الصين وإفريقيا: منطق المنفعة المشتركة
تتوجه الأنظار إلى العاصمة الصينية بكين حيث سينعقد منتدى التعاون الصيني الإفريقي 2018، يومي 3 و4 من أيلول الجاري، تحت شعار: «التعاون المربح للجانبين... التكاتف لبناء مجتمع أقرب لمستقبل مشترك للصين وإفريقيا».
لعب المنتدى الصيني الإفريقي منذ إنشائه عام 2000 دوراً هاماً في تحسين مكانة الصين وإفريقيا على الخارطة السياسية والاقتصادية الدولية. واستكمالاً لقمة جوهانسبرغ في عام 2015، ستنعقد القمة هذا العام بحضور عدد كبير من قادة الدول، وستشكل لابد نقلة جديدة في تاريخ العلاقات الدولية.
النهب الغربي vs النموذج الصيني
يستمر التعاون الإفريقي الصيني بالنمو، وخلافاً لمنطق العلاقات الدولية التقليدي، وعصر الهيمنة الذي جعل من القارة الإفريقية ساحة للصراع على نهب الموارد، والتدخل الغربي من خلال إغراق القارة بالقروض، وفرض شروط «الإصلاح الهيكلي» المجحفة، تجمع الصين وإفريقيا علاقات مختلفة تماماً. فمنطلق منتدى التعاون الصيني الإفريقي، هو دعم إفريقيا والتعاون المشترك، فالدعم الصيني لا يحمل شروطاً، ويقدم خياراً مختلفاً للتنمية يتناسب مع الأوضاع المحلية.
وتشكل مبادرة «الحزام والطريق» رافعة للقارة في هذا السياق، إذ حتى الآن أمضت الصين اتفاقيات تعاون في إطار المبادرة مع أكثر من 10 دول إفريقية، وتتفاوض مع أكثر من 20 دولة إفريقية أخرى لإمضاء الاتفاقيات ذات الصلة.
إخراج القارة من براثن الفقر
يوجد في إفريقيا ما يقرب من 400 مليون فقير، ما يجعل مهمة الحد من الفقر صعبة للغاية. لكن خلال السنوات الثلاث الماضية، شهدت حياة الناس في العديد من البلدان الإفريقية تغيرات هائلة في ظل التنفيذ المعمق للتعاون بين الصين وإفريقيا.
وعلى مدار الأربعين سنة الماضية، نجحت الصين في انتشال أكثر من 700 مليون شخص من الفقر، وتجاوز معدل المساهمة في الحد من الفقر العالمي 70 ٪. كما أن مشاريع البنية التحتية التي أنجزتها الشركات الصينية، وتنجزها في الوقت الحالي في إفريقيا، في إطار «المخططات العشر الكبرى»، ستساعد إفريقيا على زيادة 30 ألف كم من الطرقات العامة، ورفع قدرات موانئها بـ 85 مليون طن، وتنمية قدراتها في معالجة المياه النظيفة بـ 9 ملايين طن، وزيادة قدرات توليد الطاقة بـ 20 ألف ميغاواط، وأكثر من 30 ألف كم من خطوط إمداد الكهرباء، وخلق قرابة 900 ألف فرصة عمل جديدة. كما توفر الصين لإفريقيا أكثر من 20 ألف منحة حكومية.
في ظل تصاعد الأحادية والحمائية والهيمنة التجارية في الوقت الراهن، يعمل قادة الصين والدول الإفريقية على ارتقاء مستوى منتدى التعاون الصيني الإفريقي، ما يظهر الأهمية الإستراتيجية للعلاقات بين الصين وإفريقيا.