وسام إلى فرانكس!؟

نسأل إذا كنا نخالف أصول اللياقة إذا انتقدنا ملك البحرين على تقليده الجنرال الأمريكي توني فرانكس وساماً رفيعاً بعد انتهاء الحملة على العراق رسمياً. ولسوف يفرح كل آل فرانكس بمن فيهم الأحفاد لحيازة هذه الرصيعة،وهي في ظني أول رصيعة أو تكاد، تمثل ممارسة رفيعة المستوى في السجل الملكي البحريني، متفقة تماماً مع السلطات الدستورية التي يتمتع بها جلالته والتي تهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتفتتح مرحلة واعدة من الاستقرار والازدهار.

إذا كان الفرح قد غمر آل فرانكس فإن الغم قد خيم على آل يعرب. وآل يعرب هؤلاء يمتون بصلة القربى إلى جلالته ويهتمون بأخبار مملكته ومن حقهم على جلالته أن يعترضوا على تلك المكرمة، لأن المستفيد منها مسؤول عن كل الدمار والموت اللذين لحقا بأبناء عمومته في بغداد والبصرة والناصرية وأم قصر وكربلاء والنجف والموصل وكركوك وغيرها من المدن الآمنة.

ياترى ألم يفطن جلالته إلى كل هذه المآسي أم غلبته الفرحة بالتخلص من شبح صدام حسين ورفاقه؟ ألم يكن كافياً أن يضحك فرانكس وصاحب الجلالة في سرهما لنجاح مؤامرتهما التي تطال العرب كلهم وتكبلهم بقيود الأمريكان إلى زمن ليس بقصير؟

قد يكون صاحب الجلالة أغدق على الجنرال الأمريكي كثيراً من الهدايا الثمينة، من اللؤلؤ والأحجار الكريمة والعقود للزوجة والصبايا الخاطرة في رحاب مركز قيادة الجنرال، وعلى الغالب فإن جلالته قد تكرم بذلك. أما كان هذا مقبولاً وكافياً؟

كلا! هذا لاعلاقة له بالسياسة. فجلالته اعتاد الكرم عن سعة. أما الوسام فهو تكريس لسياسة معتمدة ومتعمدة متفق عليها. لالزوم لنشوء أي قوة عربية مستقلة في العراق أو غير العراق مادامت أمريكا تتكفل بالمهمة. عجبي؟

 

■ منصور الأطرش