هل هناك دور جديد لطالبان؟

من الواضح وحسب المؤشرات والمعطيات الواردة في وسائل الاعلام، أن هناك دوراً جديداً يرسم لتنظيم طالبان أمريكياً، فقبل أيام أعلنت كابول أن خمسة من أعضاء حركة طالبان المعتقلين في غوانتانامو وافقوا على نقلهم إلى قطر في خطوة تلبي أحد المطالب الأساسية للحركة وتسهل فتح مفاوضات سلام معها.

وتخشى حكومة كرزاي تهميشها في المفاوضات من أجل السلام بين طالبان والولايات المتحدة وذلك بعد تجارب عديدة رأتها الحكومة الافغانية بأم العين خلال الفترة القريبة الماضية، حيث استغنت الولايات المتحدة عن تلك القوى التي كانت تتحالف معها، لانها لم تعد قادرة على لعب الدور المطلوب منها في تسويق المشاريع الامريكية هنا وهناك.

وحسب الناطق باسم الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أن الحكومة الأفغانية أسقطت معارضتها لنقلهم إلى قطر على أمل تشجيع جهود المصالحة.

وقال ايمال فائضي الناطق باسم كرزاي إن المعتقلين قالوا لوفد أفغاني زارهم إنهم يرغبون في نقلهم إلى دولة في الشرق الاوسط وبات الأمر يعود الآن إلى واشنطن لتبت في هذه المسألة.

واوضح فائضي أن الوفد الذي ضم ممثلين عن مجلس الأمن القومي الافغاني التقى السجناء في غوانتانامو بينما طلبت كابول ضمانات بشأن الظروف التي سيتم نقلهم فيها.

وأضاف أن «مسؤوليتنا هي التأكد من أنهم لن ينقلوا كرهائن». وأضاف ان حكومة كابول أسقطت اعتراضاتها «سعياً إلى السلام»

وكانت طالبان قد اشترطت إرسال هؤلاء المعتقلين إلى قطر لبدء مفاوضات مع الولايات المتحدة، بالتزامن مع الإعلان عن خطط لفتح مكتب سياسي في هذه الدولة الخليجية.

واعترضت كابول في البداية بشدة على الاقتراح. وقالت الحكومة الأفغانية إنها تأمل في نقل معتقلي غوانتانامو من القاعدة الأميركية إلى افغانستان مباشرة.

بينما الحكومة تريد «عملية انتقالية بقيادة أفغانية» وقال في بداية العام «لا يمكن إرسالهم إلى قطر مباشرة لأن ذلك سيشكل مخالفة لسيادتنا وللقوانين الأفغانية وللدستور» والسؤال المنطقي الذي يطرح نفسه هنا، هل من الممكن أن تدفع الروح البراغماتية الأمريكية باتجاه فتح صفحة جديدة للعلاقات مع طالبان ولو في اطر جديدة؟ لاسيما وأن حسب ما أوردته الصحافة الامريكية أن مبعوث أوباما الخاص إلى المنطقة مارك غروسمان يُجري مباحثات سرية مع حركة طالبان منذ أكثر من عام.

وما يعزز هذا الاحتمال هو الحديث عن الانسحاب الامريكي بعد الفشل الذريع الذي مني به، وفي مقال لصحيفة واشنطن بوست تحت عنوان ما السبيل إلى إنهاء المهمة الأفغانية للكاتب الامريكي البارز ديفيد اغناتيوس يقول« إن بعض الأحداث التي وقعت مؤخرا في أفغانستان تشي بأن المهمة العسكرية الأميركية هناك تمر بأسوأ مراحلها» ويرى الكاتب أن المسألة بالنسبة لواضعي السياسة الأميركية لا تكمن في طبيعة الحرب، بل في كيفية وضع حدٍ لها. 

 

• قاسيون

معلومات إضافية

العدد رقم:
544