«الناتو» يطور مجساته في كل محيطات العالم

في نيسان 2006، شارك حلف الناتو في مناورات الولايات المتحدة في مياه جزر الأنتيل الهولندية قرب سواحل فنزويلا. هدفت تلك المناورات لبثّ الخشية لدى الحكومة الفنزويلية التي تمارس سياسة سيادية وتدعم سياسياً كذلك استقلال بلدان أمريكا اللاتينية الأخرى. أما الأسباب الرسمية المذكورة، فهي خطة كبيرة لمكافحة المخدرات على طول شواطئ المحيط الأطلسي والجزر الكاريبية. من ضمن أشكال تواجد الحلف، كانت هنالك سفن عسكرية هولندية وبلجيكية. وقد أعلنت الحكومة الهولندية استعدادها للدفاع عن أراضيها ما وراء البحار، وهي جزيرتان صغيرتان قرب سواحل فنزويلا، ربما كانت حكومة شافيز ستطالب بها.

لقد أظهرت هذه المناورات بعداً جغرافياً، نادراً ما يتم الاهتمام به، وهو أن تحكم الناتو يمتد على قارات ومحيطات العالم جميعاً.
يخضع المحيط الأطلسي الشمالي بالكامل لسيطرة الناتو مع الولايات المتحدة وكندا وغرينلاند والنرويج والدنمرك وألمانيا وهولندا وبلجيكا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال وجزر الآزور.
تسيطر على البحر الأبيض المتوسط إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وسلوفينيا وكرواتيا وألبانيا واليونان وتركيا ومحميتان بريطانيتان في قبرص (هيلكين وأكروتيري) ومحميتان إسبانيتان في المغرب (سبتة ومليلة).
يخضع البحر الكاريبي (أمريكا الوسطى) لسيطرة منظمة الجزر التي تمتلكها هولندا (جزر الأنتيل الهولندية) وفرنسا (المارتينيك وغواديلوب) وبريطانيا (الجزر العذراء وأنغيلا ومونسيرات...) والولايات المتحدة الأمريكية (بورتوريكو).
أما الجزء الجنوبي من المحيط الأطلسي (أمريكا اللاتينية وإفريقيا)، فتغطيه غوايانا الفرنسية وفوكلاند (بريطانيا) والآزور (البرتغال) وأسنسيون وسانت هيلين (بريطانيا).
في المحيط المتجمد الجنوبي، هنالك جزيرة بوفيه (النرويج) وجزر كيرغيلين (فرنسا) وجزر ساندويتش وجورجيا الجنوبية وأرخبيل تريستان دا كونها (بريطانيا).
والمحيط الهندي تغطيه جزر فرنسية وبريطانية، منها ريونيون ومايوت وسلسلة من الأرخبيلات؛ أما المحيط الهادئ، فيغطيه أرخبيل كاليدونيا الجديدة وبولينيزيا الفرنسية وهاواي وساموا الشرقية (الولايات المتحدة الأمريكية)، الخ.

هذه القائمة غير حصرية:
كل هذه الأراضي تخضع لبلد عضو في حلف شمال الأطلسي، أو أنها جزء منه، ويمكن أن يضع فيها الحلف بنى وقواعد عسكرية ودعائم لوجستية، وأن يطلب مساعدة الأعضاء الآخرين في التحالف إذا اعتبر أنه يتعرض لهجوم، حتى إذا لم تكن المادتان الخامسة والسادسة من معاهدة الحلف قابلة للتطبيق في كل الحالات.

المادة الخامسة من المعاهدة:
يتفق الأطراف على أن أي هجوم أو عدوان مسلح ضد طرف منهم، أو عدة أطراف، في أوروبا أو أمريكا الشمالية، يعتبر عدواناً عليهم جميعاً، وبناءً عليه، فإنهم متفقون على أنه، في حالة وقوع مثل هذا العدوان المسلح، فإن على كل طرف منهم، تنفيذاً لحق الدفاع الشرعي عن النفس، فردياً أو جماعياً، طبقاً لما جاء في المادة (5) من ميثاق الأمم المتحدة، تقديم المساندة والعون للطرف، أو الأطراف، التي تتعرض للهجوم، باتخاذ الإجراءات الذاتية، بالتعاون مع الأطراف الأخرى، دون تأخير، بما في ذلك استخدام قوة السلاح، التي يرى أنها لازمة لإعادة الأمن إلى منطقة شمال الأطلسي وضمانه.
ويتم إبلاغ مجلس الأمن، دون تأخير، بكل هجوم وعدوان مسلح، وبكل الإجراءات المضادة المتخذة تجاهه، ويتم وقف هذه الإجراءات بمجرد اتخاذ مجلس الأمن للخطوات الضرورية لإعادة السلام والأمن الدوليين والحفاظ عليهما.

المادة السادسة من المعاهدة:
طبقاً لمفهوم المادة (5)، فإنه يعتبر عدواناً أو هجوماً مسلحاً على طرف أو أكثر:
أ. كل عدوان أو هجوم مسلح على أية منطقة، لأحد الأطراف، في أوروبا وأمريكا الشمالية، أو القسم الجزائري من فرنسا، ومنطقة تركيا، أو إحدى الجزر الخاضعة لمنطقة سيادة أحد الأطراف، في منطقة شمال الأطلسي، شمال مدار السرطان!

معلومات إضافية

العدد رقم:
412