جنرال موتورز.. حقبة تنتهي وأيقونة تهوي

يمثل إفلاس جنرال موتورز تحولاً تاريخياً لشركة طالما اعتبرت أيقونة الصناعة الأمريكية وقصة يأخذ الاقتصاد الأمريكي ودول العالم قاطبة منها العبر، في وقت اعتاد ساسة البيت الأبيض فيه على التكرار «ما هو جيد لجنرال موتورز جيد لأمريكا والعكس بالعكس»، وصولاً إلى الرئيس الحالي أوباما الذي قال عشية تشييعه الشركة «إن جنرال موتورز لم تكن فقط مصدراً للدخل بل أيضاً مصدراً للفخر لأجيال من العاملين في الصناعة ولأجيال من الأمريكيين»!

صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» قالت إنه لم تمثل شركة في خمسينيات أو ستينيات القرن الماضي قوة الرأسمالية الأمريكية مثلما فعلت جنرال موتورز عندما فتحت أذرعها للعمال لممارسة حياة الطبقة الوسطى ووضعت مقاييس ممارسة الإدارة الحديثة كما أرست نماذج راقية من السيارات. لكن بدلاً من أن تصبح نموذجاً للنجاح أضحت جنرال موتورز عنواناً للتحديات الأساسية التي تواجهها الولايات المتحدة في القرن الحادي والعشرين، متمثلة في ارتفاع تكاليف برامج الرعاية الصحية واحتدام المنافسة العالمية وتقديم وعود لا يمكن تنفيذها. بل إن بعض الاقتصاديين يتساءلون عما إذا كانت كل كبرى الشركات الصانعة للسيارات وحتى الحكومة الاتحادية ذاتها تتجه نحو الإفلاس.
أما صحيفة واشنطن بوست فقالت إن جنرال موتورز طالما مثلت المستقبل بالنسبة للأمريكيين وأفق الفرص اللانهائية، لكن الشركة الجديدة بعد إعادة الهيكلة لن تستطيع السيطرة على الحجم نفسه من السوق كما أنها لن تكون بعنفوان الشركة الأصلية نفسه.
ورغم  إعلان جنرال موتورز إفلاسها فإن وكلاءها في المنطقة بما فيها سورية قد عمدوا عبر آلية الإعلانات الضخمة إلى التنصل من الشركة الأم بدعوى أن ليس لهم أي ارتباط بها، ولسان حالهم يقول إن الأسعار لديهم لن تتأثر بما جرى، في تنصل واضح من جنرال موتورز رغم أنها باتت في الحضيض!.

معلومات إضافية

العدد رقم:
407