التعبئة والتجييش في المنطقة.. نسخة فرنسية
بعد أقل من أسبوع على تدشين المركز الأمريكي لمكافحة الإرهاب في الأردن، وأقل من شهر على إعلان باريس العودة إلى القيادة المباشرة لحلف الأطلسي بعد عقود من الخروج منها، «افتتح» الرئيس الفرنسي «نيكولا ساركوزي» القاعدة العسكرية الفرنسية «الدائمة» في الإمارات العربية المتحدة، وهي أول قاعدة عسكرية، تضم 500 جندي من سلاح البر والبحر والجو لفرنسا في الخليج، في وقت تتطلع فيه باريس إلى عقد صفقات بمليارات الدولارات لتزويد الإمارات بمحطات للطاقة النووية وطائرات عسكرية متقدمة.
بصريح العبارة قال ساركوزي خلال التدشين إن هذا الوجود العسكري الفرنسي في الإمارات هو رسالة واضحة باتجاه أي شيء يجري على حدودها، في إشارة واضحة ورسالة تهديد مبطن إلى إيران التي سارعت إلى التأكيد أن قبول الإمارات إقامة قاعدة عسكرية فرنسية على أراضيها لا يخدم أمن المنطقة، محذرة المسؤولين الإماراتيين من مغبة الالتحاق بركب السياسة الأجنبية في المنطقة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي إن الإجراء الإماراتي غير قابل للفهم، ولا يمكن اعتباره خطوة في إطار أمن المنطقة.
وأضاف أن فرنسا ابتعدت عن سياسة الاعتدال، مشيرا إلى أن تعزيز الوجود العسكري في المنطقة ووجود قوى من خارج الإقليم، يؤدي إلى هشاشة الأمن والاستقرار، ويجر عمليا إلى سباق التسلح، متهماً دولاً لم يسمها بأنها تتحدث عن أخطار وهمية وأنها تسعى لتصوير المنطقة على أنها غير آمنة، وذلك من أجل رفع مبيعاتها من السلاح، خاصة أن هذا الإجراء يحظى بالاهتمام بسبب الأزمة المالية الحالية، لأن فرنسا تعاني من مشكلات اقتصادية حادة.
أما مكان تمركز القاعدة فهو اللافت، حيث سيتمركز جنودها الخمسمائة في ثلاثة مواقع على ضفاف مضيق هرمز الاستراتيجي! والمعلن حسب وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر أمام حفل التدشين أن القاعدة البحرية في أبوظبي تهدف إلى دعم وتدريب حلفاء فرنسا في هذه المنطقة، مضيفاً أن نحو 90% من التجارة الأوروبية تمر بالبحر ويتعين الدفاع عن حركة المرور والتجارة في وجه القرصنة!!
وشدد كوشنر على أن القاعدة البحرية ذات أهمية إستراتيجية أيضا للأمن والاستقرار الدوليين، مؤكدا أن بلاده تكفل أمن التجارة في هذه المنطقة والبحر المتوسط ومياه الخليج والمحيط الهندي.
بموازاة ذلك أعلن الأسطول الخامس الأمريكي الموجود في منطقة الخليج أن ممثلين للقوات البحرية المشاركة فيما يسمى بالتحالف الدولي بقيادة تركيا حالياً عقدوا اجتماعاً في المنامة لمناقشة «سبل مواجهة القرصنة قبالة سواحل الصومال».
ونقل بيان للأسطول الخامس عن نائب قائد قوات التحالف الكوماندر تيم لوي قوله «عبر تنسيق جهودنا وتزامنها، فان قوات التحالف وقوات الحلف الأطلسي والقوات الأخرى تستطيع أن تحدث اختلافاًً»، دون أن يحدد في وجه ماذا غير شعار مكافحة القرصنة.
وشارك في الاجتماع ممثلون للقوات البحرية لأثنين وعشرين دولة هي استراليا، البحرين، الصين، الدنمارك، فرنسا، ألمانيا، الهند، إيطاليا، اليابان، الأردن، هولندا، باكستان، روسيا، جزر سيشل، سنغافورة، كوريا الجنوبية، اسبانيا، تركيا، بريطانيا، الولايات المتحدة، اليمن والقوة البحرية الأوروبية إضافة إلى ممثلين لحلف شمال الأطلسي شاركوا في اللقاءات الجانبية وفق البيان. وتتألف قوات التحالف البحرية غالباً من البحرية الأميركية وتشارك قوات لدول أخرى في قيادة هذه القوات في شكل دوري وتتولى البحرية التركية حالياً قيادة هذه القوات.
وكان قائد القوات البحرية الإيرانية أكد أن بلاده أرسلت ست سفن حربية إلى مياه دولية منها خليج عدن لإظهار قدرتها على مواجهة أي تهديدات خارجية.
ويأتي ذلك بعد أيام من إعلان إيران أنها أطلقت صاروخاً مداه ألفا كيلومتر مما يمكنه من الوصول إلى الكيان الإسرائيلي وقواعد أمريكية في المنطقة وبعد عشرة أيام من إرسالها سفينتين حربيتين إلى خليج عدن لحماية ناقلات النفط التابعة لخامس اكبر دولة مصدرة للنفط الخام في العالم من الهجمات.
وتمتد المياه الإقليمية الإيرانية بطول الخليج ومضيق هرمز وبحر عمان. وكانت إيران هددت بإغلاق مضيق هرمز الذي تمر منه نحو 40 في المئة من شحنات النفط العالمية إذا هوجمت بسبب برنامجها النووي، في وقت تزيد فيه تل أبيب من قرع طبول الحرب والاعتداء على إيران بمباركة مبطنة من واشنطن ومسؤوليها العسكريين.
فقد قال الأميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة إن «وقت العمل الدبلوماسي مع إيران ينفد» معرباً عن اعتقاده بأنه لم يبق لها إلا ما بين عام وثلاثة أعوام قبل أن تمتلك القدرة على صنع سلاح نووي ما يعني نفاد الوقت بالنسبة إلى العمل الدبلوماسي على حل هذه المشكلة، علماً بأنه سبق لباراك أوباما أن أكد أنه لن يواصل سياسة الحوار مع إيران إلى ما لا نهاية وأنه يريد أن يرى بعض التقدم في موضوع الملف النووي بحلول نهاية العام..
غير أن مولن أقر أن أي هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية قد يكون له عواقب فادحة مستدركاً أن امتلاك إيران لسلاح نووي أمر لا يقل فداحة!!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 406