الفصيح ولكنها القمة !
ولا ندري ما هو رقم القمة العربية المزمعة في مطالع 2002 وفي نهايات قواعد بن لادن.. كل ما نعرفه أن الدول العربية التي كلما زاد عددها قلً شأنها، تركض لعقد قمة عربية تجمع كالعادة القيادات العربية المنسجمة، مرة ليتعارف الذين يعرفون بعضهم، ومرة ليعيد الذين يعرفون بعضهم التعارف، وفي كل مرة تكون فلسطين هي العنوان المركزي للقمة، وتكون فلسطين هي آخر ما يطل العرب المجتمعون من إطلالتهم عليها. فالظروف الطارئة غالبا ما تملي على القيادات العربية العناوين الفرعية ليحل الفرعي محل المركزي، وفي كل مرة ينتشر الغبار حول القمة قبل انعقادها،
فيأخذ الغبار الساحة ويعمى عن الحقائق التمهيدية التي على القمة أن تمهد لها قبل دخول القادة العرب الصالة والجلوس فوق مقاعدهم لتنفض الجلسة الختامية عن بيان ختامي تؤيده الجماهير العربية المحتشدة أمام من سيربح المليون أو وزنك ذهبا أو أفخاخ بوب أبو جودة، والغبار، وللصدفة تأتي للمرة الثانية حول مشاركة العقيد معمر القذافي. ففي المرة الأولى كانت مقاطعة العقيد غبارا، وفي المرة الثانية كان غبار الرافضين لمشاركته غبارا وفي المرتين انشغلت جامعة الدول العربية في رحلات مكوكية من العقيد واليه، حتى نسينا نحن مواطني القمة ما الذي نريده من القمة، التي ان حملت مشروعا جدياً، تراشق المؤتمرون بالصحون الفارغة وخرجوا من القاعة مخرجين الشعوب العربية بلا خفين ولاحنين، وهانحن أمام قمة عربية يفترض أن تكون نوعية تبعا للظرف النوعي الذي تنعقد فيه وهو الظرف الذي ينقسم إلى شقين:
في شقه الأول تطارد قوات المارينز أسامة بن لادن، وتخبرنا انه يختبئ في ثيابنا، مرة في حماس، وثانية في الجهاد الإسلامي، وثالثة عند أبو عمار، ورابعة في سفينة طحين، وخامسة في قبر محمد الدرة، وبمطارداتها تطارد الهوية العربية الإسلامية باعتبارها الهوية التي تخبئ بن لادن بعد أن تأخذ شكل كهف من كهوف أفغانستان وبالتالي فموضوع الإرهاب العربي سيكون محورا رئيسيا للقمة وعلى العرب أن يحلفوا على المصاحف كما على (ستر أخواتهم) أنهم ليسوا إرهابيين علً المارينز يبتعد عن ديارهم.
وفي الشق الثاني للقمة، الحصار المفروض على الفلسطينيين، وعلى رأسهم زعيمهم ياسر عرفات، وعلى العرب أن يتعاونوا لإعادة إسكان أبو عمار في حمام الشط التونسية بعد أن ضاقت الديمقراطية الإسرائيلية بالعرق الفلسطيني الذي يتكاثر أكثر مما يجب من جهة،ويتطلب أكثر مما تحتمله الإدارة الأمريكية من جهة أخرى كما الصيغة العربية من جهة ثالثة، وفي كل الأحوال فالموضوع الفلسطيني سيكون حاضرا فوق المائدة بحضور الفلسطينيين أو بغيابهم.
وأمام الموضوعين:موضوع الإرهاب العربي، وموضوع الدولة الفلسطينية لابد للعرب من الارتباك. فإغضاب أمريكا كفر، وإرضاؤها زنوة، وبين الزنى والكفر مسافة، الأولى تدخل جهنم، والثانية تحتمل المغفرة، ولأن المقدمات كذلك فلابد لنا من أن نتفاءل كما تفاءلنا بالقمم العربية الأخرى وعنوان تفاؤلنا سيكون:
قمة العرب لا تعني حضيضهم. ونحن من ناس الحضيض.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 167