ميليشيات مسلحة في قلب أميركا توقعات بانقلاب أمريكي وشيك هل سيرفع الجاهزية العسكرية ؟
تجدد الحديث في السنة الماضية مع تعاظم الحرب الأمريكية المدعاة على الإرهاب عن الإرهاب الداخلي والذي يتم التستر عليه والتعاطي معه بسرية تامة، إلاّ أن مجموعة من الأحداث في الأشهر الأخيرة أدت إلى أن تفتح الملفات المخفية عن مجموعات من الميليشيات المسلحة والتي تعمل داخل الولايات المتحدة الأمريكية، مما أثار مجموعة من الصحف المحلية لإعادة فتح التحقيق في هذه الميليشيات.
تعود القصة إلى 30/1/1995 حين صدر تقرير عن ميليشيات تشكلت في العام 1994 في أكثر من 24 ولاية اجتذبـت عدداً كبيراً من الأعضاء وصل إلى 50 ألف عضو، ومصدر هذا التقرير المكون من عشر صفحات هو (مكتب الباتف) ويحذر من هذه الميليشيات (العسكرية المحترفة) والتي تناهض الحكومة الفيدرالية العداء، وتفسر الدستور الأمريكي بالمعنى الحرفي. وتأخذ الوكالات الحكومية المختلفة هذا التحذير على محمل الجد. ويؤكد تقرير صدر عام 1998 عن مركز (ساوترن بوفرتي لوسانتر) المتخصص في مراقبة التحركات المعادية للحكومة الفيدرالية، أن المجموعات التي تحرض على الحقد هي (المنظمات الصهيونية، ومنظمة فروة الرأس، والمدافعون عن تفوق العرق الأبيض، ومنظمة الهوية المسيحية) وارتفعت نسبة الميليشيات ما بين 1996و 1997 إلى 20% 0لم يكن خطر هذه الميليشيات خافيا على الخبراء والمختصين ووسائل الإعلام الأمريكية فأصدرت مجلة التايمز ملفا كاملا عن هذه الميليشيات المسلحة في أمريكا، وأوردت أسماء أخطر عشرين منظمة تنتشر في أنحاء الولايات المتحدة.
ويقول ميتشيل هاميرز أحد خبراء الجامعة الأمريكية في واشنطن: " أن الإرهاب الداخلي يشكل تهديدا متزايداً وهو أكثر تنظيما في أوساط الميليشيات… أنهم لا يستعملون فقط قنابل بسيطة كتلك التي استخدمت في اوكلاهوما سيتي، ولكن مخازنهم تتضمن أسلحة دمار أكثر تطورا من الأسلحة الكيماوية أو البيولوجية المعروفة وفي جلسة خاصة للكونجرس الأمريكي في أيار من عام 1995 حذر ثلاثة من كبار المسؤولين الأمريكيين من تعاظم خطر الإرهاب المحلي مشيرين إلى أن الرعايا الأمريكان أصبحوا يواجهون خطر الإرهاب المحلي أكثر من الإرهاب الخارجي المدعوم خارجيا.
فالميليشيات تفتك بأمريكا بضراوة السرطان مثل بلوووس وكريبس اللتين أنشئتا منذ أكثر من ثلاثين سنة في كاليفورنيا، ولهما اليوم وكلاء في 32 ولاية و113 مدينة0ففي عام 1985 في قطاع لوس انجلس وحدة كان يوجد 400 منظمة إرهابية، واصبح العدد في عام 1990 ما يقرب 800 منظمة إرهابية تضم 90 ألف عضو 0وتوسعت هذه المنظمات الإرهابية انطلاقا من شيكاغو باتجاه مينابوليس وامتدت هذه الميليشيات حتى إلى المدن الصغيرة في أواسط الغرب، فمثلا بين 1990ـ 1993 في مدينة (ويشيتا) من ولاية (كانساس) التي يقطنها 300 ألف نسمة أحصيّ 90 منظمة إرهابية، وأصبح شعار (أطلق النار عشوائيا من السيارة، أمرا شائعا) 0وامتدت هذه الميليشيات إلى قلب أمريكا بعد أن كانت محصورة ولمدة طويلة في المدن الكبرى، فوصلت إلى مدن( أوماها ) و(اوكلاهوماسيتي) و (كانساس سيتي).
ضباط وأطباء ومحامون أهم عناصر
المليشيات الارهابية في أمريكا
وما يثير العجب عند هؤلاء الميليشيات أن الندم معدوم لدى إرهابييها وخصوصا القتلة من الشباب والطلاب وحسب تقرير لمؤسسة (يو أس نيوز أند دورلر ريبورت) الصادر في 8/11/1993ورد الاتي: " أن في كل يوم دراسة يندس في محفظات الكتب 270 ألف مسدس0 وفي الصفوف العالية من بين كل خمسة تلامذة، هناك تلميذ يحمل سلاحا. لقد كانت المدرسة لفترة طويلة الملجأ الأخير للسلام تجاه العنف والإرهاب الداخلي، وتجاه عنف الأسرة، ولكنها لم تعد بمنأى عنه، وفي كل سنة، يقترف ما يقرب من ثلاثة ملايين عمل إجرامي من كل الأنواع من السرقة إلى الإغتصاب إلى القتل0" كما ينشر إعلانات في صحافة أمريكا الكبرى والمحلية على حد سواء يرد فيها عبارات:" يجب ألا نسمح للحكومة بإدارة شؤوننا وحياتنا… يجب أن نعود إلى أيام الثورة الأمريكية الأولى… نحن الثوريون الأمريكيون" ثم يردف الإعلان بالطريقة الأمريكية النمطية :" تعالوا مع أسلحتكم". وهذه الميليشيات تنتشر في شتى بقاع الولايات المتحدة الأميركية ولها أنصارها الذين يشكلون فكرهم الغريب والمختلف، ولكل ميليشيا منطقة نفوذ0 وتحترم الميليشيات فيما بينها مناطق نفوذها0 ورغم انه لا توجد مؤشرات تدل على نوع من الوحدة في الهدف أو الرؤية بين هذه الميليشيات، فأنه من المؤكد أن ثمة خلفيات مشتركة أدت الى تكون مثل هذه البؤر الفكرية المسلحة بالعداء على النمط الأمريكي في إدارة شؤونه. وتعكس قيم هذه التنظيمات مزيجاً غريبا من الدين المسيحي( لبعض المذاهب)، وتقديس الحرية الفردية للمواطن, والقيم العسكرية، وخاصة حرية اقتناء وحيازة الأسلحة النارية، والخوف من السلطة المركزية0 لذلك فإن الطابع العقائدي الغالب على هذه التنظيمات هو الطابع اليميني، الذي يصل في أحيان كثيرة الى الشوفينية، والعنصرية، والحقد على كل ما هو غير أبيض أو مسيحي. ويوجد بين أعضاء هذه الميليشيات مجموعة من العلماء وأساتذة الجامعات ومثقفين بارزين ومحامين وأطباء، بالإضافة إلى ضباط متقاعدين من ذوي الأوسمة الرفيعة في القوات المسلحة الأمريكية. ويعتبر بعض أعضاء هذه الميليشيات أنفسهم في حالة حرب مع السلطة الاتحادية، وهم يرفضون دفع الضرائب. أما المتطرفون منهم فيؤمنون بوجود مؤامرة تشارك فيها الحكومة الاتحادية، والمصارف اليهودية العالمية والأمم المتحدة، وغيرها من القوى المعادية للمسيحية0تهدف لإقامة حكومة عالمية أو ما يسمى بالنظام العالمي الجديد، ويدعي هؤلاء انهم يملكون معلومات ووثائق تثبت صحة ما يدعون
أهم الميليشيات المسلحة الأمريكية
ميليشيا ولاية اريزونا واسمها الرسمي (منظمة أبناء الحرية)، ومن أهدافها فصل ولاية اريزونا عن الولايات المتحدة.
ميليشيا ولاية كولورادو اسمها الرسمي (حراس الحريات الأمريكية) ولهذه الميليشيا جريدة ودار نشرمن مطبوعاتها النظام العالمي الجديد، وترسل هذه الميليشيا مستشارين عسكريين لمساعدة الميليشيات في الولايات الاخرى ،وتحمل هذه الميليشيا اليهود مسؤولية فساد النظام البنكي العالمي.
ميليشيا ولاية فلوريدا تتكون من 6 ميليشيات فرعية ولها جنود في كل مقاطعة ومدينة في ولاية فلوريدا، ولها جيش وجهاز حكومي وجهاز قضائي على رأسه المحكمة الدستورية التي أرسلت أخيرا أوامر الى المسؤولين في المقاطعة لإطاعة قوانينها.
ميليشيا ولاية ايداهو الذي من قادتها الكابتن (صمويل شيرود) الذي يقول:"ستشهد أمريكا الحرب الأهلية مرة اخرى. ونحن هنا في ولاية ايداهو سنبدأ بالهجوم على مبنى برلمان الولاية ونقتل كل النواب رميا بالرصاص.
ميليشيا ولاية انديانا، ترأس هذه الميليشيا جنرالة سابقة بالجيش الأميركي تدعى (ليندا طومسون)، وعندها مكتب محاماة في انديانابوليس عاصمة الولاية، وهي تدعو للهجوم على الكونغرس واعتقال أعضائه وتدميرهم.
ميليشيا ولاية ميتشيجان، اشتهرت هذه الميليشيا بسبب أن منفذي الهجوم على المبنى الفيدرالي عام 1995 في اوكلاهوما هم من اعضائها، وهي من أقوى الميليشيات وأكثرها عدداً من أقوال زعيمها (القس نورمان) :" سيذهب الآلاف من جنودنا بملابسهم العسكرية، وكامل أسلحتهم لتقديم إنذار الى الرئيس الأمريكي وهذه ستكون بداية الثورة الأمريكية الثانية.
ميليشيا ولاية ميسوري: لهذه الميليشيا فروع في خمس مقاطعات وهي ترشح أعضاءها في الانتخابات المحلية لعُمُدْ المدن واللجان التعليمية.
ميليشيا ولاية مونتانا، وهي واحدة من اكبر الميليشيات الامريكية، وتملك دبابات وعربات مصفحة، ومدافع مضادة للدبابات، وتتدرب على حرب العصابات، وتطالب بفصل الولاية عن باقي الولايات، وتصدر مجلات وجرائد تتحدث عن عظمة الجنس الآري.
ميليشيا ولاية نيوهاميشير، تعتمد هذه الميليشيا على الأسلحة الفردية، واستراتيجيتها العسكرية تقوم على حرب العصابات، وتدعو الى المواجهة المباشرة مع القوات الحكومية0 ويوجد كذلك ميليشيات صغيرة لا يتسع المجال لذكرها لكنها تشكل حالة ضاغطة على النظام الفيدرالي الأمريكي، وتهدد بتفجير الوحدة الداخلية وتفكيك الولايات المتحدة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 231