إسرائيل تفتح باب الاستيطان على مصراعيه في الجولان

يبدو أن الأوضاع الراهنة التي تعيشها المنطقة ـ احتلال أمريكي بريطاني للعراق، تش4تت عربي مريع، تمزق خارطة الطريق الأمريكية ـ قد جدد لدى إسرائيل أطماعها البعيدة التي قامت عليها منذ خمسين عاماً وهي الاستيلاء على الأرض العربية بعد طرد سكانها الأصليين بشتى الوسائل والحجج الباطلة، وقد أماطت إسرائيل في الآونة الأخيرة اللثام عن أطماعها التي لاحد لها وترسم خططاً لفتح باب الاستيطان في الجولان.

ولهذا ليس مصادفة أن تتزامن التهديدات الإسرائيلية لاجتياح دمشق بنفس السهولة التي دخلت فيها القوات الأمريكية بغداد، والتي تتزامن أيضاً مع الضغوط التي يمارسها صقور الإدارة الأمريكية على الرئيس بوش من أجل تغيير نظام الحكم في سورية وإيران وكوريا الديمقراطية.

ويبدو أن تحول العراق إلى مزرعة أمريكية فتح شهية سلطات الاحتلال الإسرائيلي لرسم خارطة جديدة في المنطقة، وهي على يقين بأن حليفتها واشنطن تغض النظر عن أعمالها الإرهابية وممارساتها العدوانية وتحميها في المحافل الدولية من أي إدانة لها. كما أن الوجود الأمريكي في العراق دفع حكام إسرائيل للرد على إعلان الرئيس بشار الأسد عن استعداد سورية استئناف عملية السلام من النقطة التي توقفت عندها، وقد ردت  إسرائيل بعنف على الاقتراح السوري لأنه يؤثر على وجودها ويوقف مطامعها البعيدة وكشفت عن خطة سرية تهدف إلى زيادة عدد المستوطنين في الجولان السوري المحتل وزيادة عدد المستوطنات فيه لفرض سياسة الأمر الواقع وبالتالي إجهاض أي فكرة سلام.

الهدف من مضاعفة الاستيطان في الجولان

ماهو هدف شارون من مضاعفة عدد المستوطنين؟ يمكن تلخيص أهداف شارون بالنقاط التالية:

1. إن الإعلان الإسرائيلي عن نيته رفــع عدد  المستوطنين والتهديد بضرب دمشق ورفض التفاوض مع سورية من النقطة التي انتهت إليها المفاوضات ماهي إلا جزء يسير من سياسة استيطانية إسرائيلية تعمل على تقويض السلام بافتعال أزمات لجس نبض رد الفعل العربي.

2. الإبــقاء عـــلى التفـــوق الــعـــســـكـــري والاستيطاني في الأراضي العربية إلى مالا نهاية وخاصة المناطق الحيوية.

3. عانت إسرائيل من نشاط الدبلوماسية السورية التي طالبت بإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، بما فيها أسلحة إسرائيل، وعرت إسرائيل أمام الرأي العام الأوروبي الذي أكدت الاستطلاعات الأوروبية بأن إسرائيل الدولة الأكثر خطراً على العالم، ورداً على ذلك أرادت معاقبة سورية ووضع حد لها بالإعلان عن نيتها في توسيع الاستيطان في الجولان.

4. توسيع المستوطنات يأتي ضمن خطة إسرائيلية لخفض سقف المفاوضات مع سورية إذا ما انطلقت، ولتكون عقبة كأداء من الصعب حلها، وعندها تتهم الجانب السوري بعرقلة المفاوضات.

5. إن غرق إدارة بوش في لجة الانتخابات يجعلها عاجزة عن لجم شهية شارون الاستيطانية بسبب نفوذ اللوبي الصهيوني ومن هنا نفهم لماذا وضع بوش نفسه إلى جانب إسرائيل وأدار ظهره للعرب.

 

ولتعلم إسرائيل، ومن ورائها أمريكا أن العرب والمسلمين الذين لم ينسوا قط الاحتلال الصليبي للأراضي العربية وفي مقدمتها القدس وحرروها بقيادة صلاح الدين الأيوبي ولو بعد مئتي عام، فإن العرب والمسلمين اليوم لن ينتظروا طويلاً، فإسرائيل تعيش في بحر من الأعداء العرب الذين يعدون 300 مليون، ولحوالي مليار و300 مليون مسلم، ولن ينجيها من نهايتها التعيسة  حتى الذين يقفون بجانبها من وراء المحيط.