هل حققت عملية «أيام الندم» أغراضها عسكريا وسياسيا؟
شنت القوات الاسرائيلية هجوماً واسع النطاق على مخيم جباليا وبلدتي بيت لاهيا وبيت حانون، دام نحو ثلاثة أسابيع، خلفت قوات الاحتلال الاسرائيلي وراءها أضراراً مادية فادحة طالت الأرض والشجر والمنازل، حيث دمرت أكثر من 250 منزلاً سكنياً تدميراً كاملاً، وبات مئات القلسطينيين بلا مأوى، بالإضافة إلى تدمير نحو عشر مدارس وثمانية مساجد، وعشرات المحلات التجارية، وإلحاق أضرار فادحة في البنية التحتية. وقد بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين خلال العملية العسكرية نحو 138 شهيداً ثلثهم من الأطفال الصغار، فيما زاد عدد المصابين عن 500 جريح.
وبعد الأسابيع الثلاثة من العملية المذكورة بدأ الجيش الإسرائيلي إعادة انتشار قواته على عمق كيلو متر واحد داخل الأراضي الفلسطينية، ورغم أن المصادر الإسرائيلية أدعت أن العملية حققت الكثير من أهدافها، فإن الأجواء السائدة تشير إلى خلاف ذلك.
فشارون الذي قطع على نفسه تعهداً علنياً بعدم التوقف إلاّ عند انتهاء قدرة الفلسطينيين على استهداف مستوطنة سديروت بالصواريخ، لكن صواريخ القسام لم تتوقف، وأن الجيش الإسرائيلي قد عارض البقاء لفترة أطول خشية فقدان المزايا وإلحاق أضرار كبيرة بالقوات الإسرائيلية المتخندقة، ومن الوجهة العملية فإن عملية إعادة الإنتشار بعد ثلاثة أسابيع تشكل تراجعاً عملياً عن فكرة الحزام الأمني..
إن السبب الحقيقي للانسحاب يتمثل في حقيقة أن التقدم الإسرائيلي على الأرض لم يحقق عملياً أي فائدة عسكرية، إذ أن أكثر من 90% من عمليات الإحباط تمت بالتنسيق بين نوعي الطائرات المستخدمة طوال الوقت في سماء غزة:
طائرات الاستطلاع الصغيرة دون طيار والمروحيات العسكرية، وفي الوقت ذاته كانت مجموعة كبيرة من طائرات الاستطلاع تقوم بتغطية متواصلة لأجواء غزة لمراقبة كل حركة للمقاومة.
فيما كانت المروحيات تحوم طوال الوقت بانتظار اصطياد المقاوميين.
صمود المقاومة
وقد اعتبرت حركة «حماس» أن الإنسحاب الإسرائيلي من منطقة شمال قطاع غزة ماكان ليحدث لولا صمود المقاومة وجهاد الشعب الفلسطيني البطولي، اللذين لقنّوا المحتلين الإسرائيليين درساً قاسياً وكبدوهم خسائر فادحة. وإن صواريخ القسام وسيلة من وسائل المقاومة والدفاع عن الأرض ولن تتوقف إلاّ في حال انتهاء الإحتلال وتوقف العدوان على أبناء الشعب الفلسطيني.
وهكذا استطاع الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة من جديد إفشال المخططات الإسرائيلية الإجرامية للإذلال، وبيّن للعالم أجمع أنه جدير بالإحترام ومصمم على استرداد حقوقه وإقامة دولته المستقلة بعد طرد قوات الإحتلال منها.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 232