المقاومة الفلسطينية تفقد حكومة الاحتلال صوابها احتلال الزيتون مقدمة لاحتلال غزة الحصار يزيد من حدة المقاومة

بدأت حالة الارتباك والهذيان الإسرائيلي تدب في نفوس حكومة الاحتلال، والتي أصرت على اجتياح حي الزيتون بقطاع غزة فجر أمس الثلاثاء لكن إصرار المقاومة الفلسطينية على بذل الغالي والرخيص من أجل الدفاع عن الأرض والوطن، هو ما جعلها تتخبط في مستنقع المقاومة الفلسطينية، وتتمرغ في التراب.

إن حكومة الاحتلال، بالرغم من كل ترسانتها الحربية والعسكرية المهولة، والتي لا تقارن بحجم الإمكانيات الفلسطينية، وعدم التكافؤ الواضح والفاضح في ميزان القوى، إلا أنها حصدت إخفاقها العسكري بمقتل حوالي 12 جندياً إسرائيلياً، ستة قتلوا في انفجار ناقلة جند إسرائيلية، وستة آخرون قتلوا في تفجير لدبابة «ميركافاه» بالإضافة إلى عدد من الجرحى. هذا واحتفظ المقاومون الفلسطينيون بأشلاء بعض القتلى الإسرائيليين.

وقد أعلن شارون حالة الاستنفار القصوى، وامتنع عن متابعة خطة فك الارتباط مع أعضاء حكومته، وقرر الدخول في سلسلة من الاجتماعات الأمنية، للتباحث في كيفية الرد على مقتل جنوده واستعادة أشلائهم، وكان قد صرح أن إسرائيل تحارب «عدواً قاسياً وحشياً»، ولعله لم يكن قادراً على القول بكل صراحة بأنه ضرب في الصميم وهزم على إثر مقتل جنوده.

وفد انتظر شارون وصول رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية موشي يعالون، للتباحث معه في كيفية الرد الإسرائيلي على قطاع غزة، وكان يعالون قطع زيارته لبولندا وعاد إلى تل أبيب، حيث صرح عند وصوله، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي عاقدة العزم على اكتشاف مكان وجود أشلاء الجنود، وأن الجيش الإسرائيلي لا ينوي التفاوض مع الجهة التي تتواجد الجثث بحوزتها.

وأضاف بعجرفة: «لن نبدي أي تسامح مع المسؤولين، لن نجري أية مفاوضات، وسنبذل ما يمكننا من جهود لإنهاء هذه العملية بأسرع ما يمكن».

واستطرد قائلاً، إنه «ما دام هناك إرهاب ينطلق من قطاع غزة، فسوف ننشط داخل القطاع».

ولكن يعالون لم يكن قوياً كفاية، للاعتراف بأن جنوده هزموا في غزة، واكتفت حكومته الاستنجاد بالصليب الأحمر وبالوساطات الدولية للحصول على بقايا أشلاء الجنود الإسرائيليين.

وكان نتنياهو، قد طالب قبلاً: «بممارسة ضغوط على الفلسطينيين، بما في ذلك قطع التيار الكهربائي، ووقف تزويد المياه، إلى أن »يتوسلوا« لنا لنخفف الضغوط عنهم، ويعيدوا الجثث».

الاحتلال: تعويض الفشل..

إن حكومة الاحتلال التي أيقنت خسارتها الفادحة في قطاع غزة، وفشلها السياسي الذي عوضته بالفشل العسكري المستعصي عليها، بعثت بوزير حربها الإسرائيلي شاؤول موفاز ورئيس هيئة الأركان موش يعالون، للإشراف «شخصياً» على عملية التوغل والاجتياحات والقتل والتدمير في حي الزيتون، من قاعدة «نحال عوز» الواقعة شرق غزة، وآثر الرجلان تعويض الفشل العسكري بالتصعيد العسكري المكثف وضرب كل ما يتصل بالكيانية الفلسطينية.

وقد فسر المحللون السياسيون والمراقبون، التخبط الإسرائيلي بأنه يأتي في إطار «التنفيس» عن حالة الغضب التي تعتري الإسرائيليين، خصوصاً وأن إسرائيل لم يكن في حسبانها بأن تكون المقاومة الفلسطينية قوية، وأن يتم قتل 12 جندي إسرائيلي وجرح عدد من الجنود، وأسر بعض الأشلاء، بالإضافة إلى هز صورة ذلك الجندي بكل معداته وآلياته المتطورة.

 

ولا يختلف المحللون، في أن إسرائيل ستصعد من عملياتها العسكرية في قطاع غزة، لتطال الأخضر واليابس. وكان وزير شؤون المفاوضات الدكتور صائب عريقات قد صرح بأن احتلال الزيتون هو مقدمة لاحتلال غزة.