سلفيو اليمن يؤسسون حزباً سياسياً ويستعدون لخوض الانتخابات
شهدت العاصمة اليمنية صنعاء مؤخراً أعمال المؤتمر العام للسلفيين، بمشاركة مئات من رموز وشيوخ ودعاة الجماعات السلفية في اليمن، للبحث في تأسيس حزب سياسي كإطار عمل يشارك من خلاله السلفيون في الشأن السياسي، وذلك بناء على ما تم وصفه بأنه «استجابة للمتغيرات التي فرضتها ثورات الربيع العربي».
وتحت شعار «السلفيون والعمل السياسي»، خرج سلفيو اليمن، والذين يتوزعون على أربعة تيارات رئيسة، عن صمتهم السياسي وأعلنوا في مؤتمرهم العام التأهب للانخراط في الحياة السياسية من خلال التحضير لتأسيس حزب يضم مختلف الأطياف الدينية السلفية التي كانت تفضل العزلة والابتعاد عن الشأن السياسي العام.
وقال محمد العامري، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر السلفي العام: «اليوم رأينا أن المرحلة تتطلب منا جميعاً كسلفيين في مختلف التوجهات، أن نشارك في العملية السياسية بصورة رسمية، لأن الخطر داهم، ولأن اليمن اليوم أصبح بحاجة ماسة إلى وجود هذا التيار، وإسهاماته ومشاركته في الحوار الوطني».
بينما أكد عقيل المقطري، المتحدث باسم جمعية الحكمة، أن الغالبية العظمى من السلفيين ومن رموز الدعوة السلفية قرروا المشاركة في العمل السياسي.
ويرى محللون أن انتقال السلفيين من منابر الدعوة إلى مربع السياسة في اليمن يأتي كقرار فرضته ثورات الربيع العربي وحركة الشباب الاحتجاجية، حيث شارك فيها شباب سلفيون دون رموزهم. وبالتالي يمثل هذا المؤتمر نقطة تحول للتعبير عن حالة التغيير التي يعيشها السلفيون والبوح بمواقف تجاه قضايا كان الخوض فيها من المحظورات.
ومن جانبه، قال القاضي حمود الهتار وزير الأوقاف السابق: «لا شك أن السلفيين في اليمن تأثروا بثورات الربيع العربي، وكانوا جزءاً من نسيج ساحات الحرية والتغيير في عموم محافظات الجمهورية».
وأضاف المقطري: «الشعب يريد أن ينتقل إلى مدنية تخدمه، وإلى مؤسسية، وإلى فصل السلطات، وإلى الشفافية، وإلى مكافحة الفساد».
وعلى الرغم من تغيب عدد من الرموز السلفيين عن المؤتمر، فقد أظهر المشاركون في أول محطة عمل سياسي علني استعداد السلفيين للانخراط مع مختلف الأطياف الفكرية والسياسية في العملية السياسية، والمشاركة في الحوار الوطني وفي الانتخابات، والمساهمة في إدارة الشؤون السياسية العامة، وتجاوز المفاهيم التقليدية التي وصفها البعض بأنها أشياء وهمية.
وأشار المقطري إلى أن «هنالك بعض الرموز لا يزال عندهم تحفظ، ولكن هذا التحفظ هو عبارة عن أشياء وهمية في الذهن وليست حقيقية، أو عقبات وهمية سيتم تجاوزها بإذن الله عز وجل». أما العامري، فأكد أن «هذا المؤتمر يمثل مختلف التوجهات السلفية في اليمن».
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 544