سيناريو أمريكي: القيادة الروسية تشعل النار في الهشيم الأسيوي الأوسط
مع تصاعد التهديدات الأمريكية لأفغانستان، بدأت تتوضح معالم حربها الجديدة، والمادة التالية المنشورة في (27) أيلول في صحيفة «روسيا السوفيتية» ، تلقي الضوء على أحد السيناريوهات المحتملة لتطور الأحداث:
حسب مصادر موثوقة، فقد استلم كل من رئيس أوزبكستان وتركمانيا، كاريموف ونيازوف، (100) مليون دولار شخصياً لكل واحد منهما، مقابل (إقلاق الراحة) الذي ستسببه القوات الأمريكية على أراضي بلديهما. كما أعلن الممثلون الشخصيون لهؤلاء الحكام أنهم مستعدون للتفاوض حول التأجير طويل الأمد لـ 3 مطارات وقاعدتين عسكريتين، وكي لا يشك الأمريكيون في إخلاص الحلفاء الجدد فقد تحرك الجنرال (دستم) بأوامر من كاريموف لمواجهة طالبان في أفغانستان، وهو نفس الجنرال الذي قلبه مساعدوه منذ فترة، والذي كان يختبئ في أحد قصور كاريموف، والآن محاطاً بمتطوعين من الجيش الأوزبيكي يقود الحملة ضد طالبان من أجل حصرها حول مدينة (مزار شريف).
كما أن الرئيس الطاجيكي (رحمانوف) مستعد للتعاون الفعال مع الأمريكيين، ولكن روسيا تمارس ضغوطاً كبيرة عليه، ويجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن 40% من أراضي بلده يسيطر عليها أنصار طالبان. ولكن رحمانوف يقاوم إلى الآن تسليم قواعد عسكرية للأمريكيين، ووافق فقط على تسليمهم مطار (كولياب).
وبرأي عسكريين مختصين، إن القوات الأمريكية ستدفع بتحالف الشمال إلى الواجهة داعمة إياه بكل الأشكال مكتفية هي بمهام الاستكشاف والدعم الجوي. وفي جو من الفوضى الذي سيحدث ستقوم القوات الخاصة الأمريكية، من قواعدها في روسيا الوسطى، بتنفيذ ضربات، مستخدمة المروحيات في عمق أفغانستان. ويقدر الخبراء الأمريكيون أن هذه العملية ستستمر من ثلاثة إلى ستة أشهر...
يرى الجميع اليوم تردد وقلق أمريكا من العملية العسكرية المزمع القيام بها، ولكن من الواضح أن طالبان ستقوم بكل شيء من أجل نقل المعركة إلى ميدان عدوها، أي إلى أوزبكستان وتركمانيا وطاجكستان. وإذا أخذنا بعين الاعتبار التأثير المتعاظم لهؤلاء في الجمهوريات السوفيتية السابقة الثلاث، فيمكن أن نتوقع نشوب حرب أهلية جدية فيها. ولكن وقد بات واضحاً الآن أنه إذا لم يحقق الأمريكيون الانتصار العسكري المطلوب خلال الشهر الأول من العمليات، فإنهم لن يحلموا بتحقيقه أبداً.
إن كل المؤشرات تشير إلى أن القيادة السياسية الروسية تشعل النار في الهشيم الأسيوي الأوسط وفي حال حدوث أي انعطاف في هذه الحرب ستضطر روسيا إلى دخولها في حدودها الجنوبية. وإذا علمنا أن 30% من القوات البرية الروسية مشغولة في الشيشان، يصبح واضحاً أن خوض حرب على جبهتين في وقت واحد بالنسبة لروسيا هو مجرد انتحار.