منظمة شنغهاي للتعاون تعقد اجتماعاً جديداً

منظمة شنغهاي للتعاون تعقد اجتماعاً جديداً

عقدت «منظمة شانغهاي للتعاون» اجتماعاً جديداً لها يوم الثلاثاء 10 تشرين الثاني، باستضافة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر الفيديو، جرى خلالها نقاش تطرق لعدد من المواضيع والملفات الدولية.

من المفيد إعادة التذكير والتعريف بالمنظمة أولاً، حيث تأسست في الصين عام 2001 وتضم الآن 8 دول أعضاء هم: «أوزبكستان، وباكستان، وروسيا، والصين، وطاجيكستان، وقيرغيزستان، وكازاخستان، والهند»، وأربع دول مراقبة أبدت الرغبة في الحصول على العضوية الكاملة: «أفغانستان، وإيران، وبيلاروس، ومنغوليا»، وستة شركاء حوار: «أرمينيا، وأذربيجان، وتركيا، وسريلانكا، وكمبوديا، ونيبال»، وتهدف المنظمة إلى تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والسياسية والتجارية والعلمية والتقنية وغيرها في «أوراسيا».

بيان المنظمة

أعلن أعضاء المنظمة خلال لقائهم الأخير عدة تصريحات ومواقف موحدة، جاءت في بيان موسكو الصادر عن مجلس رؤساء المنظمة، منها: أن ««الدول الأعضاء تؤكد دعمها الثابت لعمليات تعزيز الأمن المتكافئ، وغير القابل للتجزئة في أوراسيا على أساس مبادئ سيادة القانون الدولي، وعدم التدخل في الشؤون الداخليّة والتسوية السلميّة للنزاعات» ​​​.

وأضاف البيان: إن «الدول الأعضاء تؤيد تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب على أساس مبادئ القانون الدولي المعترف بها، والتعددية والأمن المتساوي، وغير القابل للتجزئة»، مشيراً إلى أن «هذه الدول ترفض المواجهة والصراعات، وتدعو إلى تعزيز الأمن والاستقرار على الصعيدين العالمي والإقليمي».

كما أكد رؤساء الدول، مواقف بلادهم اتجاه الأزمات والملفات الدولية المشتعلة بحلها سلمياً وفق الحوار والحلول السياسية، ومنها: الأزمة السورية، حيث أكدت الدول الأعضاء في المنظمة على «موقفها المشترك بأنه لا بديل لحل الأزمة في سورية إلّا من خلال الحوار القائم على ضمان سيادة الدولة واستقلالها، ووحدتها وسلامة أراضيها» وأكد البيان: أن منظمة شنغهاي للتعاون تؤيد تعزيز عملية تسوية سياسية شاملة يقودها السوريون بأنفسهم، من أجل إيجاد حلول تلبي مصالح سورية والمجتمع الدولي، و «تم التأكيد على أهمية تكثيف الجهود الدولية لمساعدة سورية في إعادة إعمار البلاد بعد الصراع، والمساعدة في عودة اللاجئين و النازحين إلى ديارهم».

يذكر، أن المنظمة تشمل حالياً نحو 60% من أراضي أوراسيا و45% من سكان العالم، ولا يزال طريقها مفتوحاً نحو التوسع أكثر، حيث أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون منظمة شنغهاي للتعاون، بختيار حكيموف، توجه هذه المنظمة الإقليمية إلى قبول عضوية دول أخرى، قائلاً: «يبقى موضوع توسع صفوف المنظمة مطروحاً دائماً على أجندتها، لأن المنظمة لا تستطيع التطور ضمن حدود ضيقة» مشيراً إلى وجود «16 طلب انضمام على الطاولة».

النشاط الإيراني مثال واحد

لقد صرحت إيران، أن حجم التجارة الخارجية لها مع أعضاء منظمة شنغهاي خلال سبعة الأشهر الأولى من العام الحالي قد بلغ 30 مليون طن، بقيمة 15 مليار دولار، وكان أكبر حجم للتجارة الخارجية الإيرانية يجري مع الصين، حيث بلغ 17 مليون طن من البضائع بقيمة 9 مليارات دولار، وتشكل الصادرات الإيرانية لمختلف الدول في منظمة شانغهاي الجزء الأكبر منها، بحجم 24 مليون طن بقيمة 8 مليارات.

إن هذه الأرقام التجارية الإيرانية رغم تواضعها عموماً، إلا أنها تشكل زيادةً عما سبق خلال الأعوام الماضية، وتسير بشكل متصاعدٍ، مما يساعد طهران في خروجها من أزمة الحصار والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من قبل الدول الغربية، وهي بحد ذاتها مثال واحد من مجموعة أمثلة أخرى تشكلها الدول المنضوية في المنظمة، بالتعاون الجاري فيما بينها، وبتشكيل فضاءٍ اقتصادي وسياسي بعيد عن الهيمنة الغربية، وبعلاقات دولية جديدة مبنية على التكامل والتكافؤ، وإن كانت الآن تسير وفق الرؤية الأوراسية وحدها، إلا أن هذا النشاط يتجاوز ذلك نحو أن وزناً دوليّاً عاماً قد غيّر ولا يزال من طبيعة الفضاءات الاقتصادية والسياسية في كل النظام الدولي.

هل من يقتدي؟

تُعاني العديد من دول العالم اليوم، الغربية والأمريكية منها أولاً، من أزمات اقتصادية حادة وعميقة، وأخرى من حصارات وعقوبات جائرة بحقها بغية إشعال التوترات فيها لمصلحة الغربيين المتأزمين، ويسيرون نحو المزيد من اشتداد هذه الأزمات والعقوبات الخانقة، وقد كانت «قاسيون» على طول الخط ومنذ أكثر من عقدٍ، تقول وتؤكد على ضرورة «التوجه شرقاً» في العلاقات الاقتصادية والسياسية بعيداً عن الغرب ودولاره، الأمر الذي أصبح واقعاً اليوم... إلا أن المشكلة لدى بعض الدول، ومنها سورية، هي في تعنّت المتشددين خلف مصالحهم المرتبطة مع الغربيين، بل وتعاونهم معهم، على حساب أزمات شعوبهم المعيشية، والأزمات السياسية التي تهدد مباشرةً القضايا الوطنية في البلاد، التي تشكل «وحدة أراضيها» إحدى هذه القضايا...

في عالم اليوم، بتغيّر موازين القوى الجاري، والأزمة الرأسمالية عموماً، لا طريق لحلول دون قطع العلاقات مع المركز الرأسمالي الأمريكي والغربي عموماً، وبجزء أساس منه: الدولار كعملة تجارية أساسية ووحيدة، وهي الدعوة القديمة والباقية إلى حين تنفيذها... فلهذا التطور اتجاهُ واحد فقط، من لا يتكيّف معه ويسير بمسيرته من أية قوة سياسية في عالم اليوم، إنما يمضي إلى الزوال عاجلاً أم آجلاً.

لتحميل العدد 992 بصيغة PDF

معلومات إضافية

العدد رقم:
992
آخر تعديل على الخميس, 19 تشرين2/نوفمبر 2020 16:41