الإجابات الصحيحة للشيوعي الصيني... مقتطفات من بيان الدورة الكاملة للجنة المركزية
نجح الحزب الشيوعي الصيني بتحقيق نتائج جبارة خلال مئة عام من مسيرته المستمرة، لم تنحصر هذه النتائج على الشعب الصيني فحسب، بل بات نطاق تأثيرها يزداد اتساعاً حتى باتت الصين «المستعمرة السابقة» من أكثر القوى تأثيراً في العالم، وفي مستقبل البشرية.
استضافت العاصمة الصينية بكين بين 8 و11 تشرين الثاني الجاري أعمال الدورة الكاملة السادسة للجنة المركزية التاسعة عشر للحزب الشيوعي الصيني. وترأس المكتب السياسي للجنة المركزية هذه الدورة، التي استمعت إلى تقرير العمل الذي قدمه الأمين العام للجنة الحزب المركزية شي جين بينغ، بتكليف من المكتب السياسي، وجرى نقاشه بشكلٍ موسع، وأجازت «قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني بشأن المنجزات المهمة والتجارب التاريخية في كفاح الحزب الممتد لمئة عام» و«قرار عن عقد المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني» بعد النظر فيهما. وقدم شي جين بينغ إلى الدورة الكاملة إيضاحات حول «مسودة قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني بشأن المنجزات المهمة والتجارب التاريخية في كفاح الحزب الممتد لمئة عام».
حول المكتب السياسي
أشادت الدورة الكاملة بالأعمال التي أداها المكتب السياسي للجنة الحزب المركزية، وأجمعت أنه في العام المنصرم، تشابكت تأثيرات التغيرات الكبيرة التي لم يشهدها العالم منذ مئة عام، وتفشي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد– 19) في العالم، وازدادت الظروف الخارجية تعقيداً وخطورة، وما زالت شتى المهمات- للوقاية من جائحة «كوفيد – 19» والسيطرة عليها، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية داخل البلاد- ثقيلة وشاقة جداً. وأشارت الدورة الكاملة إلى أن المكتب السياسي عمل على التطبيق الشامل لروح المؤتمر الوطني، وروح الدورات الكاملة السابقة، بالإضافة إلى أنه أخذ النوعين المحلي والدولي من الوضع العام بعين الاعتبار، وعمل على التخطيط الشامل لمكافحة الجائحة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وقضيتي التنمية والأمن، وتمسك بفكرة العمل الأساسية العامة، المتمثلة في إحراز التقدم من خلال الحفاظ على الاستقرار، وتطبيق الفكر التنموي الجديد على نحو شامل، والإسراع في إنشاء نمط تنموي جديد، والحفاظ على الوضع الجيد نسبياً للتنمية الاقتصادية، والدفع بنشاط لعملية الاعتماد على الذات، وتقويتها في مجال العلوم والتكنولوجيا، وتعميق عملية الإصلاح والانفتاح باستمرار، وكسب معركة التغلب على المشاكل المستعصية للقضاء على الفقر في الموعد المحدد، وتحسين ضمان معيشة الشعب بشكل فعال، وإبقاء الوضع العام الاجتماعي مستقراً، ودفع تحديث الدفاع الوطني والجيش بخطوات راسخة، ودفع دبلوماسية الدولة الكبرى- ذات الخصائص الصينية- بشكل شامل إلى الأمام، وإجراء حملة دراسة تاريخ الحزب الشيوعي الصيني والتثقيف به بخطوات راسخة وبصورة فعالة، والانتصار على كوارث طبيعية خطيرة متعددة، مما أحرز منجزات مهمة جديدة في شتى قضايا الحزب والدولة.
إنجازات الحزب منذ التأسيس
كان الحزب قد قاد الشعب في خوض النضال البطولي بعزيمة لا تلين، مما خلق منجزات عظيمة للثورة الديمقراطية الجديدة، وأسس جمهورية الصين الشعبية، وحقق الاستقلال الوطني والتحرر الشعبي، ووضع حداً نهائياً لتاريخ المجتمع شبه المُستعمَر، وشبه الإقطاعي، في الصين القديمة، والتاريخ الذي كانت فيه الأقلية الضئيلة من المستغِّلين تحكم الجموع الغفيرة من أبناء الشعب الكادح، ولوضع الصين القديمة المتمثل في كونها «كومة من الرمال»، وألغى بشكل تام المعاهدات غير المتكافئة التي فرضتها القوى الكبرى على الصين، وكافة الامتيازات الإمبريالية في الصين، وحقق القفزة العظيمة للصين من سياسة الاستبداد الإقطاعي التي دامت آلاف السنين إلى الديمقراطية الشعبية، وغيّر النمط السياسي العالمي إلى أقصى حد، وشجع نضال الأمم والشعوب المضطهَدة من أجل التحرر في العالم كله. وبنضالهما الباسل والصلد، أعلن الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني بمهابة أمام العالم، أن الشعب الصيني قد نهض منذ ذلك الحين، وأن العهد الذي كانت فيه الأمة الصينية تحت رحمة الآخرين، وعُرضة لشتى ضروب الإهانة والإذلال قد مضى بلا رجعة، وأن عهداً جديداً للتنمية الصينية قد اُستهل منذ ذلك الوقت.
وسجل الحزب الشيوعي الصيني منجزات عظيمة في الثورة الاشتراكية والبناء الاشتراكي، مما حقق أوسع تغيير اجتماعي وأعمقه في تاريخ الأمة الصينية، وحقق قفزة عظيمة دخل فيها بلد شرقي- شاسع المساحة وفقير متخلف وكثير السكان- المجتمع الاشتراكي بخطوات واسعة. وبُني نظام صناعي مستقل ومتكامل نسبياً، ونظام اقتصادي في بلادنا، وشهدت ظروف الإنتاج الزراعي تغيراً ملحوظاً، وشهدت قضايا التربية والتعليم والعلوم والثقافة والصحة والرياضة تطوراً ملموساً، وشهدت قوة جيش التحرير الشعبي ازدياداً وارتقاء، ووُضع حدّ نهائي لدبلوماسية الذل والإهانة التي عانت منها الصين القديمة. وبنضالهما الباسل والصلد، أعلن الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني بمهابة أمام العالم: أن الشعب الصيني لا يجيد العمل في هدم العالم القديم فحسب، بل يجيد العمل أيضا في بناء عالم جديد، والصين لا يمكن إنقاذها إلا بالاشتراكية، ولا يمكن تنميتها إلا بالاشتراكية.
منذ انعقاد الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الحادية عشرة للحزب الشيوعي الصيني، وحد الشيوعيون الصينيون- بزعامة الرفيق دنغ شياو بينغ كممثل رئيسي لهم- جميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب من مختلف قومياتهم في كل البلاد، وقادوهم في التلخيص العميق للتجارب الإيجابية والسلبية بعد قيام الصين الجديدة، والاستفادة من التجارب التاريخية للاشتراكية العالمية في المسألة الأساسية المتمثلة في ماهية الاشتراكية، وكيفية بنائها، فابتكروا نظرية دنغ شياو بينغ، وعلى هذا الأساس، دعوا إلى تحرير العقول، والبحث عن الحقيقة من الوقائع، واتخذوا قراراً تاريخياً لتحويل مركز ثقل أعمال الحزب والدولة صوب البناء الاقتصادي، وتنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح على العالم الخارجي، واكتشفوا بذلك جوهر الاشتراكية بشكل عميق، وحددوا الخط الأساسي للمرحلة الأولية من الاشتراكية، وأكدوا بكل وضوح على سلوك طريقنا الخاص، وبناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وأجابوا بشكل علمي على سلسلة من المسائل الأساسية حول بناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، ووضعوا إستراتيجية «الخطوات الثلاث» التنموية لتحقيق التحديث الاشتراكي، من حيث الأساس عند حلول منتصف القرن الحادي والعشرين، وأسسوا بنجاح الاشتراكية ذات الخصائص الصينية.
عمّق الشيوعيون الصينيون إدراكهم لماهية الاشتراكية، وكيفية بنائها، وماهية الحزب الذي يجب بناؤه، وكيفية بنائه، فبلوروا أفكار «التمثيلات الثلاثة» الهامة، مما صان الاشتراكية ذات الخصائص الصينية أمام الاختبارات القاسية، المتمثلة في ظهور الأوضاع الداخلية والخارجية المعقدة للغاية، ومرور الاشتراكية العالمية بمنعطفات خطيرة، ووضع الهدف والإطار الأساسي للإصلاح في نظام اقتصاد السوق الاشتراكي وأرسى النظام الاقتصادي الأساسي المتصف بإبقاء القطاع العام مسيطراَ، وبتطور الاقتصاديات المتعددة الملكية سوية، ونظام توزيع الدخل الذي يتخذ التوزيع حسب العمل قواماً، وتتعايش فيه أنماط التوزيع المتنوعة، وخلق وضعاً جديداً للإصلاح والانفتاح على نحو شامل، ودفع المشروع العظيم الجديد لبناء الحزب، ونجح في دفع الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى القرن الحادي والعشرين.
حققت بلادنا تحولاً تاريخياً من نظام الاقتصاد المخطط العالي المركزية، إلى نظام اقتصاد السوق الاشتراكي الزاخر بالحيوية والنشاط، ومن الانغلاق وشبه الانغلاق إلى الانفتاح الشامل، وحققت اختراقاً تاريخياً من حالة التخلف النسبي في القوى المنتجة إلى تبوّؤ المركز الثاني في العالم، من حيث إجمالي الحجم الاقتصادي، وحققت قفزة تاريخية في معيشة الشعب، من نقص الكساء والغذاء إلى الرغد العام، ثم الاتجاه إلى الرغد الشامل.
ما الذي تحقق منذ اختتام المؤتمر الـ 18؟
حددت الدورة الكاملة الإنجازات التي جرى تحقيقها على كافة الأصعدة، ونذكر فيما يلي بعضاً مما جاء في البيان في هذا الخصوص:
الصعيد الحزبي الداخلي: حظيت سلطة لجنة الحزب المركزية وقيادتها المركزية الموحدة بالضمان القوي من حيث التمسك بقيادة الحزب الشاملة، واكتملت المنظومة المؤسسية لقيادة الحزب باستمرار، وأصبح أسلوب قيادة الحزب أكثر علمية، وتحول الحزب كله إلى أكثر وحدة في الفكر، وأكثر تضامنا في السياسة، وأكثر اتفاقا في العمل، وتعززت قدرة الحزب على القيادة السياسية والتوجيه الفكري وتنظيم الجماهير، والجاذبية الاجتماعية بشكل ملحوظ. وفي صدد إدارة الحزب بانضباط صارم وعلى نحو شامل، تعززت قدرة الحزب على التنقية الذاتية والتكميل الذاتي والتجديد الذاتي والترقية الذاتية بصورة واضحة، وتغير وضع التسامح والتراخي والتواني في إدارة الحزب لشؤونه وأعضائه بشكل جذري، وتحقق انتصار ساحق في مكافحة الفساد، وتوطدت نتائجه بشكل شامل، وصار الحزب أكثر قوة من خلال الصقل الثوري.
الصعيد الاقتصادي: تحسن النمو الاقتصادي لبلادنا على نحو ملموس، من حيث التوازن والتناسق والاستدامة، وقفزت القوة الاقتصادية والقوة العلمية والتكنولوجية والقوة الوطنية الشاملة لبلادنا إلى درجة جديدة، وتخطى الاقتصاد الصيني في طريق التنمية الأعلى جودة وفعالية والأكثر عدالة واستدامة وسلامة.
صعيد البناء السياسي: طُورت الديمقراطية الشعبية بعملياتها الكاملة بنشاط، وتقدمت إلى الأمام السياسة الديمقراطية الاشتراكية في مأسستها ومعايرتها وبرمجتها على نحو شامل، وشهد النظام السياسي للاشتراكية ذات الخصائص الصينية إظهاراً أفضل لمزاياه المتفوقة، وتوطد وتطور الوضع السياسي الزاخر بالحيوية والنشاط والاستقرار والتضامن. وفي صدد حكم الدولة وفقاً للقانون على نحو شامل، تواصل إكمال نظام حكم القانون الاشتراكي ذي الخصائص الصينية، وخطا عمل بناء الصين الخاضعة لسيادة القانون خطوات ثابتة، وتحسنت قدرة الحزب على قيادة وإدارة الدولة بأسلوب حكم القانون بصورة ملموسة.
على الصعيد الاجتماعي: تحسنت حياة الشعب في جميع الأوجه، وارتفع مستوى الحوكمة الاجتماعية، من حيث الصفة الاجتماعية، وحكم القانون والتقنيات الذكية والصفة التخصصية إلى حد كبير، مما طوّر الوضع الممتاز المتمثل في أن الشعب يعيش بطمأنينة، ويعمل بارتياح، وينعم المجتمع بالأمن والنظام، وواصل كتابة أعجوبة الاستقرار الاجتماعي الطويل الأجل.
على صعيد الجيش والأمن الوطني: وفي صدد بناء الدفاع الوطني والجيش، حقق الجيش الشعبي إعادة الهيكلة ذات الطابع الثوري ككل، لبدء التقدم من جديد، وتم التصاعد المتزامن في قوة الدفاع الوطني والقوة الاقتصادية، وأدى الجيش الشعبي رسالته ومهمته في العصر الجديد بحزم، ودافع عن سيادة الدولة وأمنها ومصالحها التنموية بروح النضال الصامدة والأعمال الملموسة. وفي صدد حماية الأمن الوطني، تعززت جميع أوجه الأمن الوطني، الذي صمد أمام اختبارات المخاطر والتحديات من نواح، مثل: السياسة والاقتصاد والإيديولوجيا والطبيعة، فقدم ضماناً قوياً لتمتع الحزب والدولة بالازدهار والنماء والاستقرار السياسي الدائم. وفي صدد التمسك بمبدأ «دولة واحدة ونظامان» ودفع عملية إعادة توحيد الوطن الأم، اتخذت لجنة الحزب المركزية سلسلة من الإجراءات الجامعة بين المعالجة الفرعية والمعالجة الجذرية، وطبقت بثبات مبادئ «المحبون للوطن يديرون شؤون هونغ كونغ» و«المحبون للوطن يديرون شؤون ماكاو»، ودفعت وضع هونغ كونغ ليحقق تحولاً هاماً من الفوضى إلى النظام والأمن، مما أرسى أساساً متيناً للمضي قدماً بإدارة هونغ كونغ وماكاو وفقا للقانون، ودفع ممارسات «دولة واحدة ونظامان» لتحقيق تقدم مطّرد ومستقر وبعيد؛ كما تمسكت بمبدأ «صين واحدة» و«توافق عام 1992»، والمعارضة الحازمة لأي تصرف انفصالي رامٍ إلى «استقلال تايوان» وأي تدخل من القوى الخارجية، مُمْسِكة بزمام القيادة والمبادرة في العلاقات بين جانبي مضيق تايوان بشكل ثابت.
الدبلوماسية
على الصعيد الدبلوماسي: تطورت دبلوماسية الدولة الكبرى ذات الخصائص الصينية على نحو شامل، وجاء بناء مجتمع ومصير مشترك للبشرية كراية جلية ترشد تيار العصر واتجاه التقدم البشري، وعملت الدبلوماسية الصينية على خلق وضع جديد في تغيرات العالم الكبيرة، وتحويل التحديات إلى فرص في ظل الوضع الدولي المختل، فارتفعت تأثيرات بلادنا وقدرتها الملهمة، وقوة تشكيل صورتها في العالم بشكل واضح. وبذلك أعلن الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني بمهابة أمام العالم بنضالهما الباسل والصلد، أن الأمة الصينية قد استقبلت طفرة عظيمة حيث وقفت على قدميها ثم أثرت وبدأت تقوى.
السفينة تتحدى الأمواج
لقد غيّر كفاح الحزب الممتد لمئة عام بشكل جذري، مستقبل ومصير الشعب الصيني، وتخلص الشعب الصيني تماماً من معاناته من الظلم والاضطهاد والاستعباد، وأصبح سيداً للدولة والمجتمع ولمصير نفسه، وتحولت تطلعاته لحياة سعيدة إلى حقائق واقعية باستمرار؛ وقد شق كفاح الحزب الممتد لمئة عام الطريق الصائب لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية، وتمكنت الصين خلال عقود قليلة فقط من إكمال مسيرة التصنيع، التي أمضت البلدان المتقدمة عدة قرون لإنجازها، وخلقت معجزتين عظيمتين، هما: التنمية الاقتصادية السريعة، والاستقرار الاجتماعي الطويل الأجل؛ وقد بيّن كفاح الحزب الممتد لمئة عام حيوية عظيمة للماركسية، وفي الصين لاقت طبيعتها العلمية وحقيقتها اختباراً كافياً، وعرفت طبيعتها الشعبية والتطبيقية ممارسة تامة، ونالت طبيعتها المفتوحة والعصرية إبرازاً بصورة مستفيضة؛ وقد ترك كفاح الحزب الممتد لمئة عام تأثيره العميق في مسيرة التاريخ العالمي، ونجح الحزب في قيادة الشعب لسلك طريق تحديث ذي أسلوب صيني، وابتكار شكل جديد من الحضارات البشرية، وتوسيع سبل توجه الدول النامية تجاه التحديث؛
الحزب الشيوعي الصيني عازم على تحقيق قضايا القرون المقبلة للأمة الصينية، فمئة عام لا تمثل إلا ريعان شبابه. وعلى مدى المئة عام المنصرمة، قدم الحزب الشيوعي الصيني للشعب والتاريخ ورقة إجابات ممتازة. وأما الآن، فإن الحزب يوحّد الشعب الصيني ويقوده في السير على طريق خوض الامتحان الجديد، بشأن تحقيق أهداف الكفاح عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. ويجب على كل الحزب أن يتذكر جيداً، ما هو الحزب الشيوعي الصيني؟ وما هي رسالته؟ ويعد ذلك مسألة جوهرية، كما يتعين على الحزب فهم الاتجاه العام لتطور التاريخ، والتمسك بالمثل العليا والعقيدة السياسية، وتذكر الغاية الأصلية والرسالة دوماً، والحفاظ إلى الأبد على التواضع واليقظة وتجنب الغرور والطيش، وخوض النضال الشاق، دون الخوف من أية مخاطر أو التأثر بأية تشويشات، وعدم ارتكاب أخطاء هدامة بتاتاً فيما يتعلق بالمسائل الجوهرية، وتحقيق الأهداف المنشودة بجد وإصرار وبجهود دؤوبة، والمضي قُدماً بالنهضة العظيمة للأمة الصينية، بوعي أن الشوط الأخير من الرحلة هو الأصعب.
وأكدت الدورة الكاملة على وجوب حفاظ كل الحزب- دائماً- على الارتباط بجماهير الشعب ارتباط الدم باللحم، وتطبيق فلسفة تنموية تتمحور حول الشعب، ومواصلة تحقيق المصالح الجوهرية للأغلبية الساحقة من أبناء الشعب وحمايتها وتنميتها، والاتحاد مع أبناء الشعب من مختلف قومياتهم في كل البلاد، وقيادتهم لخوض الكفاح الدؤوب من أجل تحقيق حياة سعيدة. ولا بد للحزب كله من التذكر الجيد، أن المصيبة من شأنها مساعدة الإنسان على البقاء، والمتعة من شأنها أن تؤدي بالإنسان إلى الموت، والمثابرة على تفكير عميق وبُعد نظر، والاستعداد الدائم في أيام السلام لمواجهة أي طارئ، ومواصلة دفع تنفيذ المشروع العظيم الجديد لبناء الحزب في العصر الجديد إلى الأمام، والإصرار على إدارة الحزب بانضباط صارم وعلى نحو شامل، ودفع بناء أسلوب الحزب والحكومة النزيهة ومكافحة الفساد إلى الأمام بثبات لا يتزعزع، تحدياً لكل الصعوبات والضغوط، لدفع سفينة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية تتقدم باطراد متحديةً الرياح والأمواج.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1044