سلاح أميركا السري (من منشورات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية التي رفعت السرية عنها) (الحلقة الأولى)
أدى كشف البنتاغون الأمريكي للمعلومات السرية المتراكمة في ملفاته بعد مرور الفترة القانونية التي تسمح بنشر المعلومات السرية التي لديه إلى مجموعة من الفضائح، والتي لم تسلم منها العديد من الأسماء، واضعة الكثير من إشارات الاستفهام على مفاصل التاريخ الحديث، في هذا العدد من قاسيون سننشر مقتطفات جديدة قام بنشرها على الإنترنت موقع namakon.ru ، نكشف من خلاله أجزاء أخرى لم تكشف عنها وثائق الكونغرس والبنتاغون، وأبقتها قيد الكتمان، على أن نستمر بنشر بقية الوثيقة خلال الأعداد القادمة
3 آب / أغسطس من عام 1977 صرح المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية ، الأدميرال ستينسفيلد تيرنير في اجتماع مجلس الشيوخ أن وكالته أجرت تجارب على «غسل الدماغ» لعدد كبير من الأمريكيين ـ السجناء، الناس المرضى النفسانيين، مرضى السرطان وببساطة رواد البارات غير المشتبه بهم في نيويورك، سان ـ فرنسيسكو ومدن أخرى، وفي سبيل ذلك استخدمت بفعالية المخدرات: LSD والوسائل الأخرى المشابهة لها من وسائل الطب النفسي (العلاج المؤثر على العقل).
في الحقيقة، اعترفت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في سلسلة من تقاريرها، أن الهدف من التجارب باستخدام المخدرات هو تحديد المستحضرات، التي تسهل عملية التحكم بالناس. علماً بأنّه سرعان ما تبين، أنّ المخدرات ـ هي طريقة بدائية للتحكم، عندما يدور الحديث عن الناس، وهناك طريقة أكثر فعالية بكثير. إليكم ما كتبه، على سبيل المثال، بعضاً منها الباحث الأمريكي في هذا المجال بيل باليروان:
« في وثيقة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية المكونة من 50 صفحة، الموجودة في المحفظة RHIC-EDOM، والمجهزة مباشرة بعد قتل جون كندي، تلخص طريقة تحويل الناس إلى أشخاص آليين يتم التحكم بهم الكترونياً، ومبرمجين للقتل. في مرحلة RHIC يدخل الإنسان في محولة ويعطى التعليمات، التي يمكن أن تفعل في مستويات متعددة بمساعدة كلمات ـ تعارف أو أصوات من مقامات مميزة. في مرحلة EDOM ـ هذه الكلمة تعد اختصاراً لمصطلح «التحليل الإلكتروني للذاكرة»ـ تتعرض ذاكرة الإنسان للتأثير بغرض مسح أو تغيير الذكريات عما جرى من أحداث معه. بعد التدخل الإلكتروني في المخ، يشكل الإستيتسيخولين الموجود فيه كهرباء ستاتيكية، التي تحاصر الأشكال السمعية والبصرية. يمكن استخدام هذه الطريقة لمسح أو محاصرة الذاكرة، أو تبطيئها، عندما تبدو الأحداث قد حصلت بعد وقوعها...
كما وثق استخدام الإشعاعات ما فوق السمعية (الصوتية)، والإشعاعات منخفضة التردد. الإشعاعات فوق الصوتية والإشعاعات منخفضة التردد يمكن أن تؤثر على العمليات الإلكترونية في المخ، وعلى نسيجه. تنشر أسلحة الإشعاع منخفض التردد الحديثة موجات في المجال 7-12 هيرتز، تنعكس هذه النبضات عن الإينوسفير الأرضي ذي التردد الذاتي 8 هيرتز. ويتم نمذجتها وفق إشارات محسوبة، تترك تغييراً محدداً في سلوك الإنسان. على سبيل المثال، في ولايتي واشنطن وكاليفورنيا يلاحظ وجود مشاكل جدية، ناجمة عن هذه الإشعاعات...
في عــام 1961أجــرت جـــامعة إيــليوني تجارب في المجال ما فوق السمعي، والتي وقعت لاحقاً في أيدي المجمع الصناعي ـ العسكري... في التجارب التي أجريت عام 1961 من قبل الدكتورين ب. كراي، و آر. مايرس، استخدم الصوت ما فوق السمعي لإحداث خراب محدد بدقة في الدماغ. بينت هذه التجارب أفضلية الطريقة ما فوق السمعية على الإلكترودات المعتادة في الدماغ. في عام 1963 استخدم الدكتور بيتر ليندستروم في جامعة بيتربورغ شعاعاً فوق سمعي وحيد لتدمير نسيج محدد في الدماغ، من دون التأثير على الخلايا المجاورة...»
في مرحلة الحرب الباردة، عندما كانت المهمة الرئيسية هي التخريب والتجسس المزدوج، نفذت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية برنامجاً ضخماً، كلف 25 مليون دولار. كان هدفه برمجة أشخاص التجربة بأي ثمن، ولو أدى ذلك إلى تدمير صحتهم البدنية. في 2 آب /أغسطس من عام 1977 في أحد مذكرات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية طرح سؤال، «أمن الممكن تحقيق تلك الدرجة من التحكم، بحيث ينفذ من يقع تحت التجربة التعليمات ضد إرادته الذاتية، وخلافاً للقوانين البيولوجية، كقانون حفظ الذات (غريزة البقاء)».
كان الهدف الكامن في أساس هذه التجارب الخاصة بالتحكم في الوعي والسلوك، التي سترت في ذلك الحين «بالبحوث الطبية» ، قمع احتجاجات السكان التي تبعت مقتل مارتين لوثر كنغ. مئات الآلاف من مؤيدي الدكتور كينغ خرجوا إلى شوارع الولايات المتحدة، مطالبين باحترام حقوقهم كمواطنين، ومحاكمة القتلة. قاد العديد من الاحتجاجات إلى المواجهة بين الشرطة والسكان.
بهذا الخصوص، توجه طبيبان من هارفارد، هما الدكتور النفسي ـ عصبي فرانك ي. إيرفين، والدكتور جراح الأعصاب فيرنون مارك، برسالة إلى صحيفة نقابة الأطباء الأمريكية، يقترحان فيها طريقة جراحية لمعالجة هذه الصدامات: من وجهة نظرهما، يعاني المشاركون في الاحتجاجات الذين يبدون مقاومة لرجال الشرطة من «خلل في وظائف الدماغ»ـ اختلال خاص، الذي يمكن التخلص منه بعملية جراحية. لقد اقترحا إحياء إلكترودات دقيقة جداً في الدماغ، في منطقة تجمع «الخلايا الدماغية العدوانية»، التي عدّوها سبب السلوك الاجتماعي الهيجاني الخطر. افترض أن هذه الخلايا ستدمر لاحقاً بالتفريغ الكهربائي. ومن دواعي الاستغراب، أنّه على الرغم من المعارضة الساخطة من قبل العديد من الأطباء، الذين أعلنوا أنّ هذه التجارب تعد عودة مخزية للتشريح الفصي، التي أجريت عند معالجة الجنود المصدومين في زمن الحرب العالمية الثانية ، وإنّ هذه الطريقة وجدت فجأة مساندة غير متوقعة من الهيئات الحاكمة العليا. أعجبت أفاق الجراحة العصبية رونالد ريغان (الرئيس الأمريكي الأسبق ـ المترجم) بشكل خاص، عندما كان حاكماً لولاية كاليفورنيا ـ لقد كان مستعداً لتخصيص مليون دولار لإقامة «مركز معالجة السلوك الاجتماعي الخطر».
كما أنّ الجراحة النفسية (البسيكولوجية) دخلت من دون ضجة إلى سجن أتموري في بيرمينغيم (الاباما) ، حيث أجريت 50 من هذه العمليات، وفي سجون أخرى. على سبيل المثال، استخدمت إدارة مجلس المحاربين القدامى مثل هذه العمليات في مستوصفاتها في دروخيم (كارولينا الشمالية)، ولونغ بيتش (كاليفورنيا). بالنتيجة وقع العديد من «الأرانب الأهلية» المجبرين على التجربة (وقعوا) في حالة «نصف نباتية» تماماً.أوقفت العمليات الجراحية النفسية، عندما أعلن مناضلو الحريات الشخصية في جناح الأفارقة الأمريكيين في الكونغرس أنها عنصرية، لأنّ معظم العمليات أجريت على السكان الملونين.
إليكم كيف وصف دجيسون بيشون الثالث بعض التجارب، التي طبقت من قبل عسكريي الولايات المتحدة الأمريكية في قواعدها السرية في مختلف زوايا الأرض. في بحثه الكلاسيكي « قاعدة في دالس» يكتب، حرفياً:
«... في قاعدة في دالس (ولاية نيو ميكسيكو) جرت بحوث في مجال التحكم في الوعي بزرع أنسجة ـ بوسائط بيو ـ بسي وأجهزة الأشعة فوق السمعية القادرة على التحكم بالمزاج، النوم، النبض، وغيرها.
استخدمت وكالة المشاريع الخاصة والبحوث هذه التكنولوجيا للتحكم بالناس. تطلق هذه الوكالة المشاريع، تحدد الأولويات (الأسبقيات)، تركز الجهود، وتقود العديد من المشاركين في هذه النشاطات. درست مثل هذه المشاريع في قاعدة سانديا. استخدموا الجانب المظلم من هذه التكنولوجيا، بإخفائهم عن المجتمع فوائدها الإيجابية وطرق استخدامها...
تضمنت البحوث في الطابق الرابع من قاعدة دالس تجارب على نسمة الإنسان (النسمة: منذر لحدوث شيء ما)، وكذلك مختلف طيوف النوم، التنويم المغنطيسي، التخاطر عن بعد، وغيرها. لقد أصبح معروفاً لهم كيفية زرع بلازما الإنسان، وهم قادرون على تخفيض نبضكم بمساعدة موجات دلتا للنوم العميق، والدفع إلى حالة الصدمة الستاتيكية (السكونية). ومن ثم إعادة برمجتكم، بتوصيل الكومبيوتر إلى الدماغ. إنهم يستطيعون إدخال معطيات وردود الفعل المبرمجة في دماغكم (تغلغل المعلومات من «مكتبة النوم»)...
■ ترجمة شاهر نصر
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 226