بريجنسكي يقرّ: عصر«الدولة التي لا غنى عنها» انتهى!

 العبارة أعلاه هي عنوان كتاب، وهو أحدث إصدارات زبغنيو بريجنسكي مستشار الأمن القومي الأسبق في البيت الأبيض الأميركي، وهو أيضا أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في كبرى مراكز البحوث والجامعات بالولايات المتحدة، وأحد ابرز المنظّرين في الولايات المتحدة

يتناول مؤلف هذا الكتاب تراجع المكانة التي طالما نعمت بها أميركا، وانحسار دورها العالمي لمصلحة أقطاب جدد على الساحة الدولية خاصة في ضوء ما رصده الكتاب من تشتت كيان القوة العولمية في ضوء ما طرأ من حالة استضعاف على الاتحاد الأوروبي بوصفه رديفا للقوة الأميركية، وذلك تحت وطأة الأزمات المالية الاقتصادية المتلاحقة، فيما تسعى دول وأقطاب أخرى إلى نيل المكانة الأولى أو جزء منها وهي تضم أقطارا مثل روسيا والصين والهند واليابان.
 وكانت وزيرة خارجية واشنطن السابقة مادلين أولبرايت في عنوان كتابها الصادر منذ فترة ليست بالطويلة من وصف أميركا بأنها الدولة الأمة التي لا يمكن الاستغناء عنها، إلا أن بريجنسكي لا يلبث أن يفارق هذه النظرة إلى حيث يوضح في سطور الكتاب أن الأمة المذكورة لم تعد لها تلك السطوة. أو تلك المَنَعة التي تتيح لها أو كانت تتيح لها - أن تمسك بمقاليد الهيمنة على أوضاع العالم أو مصائره.
نلاحظ أيضا أن الكتاب يولي قدرا كبيرا من التركيز على ما يصفه النقاد بأنه خطورة ظاهرة العجز الأميركي عن تولي الدور القيادي في العالم، وهو عجز لا تقتصر أخطاره على شحوب المركز القيادي لواشنطن ولكن يمكن أن تتعدى آثاره السلبية، وخاصة في غياب ما يصفه المؤلف بأنه تتويج خليفة عالمي فعال إلى مرحلة مطولة من التحالفات والتحيزات غير الحاسمة أو غير المحددة، أو المختلطة أو المشوشة فيما بين القوى الفاعلة إقليميا وكوكبيا على السواء، وحيث لا يخرج من ربقة هذه الأوضاع منتصرون أو فائزون. فيما يمكن أن يخرج الكثير من الخاسرين أو المُضارين. هنا يكاد المؤلف يوغل في نظرته المتشائمة حين يمضي قائلا: «إن أميركا باتت عاجزة أو عازفة عن حماية الدول التي طالما تعودت على التفاعل والتعاطي معها في الماضي»
واذا كان بريجنسكي بموقعه الاكاديمي، والسياسي بات يقر بمثل هذه الحقيقة فلماذا نجد حتى الان من يراهن على الدور الامريكي في نشر الديمقراطية او الدفاع عن حقوق الانسان، والتي لاتأتي إلا في سياق تصدير أزماتها إلى بلدان العالم.؟؟؟
• قاسيون – مواقع الكترونية

معلومات إضافية

العدد رقم:
541
آخر تعديل على الإثنين, 19 كانون1/ديسمبر 2016 03:27