أفرجوا عن المناضل الوطني الفلسطيني أحمد سعدات

 أذعنت السلطة الفلسطينية لأحد شروط الإرهابي شارون، عندما أقدمت على اعتقال الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، في سابقة خطيرة تهدد الاستقرار الداخلي الفلسطيني، وتثير علامات استفهام أكبر حول الدور الأمني للسلطة الفلسطينية.
وقد أصدرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بياناً عن ملابسات اعتقال أمينها العام في رام الله، وصفتها بأنها «عملية غدر». وقالت الجبهة: إن توقيت اعتقال سعدات يمثل تطوراً نوعياً في غاية الخطورة على الأوضاع الداخلية الفلسطينية وعلى علاقات الجبهة الشعبية مع السلطة الفلسطينية، لأن اعتقال الأمين العام لتنظيم فلسطيني أساسي، ومؤسس في منظمة التحرير الفلسطينية ويواصل الكفاح على مدى عقود طويلة، أمر يحمل أخطر المعاني السياسية ويعطي أشد المؤشرات دلالة عل استجابة السلطة للإملاءات والمطالب الإسرائيلية. وتساءلت الجبهة: إذا كانت السلطة الفلسطينية قد أقدمت على اعتقال الأمين العام للجبهة الشعبية والعديد من المناضلين الذين ظلت إسرائيل تطالب باعتقالهم، فماذا يبقى هناك من قواسم وجامع سياسي مع هذه السلطة؟!

 بيان المنظمات الفلسطينية في دمشق
وقد عقدت المنظمات الفلسطينية المتواجدة بدمشق اجتماعاً تدارست فيه مسألة اعتقال أحمد سعدات وأصدرت بياناً أكدت فيه أن اعتقال سعدات يشكل طلاقاً سياسياً تاماً بينها وبين السلطة الفلسطينية، واعتبرت أن هذه الإجراءات ما هي إلا استجابة مذلة لأحد شروط شارون وإملاءات حكومة العدو الصهيوني المدعومة بقوة من الإدارة الأمريكية، ودعت الفصائل الفلسطينية في بيانها إلى القيام بتحرك شعبي في الداخل وفي كل مواقع الشتات مع الأخوة في الجبهة الشعبية لإرغام السلطة الفلسطينية على الإفراج عن المناضل أحمد سعدات وعن كل المناضلين والمجاهدين في فلسطين.
وقد حضر اللقاء مسؤولون في كل من الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وحركتي حماس والجهاد الإسلامي.
ودعا خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، كل قوى الشعب الفلسطيني إلى تصعيد برنامج المقاومة لأن هذا هو الرد الحقيقي على جرائم شارون وعلى خطوات المهزومين والمستسلمين في الساحة الفلسطينية. واتهم مشعل السلطة بـ «الإمعان في ضرب الوحدة الوطنية الفلسطينية»، فكلما ازداد الضغط الأمريكي الصهيوني على السلطة ازداد ضغطها على شعبها.
مس خطير بالوحدة الوطنية
وفي مدينة بيت لحم اجتمع ممثلو القوى الوطنية والإسلامية، ومن بينها حركة فتح، وأصدروا بياناً أكدوا فيه أن الاعتقال مَسّ خطير بالوحدة الوطنية، ونحن في أمس الحاجة لتقويتها بدلاً من شرخها وضربها في الصميم.
تظاهرات احتجاجية في الضفة
وقد جرت تظاهرات شعبية في مناطق مختلفة بالضفة الغربية احتجاجاً على توقيف سعدات، شملت كلاً من مدن نابلس ورام الله، شاركت فيها قوى وحركات ومنظمات وطنية وإسلامية طالبت السلطة بالإفراج فوراً عن سعدات.
كتائب الأقصى: مواصلة الكفاح…
ودعت كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة «فتح» في بيان لها كل المنظمات الفلسطينية إلى مواصلة الكفاح المسلح ضد إسرائيل، وأكدت أن المقاومة هي حق طبيعي وشرعي وأخلاقي للشعب الفلسطيني في صراعه مع الاحتلال. وقال البيان: إننا مستمرون بالانتفاضة والمقاومة وستشاهدون المزيد من التصعيد الشجاع لضرب أهداف الاحتلال ودعت إلى الكف عن ملاحقة الشرفاء والثوار والمجاهدين في الوقت الذي لم تجف فيه دماء الشهداء.
جزاء سنمار
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن:
أهذا هو جزاء المناضلين الشرفاء الذين أمضوا حياتهم في الكفاح والسجون، إنه جزاء سنمار، إن هذا الاعتقال لا يخدم إلا العدو الصهيوني.
إننا نطالب مع القوى الوطنية الفلسطينية بالإفراج الفوري عن الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات حفاظاً على الوحدة الوطنية الفلسطينية لتوجيه كل القوى والبنادق نحو العدو الصهيوني ومن أجل استرداد الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس ومن أجل عودة الفلسطينيين في الشتات إلى وطنهم وديارهم.

معلومات إضافية

العدد رقم:
167