حول الوضع الناشئ في اتحاد الأحزاب الشيوعية  (الحزب الشيوعي السوفيتي)

تلقت (قاسيون) رسالة من أحد الرفاق يطلب فيها توضيح الأسباب التي أدت إلى انقسام زيوغانوف عن الحزب الشيوعي السوفيتي وانتخابه رئيساً للمجموعة المنشقة. وتوضيحاً للحقيقة تقوم قاسيون بنشر الوثائق الأصلية أو ملخصها التي جاءتها من ممثلي الحزب الشيوعي السوفيتي ومن أحزاب تعتبر عضواً فيه.

درب يسد... وما يرد!!

بيان سكرتارية حزب العمال الشيوعي الروسي حول تنصيب زيوغانوف نفسه رئيساً للحزب الشيوعي السوفيتي:

)إن اللجنة المركزية لحزب العمال الشيوعي الروسي ترى أن الحزب الشيوعي الروسي بقيادة زيوغانوف ينهي العملية التي بدأها غورباتشوف بتحويل الحزب إلى حزب اشتراكي ديمقراطي ذي ميل تأييدي للحكومة.

معروف سابقاً كيف كانت قيادة الحزب الشيوعي الروسي تغازل السلطة، موصية بنفس الوقت باستمرار نضالها عبر جمل راديكالية، ولكنها عملياً كانت تسلم المواقع تلو الأخرى في المسائل الميدانية في دوما الدولة.

مع قدوم بوتين إلى السلطة، بدأت لهجة زيوغانوف تتوافق مع الطرح الأيديولوجي الذي يقوم به طاقم بوتين.

إن قيادة الحزب الشيوعي الروسي واعية لخطر انفضاحها أمام الناخبين بخصوص التزامها العمل بشكل مطلق بالشكل البرلماني تحاول أن تعزز مواقعها الاحتكارية كحزب معارضة وحيد، وهي تقوم مع مختصي الرئاسة بصياغة قانون حول الأحزاب السياسية الذي بجوهره يعتبر قمعياً ويدفع الحياة السياسية كاملة في البلاد إلى تحكم الدولة فيها، ويقومون بآن واحد بإعطاء امتيازات للأحزاب الموجودة في البرلمان اليوم، فاتحين الباب لها للعمل السياسي الواسع، ومغلقين هذا الباب نفسه أمام الأحزاب التي تمثل منظمات الكادحين.

ويتهيأ للمرء أن كل شيء لديهم يسير حسب ما هو مرسوم فهم مع الرئيس والحكومة قد وزعوا أدوارهم جيداً وتحكموا بشكل نهائي بالجسم الانتخابي، ولكن تبين أن ذلك لا يكفيهم.

في 20 كانون الثاني اجتمع تحت قيادة زيوغانوف 37 عضواً من أصل (101) من أعضاء مجلس الحزب الشيوعي السوفيتي (اتحاد الأحزاب الشيوعية)، ولم يُسمح لرئيس لجنة الرقابة الحزبية بدخول الاجتماع، وأعلن القائمون عليه توفر النصاب (مستندين على وجود توكيلات لديهم تكمل العدد معتقدين أنهم في اجتماع شركة مساهمة).

وبشكل غيابي أزاحوا رئيس الحزب الشيوعي السوفيتي أولينغ شينين مع كل نوابه عن مناصبهم. وأعلن أعضاء الشركة المساهمة زيوغانوف قائداً لجميع الشيوعيين، وأكدوا أنهم الوحيدين الذين يمثلون اتحاد الأحزاب الشيوعية. أما الآخرون فهم خارج الحياة السياسية الرسمية... وهكذا تُستخدم أيضاً نفس وسائل زيوغانوف وحلفائه في الإطار العالمي.

فما الذي حدث وأجبر قيادة الحزب الشيوعي الروسي وأصدقاءه في الأحزاب الأوكرانية والمولدافية والقرغيزية على أن يبصقوا على النظام الداخلي وأن يتجاوزوا الأسس البدائية للحشمة.

كل شيء يمكن تفسيره ببساطة، إن صدام الجناحين اليميني واليساري في اتحاد الأحزاب الشيوعية (الحزب الشيوعي السوفيتي)، كان موجوداً دائماً، وهو لم يقلق زيوغانوف حتى قام رئيس الحزب أولينغ شينين في العام الماضي بانتقاد مناورات الحزب الشيوعي الروسي علناً، وهكذا حاولت قيادة الحزب الشيوعي الروسي القيام بانقلاب قصر، وهم لم يوافقوا على الاقتراح السلمي ليسار الحركة بعقد مؤتمر استثنائي من أجل محاول التفاهم بين الشيوعيين والاشتراكيين الديمقراطيين حيث ذلك ممكناً، إذ أن الرفاق السابقين مستعجلون لأن غداً يمكن أن يكون متأخراً، فوعي الجماهير يتغير باتجاه مواقف أكثر راديكالية مما يمكن أن لا يروق لمزاج الرئيس. باختصار لقد نفذ زيوغانوف ورفاقه نصيحة يلتسين التي أدلى بها على صفحات كتابه الأخير (الماراثون الرئاسي) حول ضرورة قيام حزب اشتراكي ديمقراطي في روسيا، حيث قال حرفياً في الصفحة (389):

سيظهر حزب كهذا عندنا أيضاً، ولكن من أجل ذلك يجب أن يقوم السياسيون العاقلون من صفوف الشيوعيين بوضع حد لشعارات الأمس، وأن يقوموا بانتقاء أحسن لحلفائهم، وإذا لم يجدوا في أنفسهم الجرأة كي يقوموا بهذه الخطوة للتمايز عن اليساريين الراديكاليين يمكن أن يحتل مكانهم آخرون.(

ولأنهم يخافون أن يفوتوا هذه الفرصة فهم يستعجلون ونضيف من عندنا أيها الرفاق أنكم تسيرون على الدرب الصحيح، درب يسد ما يرد.

 

تيولكين/ الأمين الأول لحزب العمال الشيوعي الروسي