توترات لاتينية متصاعدة..
بعد هدوء مؤقت من الاحتجاجات الشعبية والإضرابات التي عمت أرجاء كولومبيا خلال شهر نيسان السابق، جرت هبّة جديدة في 21 من الشهر الماضي ضد حكومة الرئيس الكولومبي إيفان دوكي.
لقد كانت شرارة الهبّة الأخيرة تقديم الحكومة للكونغرس الكولومبي خطة جديدة للإصلاح الضريبي، بعد أن حذفت منها نصوصاً أثارت الجدل وأججت الاستياء خلال الاحتجاجات السابقة، وهي تشمل زيادة ضريبة القيمة المضافة على بعض السلع وتوسيع قاعدة دافعي الض3رائب من الناس العاملين، ولكن الخطة الجديدة رغم إلغائها الاستثناءات التي أدخها الرئيس دوكي عام 2019 إلا أنها رفعت ضريبة الدخل على بعض الأعمال التجارية والمالية، والتي بالمحصلة نتيجتها تكون رفع أسعار بعض السلع، مما أدى إلى الاحتجاجات الأخيرة.
بالتوازي مع ذلك، قامت كولومبيا باعتقال 10 أشخاص مشتبهين بتورطهم بالهجمات التي جرت على مروحية كانت تقل الرئيس إيفان دوكي عبر إطلاق الرصاص عليها في محاولة لاغتياله، وعلى قاعدة عسكرية بسيارة مفخخة خلال شهر حزيران، متهمةً مجموعة تُسمى «فارك» موجودة في فنزويلا، وتتهم الحكومة الفنزويلية بدعمها، لتقوم كولومبيا بعد ذلك وعلى لسان رئيسها دوكي بدعوة السلطات الأمريكية لإدراج فنزويلا على قائمة «الدول الراعية للإرهاب» بتصعيدٍ واضح ومباشر، ليرد وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أرياسا بإشارته إلى أن ممن جرى اعتقالهم إثر عملية اغتيال رئيس هايتي جوفينيل موينز نحو 20 مواطناً كولومبياً معظمهم من عسكريين سابقين.
ويأتي هذا التصعيد الكولومبي- الفنزويلي المتبادل بعد فترة قريبة من أزمة اغتيال الرئيس الهايتي، والتوترات الداخلية في كوبا التي انطلقت بعدها، لتتوسع رقعة التوترات المتبادلة في الدول الأربع، والتي تهدف بالضغط على كلّ من فنزويلا وكوبا من قبل كولومبيا والولايات المتحدة من خلفها وداعمة لها.
ولا بد من الإشارة إلى أن هذا التصعيد على فنزويلا يأتي بعد فشل مساعي التوتير داخل كوبا، وارتدادها إلى الداخل الكولومبي نفسه بالحراك الشعبي الجاري هناك، وزيادة الفوضى بنشاط عصابات الإتجار بالمخدرات الموجودة في البلاد، وحروبها التي تؤدي في نهاية المطاف دور الإرهاب والقمع، ومن خلاله بما يصب بمصلحة الحكومة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1030