الكاتب الصحفي محمد المصري في حوار مع «قاسيون» خمسون كتاباً عن الصراع ا لعربي ــ ا لصهيوني في خمسين عاماً

في حوار أجرته «قاسيون» مع الكاتب الصحفي السوري المعروف محمد المصري، تحدث «أبو عروب» عن تجربته في ميدان الصحافة والكتابة حديثاً شيقاً، وفيما يلي نص هذا الحوار:

 * منذ ما يزيد على الخمسين عاماً كنت صحفياً وكاتباً وشاعراً فكيف بدأت رحلتك في هذه الميادين؟

** الحقيقة أنني دخلت ميدان الصحافة في سن مبكرة ومن أوسع أبوابها، أعني من المطبعة، فقد بدأت عاملاً في المطبعة التعاونية الكائنة في شاعر خالد بن الوليد بدمشق. وكان من حسن حظي أن تلك المطبعة كانت تطبع أهم مجلة كانت تصدر في فترة الخمسينات وهي مجلة «المضحك المبكي»، فقد كان صاحب المطبعة يرسلني لإحضار مواد العدد من منزل المرحوم الأستاذ حبيب كحالة رئيس التحرير فكنت أركب الترام من المرجة إلى القصاع، مرة عند إحضارها للمطبعة لأول مرة، ومرة عند إرسالها بعد التنضيد كبروفة لتصحيحها ومرة ثالثة بعد التصحيح، وقد سحرني بساطة الأسلوب في تناول مشاكل الناس وهمومهم والجرأة في تناول تلك الهموم إلى جانب خفة الروح، فعشقت تلك المهنة التي غدت فيما بعد مهنتي طوال حياتي حيث تنقلت في العمل الصحفي بين عدد من الصحف المحلية إلى جانب عملي في الإذاعة معداً لنشرة الأخبار ومعلقاً سياسياً لمدة تزيد عن العشرة أعوام.

* وما هي نشاطاتك في ميدان الدراسات والتأليف؟

** لم أكتف بالعمل اليومي الصحفي بل كتبت العديد من الدراسات والكتب التي نشرت في سورية ولبنان والجماهيرية، بلغ عددها ما يزيد عن الخمسين كتاباً.

* وما هو أهم موضوع تناولته تلك الكتب؟

** تسعون بالمائة منها تحدثت عن الهم الذي يشغلنا جميعاً أمس واليوم وأعني به الصراع العربي ـ الصهيوني ومن عناوين تلك الكتب: إسرائيل الذرية ـ النازية والصهيونية ـ إلغاء عقد الإذعان وغداً كامب ديفيد ـ العنصرية الصهيونية ـ السياسة الأميركية في الشرق الأوسط ـ الإرهاب الإمبريالي ـ السادات والبحث عن الذات.

* وما حكايتك مع الشعر؟

** لقد دخلت عالم الشعر في سن مبكرة أيضاً، وكانت أول قصيدة كتبتها على الشكل العمودي غداة اغتيال البطل الوطني العقيد عدنان المالكي وقد أُعجب مدرس اللغة العربية آنذاك في ثانوية جودت الهاشمي الأستاذ عز الدين التنوخي بالقصيدة فقام بنشرها في مجلة «الجندي» التي تصدر الآن باسم «جيش الشعب» ودفع لي خمس عشرة ليرة سورية مكافأة عن النشر وكان ذلك يعتبر مبلغاً كبيراً بالنسبة لطالب مثلي في الصف التاسع، ثم تتالت القصائد حيث كنت أنشر نتاجي في مجلة «النقاد» التي كان يرأس تحريرها المرحوم سعيد الجزائري.

* وكيف أصبحت عضواً في رابطة الكتاب السوريين؟

** في عام 1957 قررت رابطة الكتاب السوريين التي أصبح اسمها فيما بعد رابطة الكتاب العربي أن تقبل في عضويتها بعض الكتاب الناشئين، وكنت أنا ثاني اثنين من الشعراء والشباب قررت الرابطة ضمها إلى عضويتها دون أن يقدما طلب انتساب، وكان الشاب الآخر إلى جانبي هو الصديق المقيم الآن في ألمانيا ويحتل مركزاً مرموقاً في اتحاد الكتاب الألمان، إنه الشاعر الدكتور عادل قره جولي.

* ورابطة الكتاب الشباب؟

** عندما دخلت كلية الآداب بجامعة دمشق شاركت بفعالية في الندوة الأدبية التي كانت تقيمها الجامعة أسبوعياً، ووجدت نفسي، إثر ذلك، عضواً في رابطة الكتاب الشباب التي كانت تدير الندوة، ومن الأسماء البارزة التي لمعت مستقبلاً من أعضاء الرابطة: الكاتبة الروائية المعروفة الدكتورة نادية خوست، والقاص عبد الله عويشق، والدكتور أحمد الغفري، والمرحوم الكاتب سعيد مراد، والشاعر إبراهيم شعيب.

* وما هي مخططاتك المستقبلية؟

 

** منذ أكثر من عشر سنوات وأنا طريح الفراش نتيجة إصابتي بجلطة دماغية أدت إلى شلل نصفي أعاق عملي الصحفي، لكن ذهني مازال يعمل ولذلك اتجهت خلال فترة المرض الطويلة هذه نحو كتابة القصة القصيرة وأعمل على كتابة بعض المسلسلات الإذاعية، فقد سبق لي أن كتبت عدداً من تلك المسلسلات ومن بينها مسلسل عن مجزرة كفر قاسم التي ارتكبها العدو الصهيوني بحق أهلنا في فلسطين، وكان ذلك قبل إنتاج الفيلم السينمائي الشهير عن تلك المجزرة بحوالي عشر سنوات.