حرب استخبارات بين أميركا وإسرائيل وصراع على الأسبقية التجسس لتسريع الدخول في الحرب! من يتجسس على من؟؟

كشفت مصادر أن مسؤولا بسفارة إسرائيل في واشنطن التقى الموظف بوزارة الدفاع الأميركية المتهم بتسريب معلومات سرية خاصة بالبيت الأبيض حول إيران.

وقالت صحيفة «معاريف» إن ملحقا عسكريا إسرائيليا مكلفا بشؤون الاستخبارات برتبة كولونيل التقى عدة مرات موظف البنتاغون «لاري فرانكلين» الذي يعتقد أنه نقل للمسؤول الإسرائيلي معلومات سرية.

إلا أن مصدرا عسكريا إسرائيليا رسميا حاول التقليل من أهمية اللقاء، قائلا للصحيفة الإسرائيلية "إن مثل هذا اللقاء يدخل في إطار الأنشطة العادية لملحق عسكري مكلف بشؤون الاستخبارات يتبادل فيها معلومات مع مسؤولين رسميين".

وكانت وسائل إعلام أميركية ذكرت أن فرانكلين نقل إلى الدبلوماسي الإسرائيلي المعتمد في واشنطن ناور غيلون معلومات سرية خاصة بالبيت الأبيض حول إيران.

وقال مكتب التحقيق الفيدرالي الأميركي (FBI) إنه يحقق في المعلومات التي يعتقد أنها نقلت من المسؤول الأميركي عبر لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك) التي تشكل اللوبي الموالي لإسرائيل في الولايات المتحدة.

وكانت إسرائيل نفت بشدة صحة التقارير الأميركية التي تحدثت عن وجود جاسوس يعمل لصالحها من بين المسؤولين رفيعي المستوى في البنتاغون.

وأكد رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي الجنرال أهارون زئيفي بشكل خاص نفيه وقوع أي أنشطة استخباراتية في الولايات المتحدة.

في أول تعقيب رسمي على القضية التي أثارتها الولايات المتحدة حول الجاسوس الإسرائيلي، نفى رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي الجنرال «أهارون زئيفي» أن تكون بلاده استخدمت جاسوسا في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).

وقال زئيفي في تصريح للإذاعة الإسرائيلية اليوم «أستطيع أن أقول بمسؤولية كاملة إننا لا نقوم بنشاطات تجسسية في الولايات المتحدة» مشيرا إلى أن ما يحدث هو قضية أميركية داخلية.

وسبق أن صرح مسؤولون إسرائيليون بأن بلادهم لم تستخدم جاسوسا داخل البنتاغون للتأثير على السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، وأضافوا أن إسرائيل لم تقم «منذ سنوات بأي نشاط استخباراتي على الأراضي الأميركية».

ويخشى هؤلاء أن تهتز وتتأثر العلاقة الحميمة بين إسرائيل وبين الولايات المتحدة إذا ثبت صحة الشكوك بقيام مسؤول في البنتاغون بتسريب أسرار إلى الدولة العبرية.

وكانت إسرائيل قد تعهدت بالتوقف عن التجسس على الولايات المتحدة منذ الفضيحة التي أدت إلى اعتقال جوناثان بولارد اليهودي الأميركي الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة لتجسسه لحساب إسرائيل.

وقد صدرت تقارير عدة من وسائل إعلام أميركية تفيد بأن المسؤول في البنتاغون لاري فرانكلين نقل للسفير الإسرائيلي في واشنطن معلومات سرية خاصة بالبيت الأبيض حول إيران عبر منظمة تشكل اللوبي الموالي لإسرائيل في الولايات المتحدة. كما صرح مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) أنه يجري تحقيقا بشأن وجود موظف يعمل "ليس لحساب عدو ولكن لإسرائيل" في مكتب وزير الدفاع دونالد رمسفيلد، وأنه أعطى تل أبيب وثائق سرية بينها ما يتعلق بمداولات جرت في البيت الأبيض بشأن إيران، كما أنه شارك في السياسة التي انتهجها البنتاغون في العراق.

وأعلنت قناة التلفزة الأميركية CBS)) أمس الأول أن (FBI) يعتقد أن الجاسوس قد يكون أثر على السياسة الأميركية في الشرق الأوسط خصوصا العراق.

وأكد التلفزيون أن ذلك الرجل على علاقة ببول وولفويتز مساعد وزير الدفاع ودوغلاس فيث اللذين ينظر إليهما باعتبارهما واضعي الإستراتيجية الأميركية في العراق.

وكان الجاسوس ينقل معلوماته إلى تل أبيب عبر مجموعة ضغط موالية لإسرائيل مقرها واشنطن. وذكرت التلفزيونات الأميركية أن هذه المجموعة المسماة اللجنة للعمل السياسي الأميركي الإسرائيلي (إيباك) نفت في بيان تورطها بأي تجسس. وقالت مجلة فرنسية في موقعها على شبكة الإنترنت اليوم إن وزارة العدل الأميركية كشفت شبكة تجسس إسرائيلية تنشط في الولايات المتحدة. وأوضحت مجلة إنتليجنس أون لاين في تقريرها أن إسرائيل متورطة في أوسع عملية تجسس على الولايات المتحدة.

وذكر مدير تحرير المجلة «غيوم داسكييه» أن التحقيق الذي بدأ في نيسان 2001 لا يزال متواصلا وكشف عن أن بعض العملاء الإسرائيليين كانوا مقيمين في نفس المدن الأميركية التي أقام فيها خبراء معلوماتية يشتبه بأنهم خططوا لهجمات 11 أيلول.

وقال إن الأمر يبقى مجرد فرضية ولم يمكن التحقق من تحديد ما إذا كان هؤلاء الجواسيس قد علموا بالتحضيرات التي جرت للهجمات ضد واشنطن ونيويورك.

وأضاف داسكييه أن التحقيق أظهر أن حوالي عشرة من العملاء الإسرائيليين بينهم المسؤول عن التنصت في الفريق كانوا يقيمون في هوليوود حيث اعتقل حوالي عشرة أشخاص يشتبه بأنهم خبراء معلوماتية كانوا مكلفين بالتحضير لهجمات أيلول. وقد تم اعتقال مائة من هؤلاء الخبراء ولم توجه لهم اتهامات رسمية حتى الآن.

وأكدت المجلة حصولها على نسخة من تقرير أعدته لجنة خاصة أنشأتها «وزارة العدل خصيصا لهذه الغاية»، وأضافت أن السلطات الأميركية اعتقلت أو طردت حوإلى 120 من الرعايا الإسرائيليين في إطار هذه القضية التي لم يتم الكشف عنها حتى الآن.

وأوضحت «إنتليجنس أون لاين» أن شبكة التجسس الإسرائيلية كانت تتألف من نحو عشرين خلية تضم كل منها ما بين أربعة إلى ثمانية أعضاء. وأضافت أن الأشخاص المتورطين تتراوح أعمارهم بين 22 و30 سنة، وأدوا أخيرا خدمتهم العسكرية لدى وحدة للاستخبارات في الجيش الإسرائيلي ويقدمون أنفسهم على أنهم طلاب يدرسون الفنون التشكيلية.

 

وأوضح د. اسكييه أن هذه الشبكة كانت تريد الدخول إلى أنظمة وزارتي الدفاع والعدل، وخصوصا عبر إدارة مكافحة المخدرات التي بإمكانها الوصول إلى ملفات وزارات أخرى، بينها وزارة الخزانة. وأضاف أن الشبكة كانت تستهدف المواقع الأكثر حساسية في الولايات المتحدة مثل قاعدة تينكر الجوية التابعة لسلاح الجو بالقرب من أوكلاهوما جنوب وسط الولايات المتحدة. وكان سلاح الجو الأميركي قد طلب في أيار الماضي مساعدة وزارة العدل في هذا التحقيق.

معلومات إضافية

العدد رقم:
229