انتخابات غير شرعية لأباطرة العالم الجديد الانتخابات الأمريكية بين اقتصاد مريض وأزمات خارجية

في وقت يعاني فيه الاقتصاد الأمريكي من جمود كبير لجهة توفير فرص العمل للمرة الأولى منذ نهاية الأزمة الاقتصادية الكبرى في الثلاثينات. وفي وقت يعيش الاقتصاد مرحلة مخيبة للآمال وفقاً للمحللين الاقتصاديين الأمريكيين أنفسهم الذين يرون أن «غياب أي تقدم مهم في مجال التوظيف وبطء الانتعاش وفقا للمعايير التاريخية وضع أميركا في مأزق كبير على كافة الأصعدة».

ويعانى مجال العمالة إلى درجة ملفتة فهناك اليوم أكثر من مليون وظيفة اقل من الفترة التي وصل فيها بوش إلى الحكم في العام 2001. ولا يبدو التوازن في الأفق. ويقف بوش في الصدارة كونه أول رئيس منذ الأزمة الكبرى يترشح لولاية ثانية بدون ان يقوم بخلق أي وظيفة. ومع سقوط الطبقة الوسطى في أميركا ومع تخفيضات ضرائب أفادت الاغنياء. وتزايد الفقر في 2003 للعام الثالث على التوالي، إذ شمل حوالي 36 مليون أميركي بينما هناك 45 مليون شخص محرومون من الضمان الصحي.

في هذا الوقت انتهت أخيراً مؤتمرات حزبي أميركا، وقبل مرشحاهما الديمقراطي والجمهوري ترشيح الحزبين لهما في استعراض كبير، تم خلال كلا الاحتفالين حشد كافة القوى التي عملت على ضمان ظهور الحفلين إعلامياً بأبهى حلة وبعيد انتهاء المهرجانات بدأت نسب استطلاعات الرأي التي تقوم عليها أجهزة الإعلام الأمريكية حول شعبية كلا المرشحين بالتباين فتارة تميل الكفة لجون كيري وتارة ترجح كفة جورج بوش، إلى أن أظهرت الاستطلاعات في الساعات الأخيرة تفوق بوش بـ11 نقطة على كيري. وأعاد المحللون الأمريكيون هذا التراجع إلى التباين الكبير في قراءة الوضع الاقتصادي بين كل من الديمقراطيين والجمهوريين.

لكن عن أي استطلاعات للرأي وأي مصداقية يتحدث الأمريكيون ؟

الأصوات الأقل لصالح المرشح الأكثر شعبية:

تعتبر نسبة التصويت في الولايات المتحدة الأقل بين مثيلاتها في الدول الغربية حيث شهدت النسبة تراجعاٌ كبيراً منذ العام 1960 لتزايد عدد الأميركيين الذين ينأون بأنفسهم عن السياسة، وفق مخطط الحلم الأمريكي.

بالإضافة إلى عوامل منها كثرة الانتخابات الأميركية وضعف رغبة الشباب في ممارسة واجبهم المدني وتزايد ضعف الثقة والتشكيك في نزاهة الحكومة.و ينسب المحللون تراجع إقبال الأميركيين على صناديق الاقتراع إلى عوامل تتعلق بالبعدين الاجتماعي والاقتصادي للانتخابات.

وقد أظهر الأمريكيون مؤخراً تراجعاً في انصهارهم في التنظيمات الاجتماعية بدءاً من حضور البرامج المحلية مروراً بالتوجه لحضور الطقوس الدينية وانتهاء بالتجمعات السياسية، وهو ما أدى إلى تراجع نسبة المقترعين.

من جهة أخرى يعتبر البعض أن للمال أثره على ظاهرة العزوف عن المشاركة في العمليات الانتخابية. ورغم ما يقوله بعض الباحثين بشأن العلاقة بين ضخ أموال هائلة في حملات انتخابات الرئاسة وتراجع نسبة المقترعين، فإن البعض يرى أن عدم توزيع الثروة بشكل عادل كان له أثره العكسي على العملية السياسية.

وقد أظهرت دراسة لرابطة العلوم السياسية أن المجتمع الأميركي أصبح يتكون من طبقتين تكون اليد الطولى للطبقة الغنية في التأثير على الحياة السياسية، بينما ينحسر تأثير الطبقة الفقيرة المحرومة.

وأكدت الدراسة أن الحزبين يركزان جهودهما على استقطاب النخبة، وأن الخلل الاقتصادي أصبح أكثر حدة في أميركا.

 

وقال لورنس جاكوب -وهو واحد ممن ساهموا في إعداد الدراسة- إن الطبقة المحرومة ليست أقل مشاركة في الإدلاء بأصواتها فحسب، بل إن هنالك شعوراً متزايدا لديهاً بأنها لا حول لها ولا قوة مما يسبب شرخاً في قلب «الديمقراطية» نفسها.

معلومات إضافية

العدد رقم:
229