الليبية المكلف فتحي باشاغا عن بدء مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة مع مختلف الأطراف، وفي الوقت نفسه أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الحالي عبد الحميد الدبيبة أنه شكل لجنة وزارية لاختيار فريق وطني من أجل وضع خطة لتنظيم الانتخابات في شهر حزيران المقبل.
ويعني إعلان الدبيبة أن حكومته وبرئاسته تعتزم متابعة مهامها حتى شهر حزيران، في حين بدأ باشاغا بالمشاورات لتشكيل الحكومة وبمهلة 15 يوماً لتشكيلها وتقديمها للبرلمان، بعد قرار صدر عن مجلس النواب الليبي بهذا الشأن.
وقد أصدر 54 عضواً من مجلس الدولة الليبي بياناً يرفضون فيه قرار البرلمان بتكليف فتحي باشاغا رئيساً للوزراء بدلاً من عبد الحميد الدبيبة، وجاء فيه أن «ما صدر عن مجلس النواب لا تعد إلا مقترحات إلى حين نقاشها والتصويت عليها بجلسة رسمية ومعلنة بالمجلس الأعلى للدولة» وصرح رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري: أن قرار البرلمان هو «إجراء غير سليم»، وفضلاً عن حالة الانقسام الداخلي بدأت ملامح اعترافات بباشاغا على المستوى الدولي أيضاً، مما يعزز من المشكلة الجارية ما لم تحل سريعاً مع حكومة الدبيبة.
إثر هذه التطورات والصراعات السياسية بين مختلف الأطراف، حذرت اللجنة الليبية العسكرية المشتركة 5+5 من أن جهود السلام في ليبيا باتت مهدة ومعرضة للانهيار، وقالت في بيان لها: إن هناك «مخاوف حقيقية باتت تساورهم من أن جهود السلام التي عملت عليها اللجنة خلال الفترة الماضية، باتت مهددة ومعرضة للانهيار» ودعت فيه جميع الأطراف إلى ضبط النفس، وتغليب مصلحة الوطن، والإسراع في إجراء الانتخابات باعتبارها مفتاحاً للوصول بالبلاد «إلى بر الأمان».
وبالتوازي مع ذلك، خرج الليبيون بمظاهرات يوم 17 من الشهر الجاري إحياء للذكرى الـ 11 لانتفاضة شباط في عدة مدن ليبيا، كانت بنغازي منها، وطالبوا خلالها بإنهاء الانقسام بين الأطراف السياسية الليبية، والتوصل إلى توافقات بين أطراف النزاع.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1058