شبان الإنتفاضة يصعِّدون المقاومة: رد نوعي جديد على الإرهاب الصهيوني أطفال الحجارة يواجهون الـ «ميركافا» بالصدر المفتوح تدمير أول دبابة إسرائيلية من طراز «ميركافا» التي يعتبرها الصهاينة فخر صناعاتهم وأكثر الدبابات جودة في العالم.. وكفى الله البرلم

ففي رد نوعي جديد على الإرهاب الصهيوني، هاجم شابان فلسطينيان قاعدة عسكرية إسرائيلية في بئر السبع وتمكنا من قتل جنديين إسرائيليين وإصابة 22 أخرين بجراح، جراح بعضهم خطيرة.
كما هاجم شبان الانتفاضة مواقع جيش الاحتلال قرب مستعمرات «غانيتال ونيفين ديكاليم، وغوش كاتيف». وأطلقوا قذائف هاون على أهداف إسرائيلية شرق قطاع غزة، بينما فجَّر آخرون عبوات ناسفة بدوريات الاحتلال قرب الحواجز العسكرية في منطقة الطيبة قرب طولكرم.

ضربة قاسية

يلقى إسرائيليون مصرعهم في كل يوم تقريباً، ولكن هذه هي المرة الأولى التي ينجح فيها الفلسطينيون بتدمير أول دبابة إسرائيلية من طراز «ميركافا» التي يعتبرها الإسرائيليون فخر صناعاتهم، وأكثر الدبابات جودة في العالم.
فقد تلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم 14 شباط وبعد أقل من 24 ساعة على انسحابها من المناطق التي أعادت احتلالها في قطاع غزة ضربة قاسية، عندما تعرضت قافلة عسكرية لعملية فدائية أسفرت عن تدمير دبابة ومقتل ثلاثة جنود وإصابة اثنين آخرين بجراح، وأعلنت حركتا «فتح وحماس» في بيان مشترك باسم لجنة المقاومة الشعبية مسؤوليتهما عنها.
وقد جعل تدمير هذه الدبابة الصحف الإسرائيلية الخبر الرئيسي في صفحاتها الأولى، ولم تجد «يديعوت» خبراً أهم من رواية شاهد عيان: إذا كان هذا قد حدث لميركافا، فليس ثمة شيء مدرع في هذا العالم.
وقالت إذاعة العدو أن العقيد إيال فايس البالغ من العمر 34 عاماً، وهو قائد وحدة كوماندوس في الضفة الغربية، قتل أثناء غارة. وذكرت سرايا القدس أن هذا الضابط قد قتل أثناء اشتباك مع عناصر تابعين لها.
وفي مساء يوم 16 شباط قُتل إسرائيليان وجُرح ثلاثون في انفجار قوي وقع في مركز تجاري بوسط مستعمرة كارني شمرون شمال الضفة الغربية.

أصعب الفترات
    وقد اعترف «شلومو أهارونسكي» مفتش شرطة الاحتلال بأن هذه الفترة هي من أصعب الفترات التي تمر بها إسرائيل منذ عام 1948 بسبب الانتفاضة وقال: إن العمليات الفلسطينية بلغت 1800 عملية، بينها 90 في مدينة القدس وحدها. وإن عدد القتلى الإسرائيليين وصل إلى 208.

توسع حركة الاحتجاج
    وفي إسرائيل بالذات تتسع دائرة المحتجين على الاحتلال للأراضي الفلسطينية والأعمال الإجرامية التي يرتكبها جيش الاحتلال، فإلى جانب ازدياد عدد الجنود والضباط الذين يعلنون رفضهم للخدمة في المناطق الفلسطينية فإن النشاط السياسي المعادي للحرب يتصاعد ضد استمرار العدوان على الشعب الفلسطيني.
فقد تظاهر يوم 9 شباط الجاري نحو عشرة آلاف إسرائيلي في تل أبيب بدعوة من 28 حركة يسارية وسلامية، في أوسع نشاط احتجاجي شهدته المدينة على ممارسات الاحتلال منذ اندلاع الانتفاضة، وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها: (الاحتلال عقاب جماعي) و(الاحتلال يولد جرائم حرب) و(السلام هو الأمن).. ودعا المتظاهرون إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية واستئناف المفاوضات السياسية وتحقيق السلام، كما جاءت هذه التظاهرة دعماً لضباط الاحتياط والجنود النظاميين الرافضين للخدمة في يالمناطق الفلسطينية.
وقد صرح أستاذ جامعي «من يقول إن الرفض يمس الديمقراطية، فإننا نقول له إن الاحتلال هو الذي يمس بها، وإن الرافضين هم الضمير والبوصلة، وهم الديمقراطيون الحقيقيون وجميعنا نرفض هذه الحرب الإجرامية».

فشل سياسة الاحتلال

وصرح يوفال تماري الضابط في قوات الاحتياط الذي وقع قبل عدة أيام على رسالة الضباط والجنود الرافضين لتأدية الخدمة: أعتقد بأنه كان لزاماً علينا الانسحاب من الأراضي الفلسطينية قبل فترة طويلة. لا توجد أي جدوى من استمرار بقائنا هناك. وأضاف لقد وقعت على الرسالة لقناعتي بأنه لا جدوى من الوضع القائم، ولا من الوضع السياسي، ولا من توجهاتنا الحالية..

حكومتنا  منبع الإرهاب
وقال شاب متدين، سجن لرفضه الخدمة في المناطق الفلسطينية، إنه التقى في السجن كثيرين قالوا إنهم خدعوا.. حكومتنا منبع للإرهاب.

اتساع دائرة رفض الخدمة
كما أعلنت «حركة القوى التعاونية» «كيبوتسات» إطلاق حملة إعلامية تدعو إلى انسحاب أحادي الجانب من المناطق الفلسطينية، وإلى تفكيك المستوطنات في قطاع غزة وإخلاء النائية في الضفة الغربية.
كما نظمت حركة «ميريتس» وشبيبتها تظاهرات احتجاجية، وأعلن فنانون عن دعمهم لرافضي الخدمة في المناطق المحتلة لأسباب ضميرية.
كما أعلن 100 جندي نظامي رفضهم الخدمة على الرغم من عقوبات السجن التي يتعرضون لها. وأكد استطلاع للرأي أن ظاهرة رفض الخدمة لم تعد هامشية، وأن 36% يؤيدون رفض الخدمة في المناطق الفلسطينية، وهي نسبة كبيرة تفوق نسبة الأميركيين الذين أيدوا رفض الخدمة العسكرية في فيتنام.

مؤتمر شعبي في القاهرة

وفي القاهرة دشن آلاف المصريين حملة دعمهم للانتفاضة الفلسطينية في مؤتمر شعبي حاشد شارك فيه رؤساء وممثلو الأحزاب والقوى السياسية المصرية واتحاد نقابات عمال مصر والنقابات المهنية واللجان الشعبية.
وأصدر المؤتمر بياناً ختامياً طالب فيه الحكومات العربية بوقف الاتصالات مع إسرائيل، والامتناع عن أشكال التطبيع معها، كما طالبوا مصر والأردن بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني وطرد سفيرها من البلدين.
وأعلن المشاركون التزامهم العمل معاً في إطار برنامج تنفيذي لمساندة الانتفاضة هدفه:
* جمع دعم دوائي وغذائي للشعب الفلسطيني المحاصر.
* السعي من أجل فتح مركز للصليب الأحمر في رفح المصرية لتسهيل إدخال التبرعات.
* تنظيم حملة جمع تواقيع على عرائض تطالب بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وأخرى ترسل إلى السفارة الأمريكية في القاهرة تحذر من ضرب إي دولة عربية أو إسلامية تحت مزاعم محاربة الإرهاب.
* دعوة الامم المتحدة وحكومات دول العالم إلى مساندة حق الشعب الفلسطيني في توفير  الحماية الدولية.
* تطبيق اتفاقات جنيف.
* إجراء تحقيق دولي عادل ونزيه في الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.

وكفى… شر القتال!
بدأ مجلس الاتحاد البرلماني العربي أعماله يوم 7 شباط الجاري في العاصمة السودانية الخرطوم.
وقد قرر المجلس تسيير مظاهرات في العواصم  العربية للتنديد بالإعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، كما قرر إرسال وفد من برلمانات مصر وقطر وموريتانيا ووالأردن للإلتقاء بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وتنظيم مهرجان خطابي لمساندة القضية الفلسطينية.
وكفى الله البرلمانيين العرب والحكام العرب شر القتال!!

المعارضة الموريتانية

وأصدرت أحزاب المعارضة الموريتانية، خلافاً لموقف الحكومة المطبع مع العدو الصهيوني، بياناً أدانت فيه الممارسات الوحشية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأدانت الموقف الأمريكي المؤيد بلا تحفظ لإسرائيل وتشجيعها على أعمالها الإجرامية. ودعا البيان القوى الحية في الوطن العربي إلى التضامن مع الشعب الفسطيني في مواجهة العدوانية الإسرائيلية الشرسة، ودعم نضاله الباسل حتى استعادة حقوقه كاملة، وأكد البيان على ضرورة وقف جميع أشكال التطبيع مع إسرائيل المغتصبة.

رسالة إلى القادة العرب
ومن جهة أخرى وجهت الأحزاب الوطنية الأردنية رسالة إلى القادة العرب بمناسبة انعقاد القمة العربية ببيروت إلى ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة بشأن قضايا الأمة العربية وفي مقدمتها قضية الصراع مع الكيان الصهيوني والوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وضرورة دعم الشعب الفلسطيني من أجل استمرار مقاومة الاحتلال حتى استعادة حقوقه وإقامة دولته المستقلة.             * *

معلومات إضافية

العدد رقم:
169