توترات ما بعد الانتخابات العراقية
ضج العراق بخبر محاولة اغتيال رئيس حكومته مصطفى الكاظمي، في منزله في 7 تشرين الثاني، عبر الطائرات المسيرة الحاملة للمتفجرات، ورغم عدم وجود أية أدلة حول منفذي العملية بعد، كانت الاتهامات الأمريكية جاهزة بشكلٍ مسبق.
قد يكون السؤال حول من له المصلحة بذلك عمومياً جداً، إلّا أن الغاية من محاولة الاغتيال واضحة: ضرب استقرار العراق، وتفعيل شرارة أزمة عميقة جديدة في البلاد.
نجحت الانتخابات العراقية الأخيرة برعاية أمريكية إلى تقليص وزن القوى السياسية الموالية للسياسية الخارجية الإيرانية، وتحديداً ما يتعلق بالموقف من الولايات المتحدة الأمريكية وتواجدها في المنطقة داخل البرلمان، إلا أن هذا الأمر لوحده لم يُفضِ إلى تقليص وزن هذه القوى ضمن الساحة السياسية العراقية ككل، ولم تنجح مساعي الولايات المتحدة بتعبئة وتحريض العراقيين ضد طهران، بمقابل تأريض طروحات ودعوات خروج كافة القوات الأجنبية، وعلى رأسها الأمريكية من البلاد.
استناداً إلى السلوك الأمريكي التقليدي والمعهود، فإن توتير العراق وإشعال أزمة جديدة فيه- قبيل الخروج الأمريكي المزمع في نهاية العام الجاري- ليس غريباً، وتأتي محاولة اغتيال الكاظمي متناسبة تماماً مع هذا المسار.
سرعان ما بدأت وسائل الإعلام الغربية بتوجيه أصابع الاتهام إلى قوات المقاومة العراقية، تبعتها تصريحات رسمية أمريكية- سواء من البنتاغون، أو الرئيس جو بايدن- تتهم قوى عسكرية «مدعومة من إيران».
بالمقابل، قال قائد «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي إنّ قوى المقاومة كانت لديها معلومات عن نية أجهزة المخابرات بتنفيذ هجوم ضمن المنطقة الخضراء، وتحميل قوات المقاومة المسؤولية عنها، كما أنه أدان محاولة الاغتيال.
بدورها، قامت إيران بإرسال قائد فيلق القدس إسماعيل قاني إلى بغداد للقاء مصطفى الكاظمي، وأكد قاني خلال الاجتماع، وفقاً لوسائل الإعلام، أن سياسة التهديد التي يتعرض لها الكاظمي لا تمثل طهران، ولن تتبنى إيران ذلك، وأن القيادة الإيرانية ترفض محاولة الاغتيال التي تعرض لها والتهم الموجهة لها.
وبينما دعا قاني والكاظمي مع مختلف القوى السياسية العراقية الأخرى إلى التهدئة وعدم التصعيد، إلا أن واشنطن لا تزال حتى الآن تصدر اتهاماتها التحريضية على إيران، وقوات المقاومة العراقية بشكل يومي.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1044