مؤتمر عالمي لحركات الاحتجاج

كلما ازدادت الازمة تعمقاً، توسعت حركة الاحتجاج أكثر فأكثر، واللافت أن هذه الحركة تتسع كماً ونوعاً، فينضم اليها باستمرار فئات جديدة، ليعبر كل منهم عن الاحتجاج على سياسات الدول الرأسمالية بطريقته، حيث يجد المتابع مشاركة الفئات الاكثر فقرا، والطلبة ، والنساء وحتى الاوساط الاكاديمية، وجماعات البيئة ...وذلك في مختلف مراكز الدول الرأسمالية دون استثناء وفي نهاية الاسبوع الماضي استضافت قاعات جامعة«غوتا» في مدينة فرانكفورت الألمانية مؤتمر عالميا شارك في أعماله 400 ناشطة و ناشط، أقروا فيه خطة لاحتجاجات أوربية مشتركة  ضد سياسات التقشف الرجعية، وتم الاتفاق على أن يكون محور الاحتجاج المركزي «أيام الاحتجاج العالمي» في مدينة فرانكفورت للفترة 17 - 19  أيار القادم. وعن سبب اختيار فرانكفورت يقول أحد الناشطين « اختيار فرانكفورت يأتي لأهمية المدينة باعتبارها عاصمة رأس المال المالي العالمي ففيها مقر البنك المركزي الأوربي، و مراكز أهم البنوك والشركات الألمانية و العالمية» تتضمن الخطة المقرة احتلال المرافق والساحات المركزية في المدينة، وفرض الحصار على البنك المركزي الأوروبي والبنوك الأخرى، فضلا عن مظاهرة أوروبية.تتركز المقاومة في المقام الأول ضد حزمات التقشف التي تم إملاؤها من قبل «الترويكا» – صندوق النقد الدولي و الاتحاد الأوربي والبنك المركزي الأوربي – على اليونان و أسبانيا وايطاليا و بلدان أخرى.

أيام الاحتجاج في فرنكفورت ستأتي بعد يوم النشاط الأوربي في الثاني عشر من أيار القادم بمناسبة مرور عام على انطلاق الحركات الاحتجاجية واحتلال الساحات المركزية في إسبانيا، ولتأكيد صحة المطالب التي لا تزال تنتظر الحل لحركة «الديمقراطية الآن»، وستنظم في الوقت نفسه احتجاجات في «شيكاغو» ضد القمة المشتركة لبلدان مجموعة الثمانية و حلف الناتو التي ستعقد هناك.

صدر في اليوم الأخير من المؤتمر بلاغ تضمن ضمن قضايا أخرى« سنحتل في السابع عشر من أيار القادم المرافق و الساحات المركزية في المدينة، لنحصل على فضاء للمناقشة وتبادل الأفكار، وسنحاصر في الثامن عشر منه، منطقة النشاط المصرفي، لنعبر عن غضبنا على سياسة «الترويكاۜ» بشكل ملموس، وسننظم في اليوم الذي يليه تظاهرة كبيرة تعكس القاعدة العريضة لحركتنا الاحتجاجية بوضوح تام. سيصل الكثيرون الى «فرانكفورت»، ومن بلدان مختلفة، للمشاركة في أيام الاحتجاج»
شارك في المؤتمر مجموعات تمثل الحركة المضادة للعولمة «اتاك» ، «حركات لنحتل» من بلدان مختلفة، منظمات العاطلين عن العمل، حركة الاحتجاج الطلابي، ممثلو النقابات، حزب اليسار الألماني وشبيبته، وشبيبة حزب الخضر، ونشطاء من بلدان أوربية أخرى (أسبانيا،فرنسا، بلجيكا،ايطاليا،النمسا، سلوفينيا وبولندا) وكان لهم مساهمة مميزة في المناقشات التي دارت في المؤتمر و على هامشه.

في بداية المؤتمر جرى تبادل مختصر للمعلومات حول مستجدات الصراع الاجتماعي في البلدان المختلفة:احد ممثلي حركة  اتاك  في فرنسا قدم عرضا للنشاطات الاحتجاجية في إطار حملة انتخابات الرئاسة الجارية الآن  هناك، في حين تحدث مشارك من بلجيكا حول الإضرابات الناجحة التي نظمتها النقابات في الأسابيع الأخيرة، احد ممثلي نقابة الخدمات العامة في مدينة  شتوتغارت الألمانية تحدث حول المفاوضات الجارية مع أرباب العمل لتحسين الأجور وظروف العمل، وحول الإضرابات المتوقعة في بداية آذار القادم، في حال فشل المفاوضات، وقدم مشارك يمثل المنظمات المدافعة عن حقوق اللاجئين معلومات حول المشاكل القانونية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه اللاجئين المقيمين و القادمين إلى أوربا.
إلى جانب مناقشة النشطات التي ستقام في أيار القادم، كان المؤتمر فرصة جيدة للتعرف على هيكلية مختلف الحركات الاحتجاجية، و كذلك المشاركة في واحدة من العديد من مجموعات العمل التي ناقشت قضايا جوهرية، والتي تضمنت ضمن أمور أخرى الأسئلة التالية: كيف يمكن التعامل مع مديونية الدولة/ المراجعة كحل؟ هل نريد دمقرطة الاتحاد الأوربي أم حله؟ كيف نربط نقدنا للنظام الرأسمالي بالنضال اليومي من اجل القضايا الاجتماعية؟ كيف يمكن الجمع بين العزم والغزارة؟ خيارات النقابات في التعامل مع الأزمة و توزيع الثروة: أحزاب اليسار و الأزمة المالية- أزمة أحزاب اليسار؟
في المؤتمر الصحفي الذي عقد في ختام أعمال المؤتمر تحدث «الكسس باساديس» من  اتاك  باسم اللجنة التحضيرية: «إن المشاركة الواسعة في هذا المؤتمر تدل على النمو الذي تعيشه حركة المقاومة لسياسة الإفقار الأوربية بما ذلك في ألمانيا، وسنعطي سوية في أيار القادم ومن هذه المدينة إشارة لا لبس فيها للتضامن مع حركات الاحتجاج المضادة للازمة في جميع أنحاء أوربا. إن «الاتفاق الضريبي» وما يسمى  - بصندوق الإنقاذ - يمثلان عناصر رئيسة في عملية إعادة تشكيل أوربا بشكل استبدادي، وبعبارة أخرى نعني بذلك فرض سياسة الإفقار وتفكيك الديمقراطية، وتلعب حكومة ألمانيا الاتحادية دور القوة الدافعة لهذه العملية».

معلومات إضافية

العدد رقم:
542