التهديدات الأمريكية لسورية وضرورة الاستعداد والتصدي لها

تتصاعد، يوماً بعد يوم، التهديدات الأمريكية بالعدوان على سورية. وأخذت منحى جديداً منذ الثالث عشر من هذا الشهر وهي تنذر بالويل والثبور وعظائم الأمور، وذلك بشن عدوان عسكري واسع النطاق على بلادنا بعد احتلال العراق الشقيق.


ففي خلال ثمان وأربعين ساعة كرر الرئيس الأمريكي بوش تحذيره لسورية من «توفير المأوى لزعماء عراقيين يفرون عبر الحدود إلى أراضيها» وبأنها «تمتلك أسلحة كيماوية»!!

وجاء وزير دفاعه رامسفيلد ليقول «إن قرار الحرب على سورية يعود إلى قادة التحالف» أي إلى بوش وبلير. وأما وزير الخارجية باول فقد صرح بأنه «ليس من الحكمة أن تصبح سورية فجأة ملاذاً لجميع الأشخاص الذين يجب إحالتهم إلى القضاء» وأضاف: «إن سورية كانت لفترة طويلة مصدر قلق وأدرجت على لائحة الدول الداعمة للإرهاب»، وقال: «إنه يخشى أن تكون معدات نقلت من العراق إلى سورية في السنوات الأخيرة»!!

ودخلت إسرائيل على الخط لتكيل اتهامات أخرى ومطالب جديدة، كما أن العملاء العرب مثل أحمد الشلبي في العراق وصحيفة «السياسة» الكويتية... رددا الاتهامات نفسها..

إن هذه التهديدات تهدف الى الضغط على سورية لتحقيق الأمور التالية:

■ منع دخول المتطوعين العرب الى العراق عن طريق الحدود السورية وخاصة بعد أن أخذ الشعب العراقي ينهض من تحت الأنقاض رافعاً صوته: «لا لأمريكا»..

■ أن لاتقف سورية الموقف المعارض لـ «خارطة الطريق» الأمريكية.

■ فصل لبنان عن سورية، لوضع اليد على البلد الشقيق بدون أي خسائر. وإذا رفضت سورية هذه الطلبات فالعدوان قائم لامحالة.

يمكن مواجهة العدوان

وليعلم البرابرة الجدد أن سورية التي سفحت الكثير من الدماء للحصول على استقلالها التام، وناضلت خلال سبعة وخمسين عاماً لصون هذا الاستقلال من  أي شائبة، مصمم أكثر من أي وقت مضى على الدفاع عن وطنه أمام أي عدوان استعماري عليه، وإن هذه المواجهة ممكنة إذا توفرت المقدمات التالية:

■ تقوية الجبهة الداخلية في سورية وخصوصاً دعوة جميع القوى الوطنية والتقدمية والدينية المتنورة للتراص في جبهة واحدة ضد العدو المشترك وعدم ترك أي ثغرة ينفذ منها.

■ إطلاق الحريات الديمقراطية لجميع أبناء الشعب وقواه الشريفة ليشعر كل مواطن بأنه مسؤول عن وطنه وعليه واجب الدفاع عنه، ويجب التذكير بأن الحريات الديمقراطية التي تمتع بها السوريون في خمسينات القرن الماضي كانت خيراً ونعمة، جعلت الشعب كله يقف خلف الحكم والجيش والاستعداد لصد أي عدوان عليه.

■ إطلاق سراح ما تبقى من المساجين السياسيين والمظلومين.

■ تعزيز الوحدة الوطنية الشاملة عبر إقامة وتعزيز التحالفات الوطنية الواسعة.

■ تحسين الأحوال المعاشية للجماهير الشعبية الفقيرة من عمال وفلاحين  فقراء ومعلمين وموظفين وحرفيين، والقضاء على النهب البرجوازي الطفيلي والبيروقراطي.

■ إطلاق الحريات الصحفية و السماح بإصدار صحف ومجلات ذات ألوان وأشكال متعددة.

■ إلغاء قرار سحب الجنسية من المواطنين الأكراد في محافظة الحسكة عام 1962 وإعادة الجنسية لهم وتسوية كل مشكلاتهم التي نتجت عن هذا القرار خلال الحقبة المنصرمة حتى الآن.

■ تسليح الشعب كما جرى في خمسينات القرن الماضي وتشكيل تنظيمات للمقاومة الشعبية وتعبتئها وتدريبها حتى تكون سنداً للقوات المسلحة عند مواجهة أي عدوان.

■ توجيه نداء إلى الشعوب العربية وقواها الوطنية والتقدمية لرفع اليقظة والجاهزية لمواجهة الأخطار المحدقة والوقوف إلى جانب سورية و التضامن معها ودعمها.

ونحن على ثقة بأن حركة التطوع الذاتية التي برزت أثناء العدوان الأمريكي البريطاني على العراق وتجلت بذهاب آلاف الأشخاص إلى العراق للنضال ضد الغزاة الأمريكان و البريطانيين، إن حركة التطوع هذه ستنهض من جديد في حال أي عدوان يمكن أن يحدث على وطننا. إن الشعوب العربية عرفت عدوها اللدود، وهي على استعداد لمقاومته.

■ توجيه نداء إلى شعوب العالم وإلى جميع الحكومات التي ترفض العدوان وكذلك مناشدة جميع قوى الحرية والديمقراطية والسلام لتقف إلى جانب شعبنا.

إن أخطاراً جدية وكبيرة تحيط بوطننا، وعلينا الاستعداد لها بجميع الوسائل، ولاشك أن شعبنا سينهض لمقاتلة أعدائه بكل ما لديه من إمكانات.