لماذا يسعى الأمريكان لاغتيال الصحافيين الفرنسيين؟!

انفردت «قاسيون» في عددها السابق (230) بنشر خفايا قضية الصحافيين الفرنسيين الرهينتين في العراق.. وإن كان العنوان التمهيدي لتلك المادة جاء: «بين الحقيقة والخيال».. إلاّ أن الوقائع تؤكد اندماج الحقيقة مع الخيال في زمن طغاة البيت الأبيض الذين لايردعهم أي رادع من أجل تشويه الحقائق وتبرير عدوانهم على الشعوب...

هؤلاء الرهائن، الذين لهم علاقة مع بعض الأجهزة الخارجية الفرنسية، مثلهم في ذلك مثل العديد من الصحافيين الفرنسيين في العراق، قد اختطفوا في آب الماضي على يد مرتزقة ما يُسمى بـ (الجيش الإسلامي في العراق) الذي يسيطر عليه رئيس الوزراء العراقي إياد علاّوي، بهدف الضغط على فرنسا لإرغامها على الانخراط إلى جانب الجيش الأمريكي، على المثال الإيطالي.

إنّ إياد علاّوي يخضع مباشرة للسفير الأمريكي نيغروبونتي، وكذلك لبول وولفوويتز وأرئيل شارون، وذلك على سبيل التبسيط فقط.

لقد جرى تحرير أولئك الرهائن منذ فترةٍ وجيزة على يد وحداتٍ ذات كفاءة من المقاومة العراقية، التي تعمل اليوم على نحوٍ موحّد تحت قيادة مجموعة من المرشدين الدينيين. قتل محتجزو الرهائن أو اعتقلوا في الهجوم الذي سمح بتحرير الصحافيين الفرنسيين والذي قام به كوماندوس المقاومة العراقية. 

لدى الصحافيين معلومات تضايق كثيراً الجيش الأمريكي، وتضايق كذلك الحكومتين الإسرائيلية والعراقية وهما في الواقع هدفٌ لهم، فهم يريدون موتهما: إنّ اختفاءهما سوف يكون مفيداً جداً للكثير من الناس من المعسكر الأمريكي – الصهيوني.

على الأرض، وبعد فترةٍ وجيزة من تحرير المقاومة العراقية الأول للرهينتين الفرنسيتين، أبلغت الأجهزة الفرنسية بمكان وجودهما. بعد بضع ساعات، قصف الجيش الأمريكي المكان على أساس معلوماتٍ نقلها بعض أعضاء الأجهزة الفرنسية المخلصة للموساد.

وكشف النائب الفرنسي اليميني ديدييه جوليا أنه اجرى لقاءات مع ممثلي«مجلس المقاومة العراقية» قرب الحدود السورية في اطار جهود لإطلاق الصحافيين الفرنسيين كريستيان شينو وجورج مالبرونو, واتهم القوات الأميركية بقصف الموكب الذي كان ينقل الصحافيين مما أدى الى تأخير إطلاقهما وسقوط ستة قتلى, وأعرب الرئيس الفرنسي جاك شيراك عن "قلقه" ازاء تحرك النائب الفرنسي. ونقل مصدر قريب من شيراك عنه أن هذه المبادرة لا تبدو ايجابية, لافتاً الى أنه "يأمل خصوصاً في أن لا تكون سلبية" على الصحافيين وسائقهما السوري الذين احتجزوا رهائن منذ 20 آب الماضي. ونفت السلطات الفرنسية أي علاقة لها بمبادرة جوليا.

وكان جوليا قد تحدث في دمشق عن جهود الوسطاء الفرنسيين لاطلاق شينو ومالبرونو بمشاركة فيليب بريت الذي تحدث إلى إذاعة "أوروبا 1" الفرنسية خلال وجوده مع الرهينتين الفرنسيين "في إحدى مناطق الفلوجة" في العراق. وتزامن وجود جوليا في دمشق مع اقامة الأمين العام للخارجية الفرنسية جان بيير لافون في عمان.

وبعدما قال جوليا إن شينو ومالبرونو "يملكان كاميرات منذ عشرة ايام, وانهما يصوران تجربتهما لحظة بلحظة لعرضها لاحقاً", أكد أن أمرين أديا الى "عرقلة" عملية اطلاقهما وفق ما كان مقرراً, وهما يتعلقان بـ"الجانبين الأمني بسبب القصف الأميركي والمالي بسبب حملة الدولارات" في الوفد الموجود مع الصحافيين, موضحاً: "منذ الاعلان عن عودة الصحافيين كثف الأميركيون عمليات القصف ووضعوا فرقتين على المعابر لإطلاق النار على كل «الارهابيين» الذين يمرون منها, وأقاموا 20 حاجزاً على الطريق وللأسف فان ستة من افراد الفريق الذي يوفر الأمن للصحافيين قُتلوا وتعرضت المنازل الخمسة التي كان أصدقاؤنا يقيمون فيها، للنهب والتدمير. 

لكن الناطق باسم الجيش الأميركي في العراق غريغ سلافونيتش اعتبر أن معلومات جوليا «مغلوطة»!!

إن قضية الرهينتين الفرنسيتين تفضح مجدداً بجلاء سياسة القرصنة الأمريكية المعتمدة اعتماداً كلياً على القتل والتآمر بعد أن نصبت نفسها الناطق الرسمي الوحيد باسم الحقيقة في العالم!!.. 

 

إن قادة البيت الأبيض لايردعهم أي رادع من أجل تشويه الحقائق وتبرير عدوانها المزعوم على الشعوب.

معلومات إضافية

العدد رقم:
231