أوكرانيا تنشد الحرب
تمضي أوكرانيا بقيادة حكومة رئيسها زيلينسكي والولايات المتحدة الأمريكية من خلفه بالمضي في استفزاز موسكو بأقصى الدرجات، رغم تباين مصالح كلٍّ من زيلينسكي وأمريكا، ليهدد الرئيس الروسي فلاديمير بخوض الحرب مستخدماً عبارة شبيهة قالتها الولايات المتحدة قبل عقود تجاه الصواريخ الكوبية.
اعتبر الرئيس الروسي أن الحديث عن انضمام أوكرانيا إلى حلف الشمال الأطلسي ليس «كلاماً فارغاً» وذلك خلال لقاء جرى يوم الأربعاء مع قناة «روسيا 24»، وقال بأنه لا توجد أية ضمانات لعدم حدوث ذلك، معتبراً أن اقتراب البنية التحتية للناتو من حدود روسيا هو «أمر بالغ الأهمية»، وقال: إنه بحال جرى وانضمت أوكرانيا إلى الحلف فإن الوقت اللازم لوصول الصواريخ منها إلى موسكو سيتقلص إلى ما بين 7 و10 دقائق «هل يعتبر ذلك خطاً أحمر بالنسبة لنا؟» مذكراً العالم بما جرى في أزمة الصواريخ الكوبية وما قامت بفعله الولايات المتحدة الأمريكية من تصعيد عسكري حينما كانت الصواريخ ستصل أراضيها خلال 15 دقيقة معتبرةً ذلك خطاً أحمر... وقد أعرب زيلينسكي مراراً برغبة بلاده في الانضمام لحلف الناتو، والذي أوجد مؤخراً قبولاً أمريكياً صريحاً ما أدى إلى الردّ من بوتين، حيث قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين في جلسة استماع أمام اللجنة الدولية لمجلس الشيوخ الأمريكي «وفقاً لتقديراتنا، تمتلك أوكرانيا كل الأدوات اللازمة للتحرك في هذا الاتجاه... نحو الاستعداد للعضوية المستقبلية» مؤكداً أن «الولايات المتحدة تدعم عضوية أوكرانيا في الناتو».
وتحاول كييف استفزاز موسكو- بدفعٍ أمريكي- بمختلف المجالات، فميدانياً أعلنت سلطات جمهورية لوغانسك الشعبية عبر بيان لها يوم الجمعة عن مقتل 5 من عسكرييها بيد القوات الحكومية الأوكرانية، إلا أن البيان أوضح مساعي هذه العملية وكيفية تأريضها حيث جاء فيه «ليس مستبعداً أن الهدف من هذه العملية الاستفزازية يتمثل في التسبب بإطلاق النار كرد جوابي من قبل وحدات الشرطة الشعبية من أجل اتهامها لاحقا بانتهاك اتفاقات مينسك وتكثيف الأعمال القتالية» كما كل مرة جرى بها ذلك من قبل.
وعلى المستوى السياسي والقانوني تحاول كييف تمرير قانون يُسمّي الشعوب الأصلية في أوكرانيا حاذفاً من بينها الشعب الروسي، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأن تبني قوانين مثل هذه «يثبت أوكرانيا في مواقفها القومية المتطرفة والنازية الجديدة».
ما يحاول زيلينسكي فعله هو تثبيت حكومته ونظامه وضمانة استقراره بدعمٍ غربيّ وأمريكي، معادياً بذلك الشعب الأوكراني نفسه قبل الروسي أساساً، إلا أن مصلحة الولايات المتحدة تختلف عن ذلك بمحاولتها جر روسيا إلى حربٍ طاحنة مع أوكرانيا بالحد الأعلى لاستنزافها وإنهاكها والاستفادة من ذلك لمصلحتها هي دون أن يكون لها دور عسكري مباشراً، وهو ما يعني- رغم ضآلة هذا الاحتمال- أن الولايات المتحدة تدفع بأوكرانيا نحو التهلكة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1022