المأزومون حول طاولة واحدة
استضافت العاصمة البحرينية المنامة، يوم الثلاثاء 6/كانون الأول الحالي، القمة الـ37 لدول الخليج، بحضور هو الأول من نوعه لرئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي. أما أعمال القمة التي استمرت لمدة يومين، فيمكن اعتبار حضور ماي أهم القضايا التي ميزتها..!
تبحث بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، فعلاً عن شبكة علاقات أوسع بالمعنى الاقتصادي والسياسي، مدفوعة بتداعيات أزمتها الاقتصادية التي أجبرتها على القفز خارج المركب الأوروبي، ويبدو تشريع أبواب العلاقات مع الدول المماثلة لبريطانيا من حيث تلمّس مرحلة التراجع، بما في ذلك الخليج، واحداً من تلك الخيارات البريطانية.
عودة إلى «مستعمراتها»
لعبت بريطانيا الدور الأساسي والمؤثر في الكثير من الأحداث التي مرت بها شبه الجزيرة العربية، في القرن العشرين، بحكم وجودها الاستعماري في المنطقة. وبالتالي، فإن قدرة البريطانيين على فهم المنطقة من حيث تركيبتها السياسية والاقتصادية، هي ميزة تنافس فيها بهذا الشكل أو ذاك، الولايات المتحدة صاحبة اليد العليا في الهيمنة الدولية طوال العقدين أو الثلاثة الماضيين، على أقل تقدير، وعليه، فإن العودة البريطانية القوية إلى شبه الجزيرة العربية، قد يكون الأقل تعقيداً والأسرع من حيث النتائج بالنسبة لها، كبداية للبحث في شبكة علاقاتها الجديدة.
من جهة أخرى، فإن «الفراغ» الذي تخلفه الولايات المتحدة بتراجع نفوذها كمحصلة للتوازن الدولي الجديد، يدفع البريطانيين لمحاولة استثماره والاستفادة منه، ولو مؤقتاً، مستفيدة من إرثها الاستعماري، وبقايا وجودها داخل الأنظمة السياسية الحالية.
استثمارات مأمولة
قبل عقد اجتماعات القمة بيوم واحد، ظهر وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، ممهداً الطريق لتيريزا ماي نحو القمة الخليجية، قائلاً في إحدى البرامج التلفزيونية: «لا نعتقد بوجود أي خطر واضح يهدد بانتهاك حقوق الإنسان فيما يتعلق بهذه الأسلحة»، في إشارة إلى توريدات الأسلحة البريطانية المستخدمة في التدخل السعودي في اليمن.
وقد عززت تيريزا ماي، في أعقاب اجتماعات القمة، ما ذهب إليه جونسون، بالقول أن بلادها ستعقد «شراكة استراتيجية»، مع دول الخليج لـ«مواجهة التهديدات الإيرانية»، مؤكدة أن «بريطانيا ستعزز التعاون الدفاعي مع دول مجلس التعاون الخليجي». وأضافت: أن بريطانيا تريد استثمار أكثر من ثلاثة مليارات جنيه إسترليني، في «إنفاق دفاعي» في منطقة الخليج العربي على مدى السنوات العشرة المقبلة.
وقبل سفرها إلى المنامة، صرحت ماي: بأن «هناك الكثير من الأشياء التي يمكننا القيام بها معاً، سواء كنا نساعد بعضنا البعض لمنع حدوث الاعتداءات الإرهابية، أو كانت الاستثمارات الخليجية تضفي الكثير من التجديد على مدننا في بريطانيا، أو كانت الشركات البريطانية تساعد الدول الخليجية على تحقيق إصلاحات اقتصادية على المدى الطويل»..!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 788