روسيا وباكستان: استقرار أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي
تحركات دولية جديدة تجري، لإنهاء الحرب في أفغانستان وتحقيق الاستقرار فيها، وحديث أمريكي عن انسحاب وصفقة محتملة، مع دور إيجابي روسي ملحوظ، وهو الأمر الذي لا ينفصل بمجمله عن عملية تثبيت الميزان الدولي الجديد.
مؤخراً، أكدت الولايات المتحدة رسمياً ولأول مرة، أن مبعوثها الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، قد عقد لقاء مع ممثلين عن حركة «طالبان» في قطر، تزامناً مع إعلان ترامب أنه سيسحب القوات الأمريكية من أفغانستان في حال تم التوصل إلى اتفاق سلام مع «طالبان»، وأن الوقت قد حان للعودة إلى الوطن والانسحاب من سورية وأفغانستان.
من جهة أخرى، اتجه الممثل الروس الخاص لأفغانستان، زامير كابولوف، إلى إسلام أباد لمناقشة مستقبل الدولة التي مزقتها الحرب بعد الانسحاب المحتمل للولايات المتحدة، لتشكل هذه الخطوة جزءاً من الدفع الروسي الجاري لتحقيق الاستقرار في أفغانستان.
من الجدير بالذكر، أن الاجتماع الذي شهدته موسكو أواخر العام الماضي، تحت عنوان «صيغة موسكو»، وبحضور «طالبان»، والعديد من الدول المعنية بما فيها باكستان، قد شكَل أول محاولة جدية لطرف دولي باتجاه حلحلة سلمية للمعضلة الأفغانية، إذ غيّر هذا الحدث من الإحداثيات، وأثبت أن الخلاف الذي كان جارياً بين روسيا وباكستان حول أفغانستان، في مرحلة الحرب الباردة، قد تحول اليوم إلى تنسيق وتعاون، إذّ لدى هاتين الدولتين اليوم مصالح مشتركة في منع تحول أفغانستان إلى منصة للإرهاب والحركات المتطرفة.
ويبدو أن التعاون الروسي الباكستاني سيتوسع في هذا السياق، على أساس المصالح المشتركة المناهضة للإرهاب، في الفترة التي سترافق انسحاب الولايات المتحدة المحتمل من أفغانستان بحلول نهاية عام 2020، بما يضمن انتقالاً سلساً قدر الإمكان، بهدف إحباط أية سيناريوهات لزعزعة الاستقرار عبر الحدود.