مجزرة شاطئ غزة.. الحقائق المخزية!!
يوم الجمعة الدامي الذي كان العالم ينشغل فيه بافتتاح مونديال 2006 (تماما كما جرى في اجتياح لبنان 82) لم يحمل للفلسطينيين سوى تلك المشاهد الدموية من أشلاء أطفال ونساء ورجال ذهبوا إلى شاطئ غزة استجماما فحولت العقلية الدموية الصهيونية يومهم إلى يوم لا يمكن لعاقل أن يبرره...
لم يسارع "رئيسنا" إلى استخدام تعبيرات من العيار الثقيل كما فعل مع العملية اليتيمة التي حدثت قبل فترة من الجانب الفلسطيني حين وصفها بـ "الحقيرة"... الدم الفلسطيني الذي سال على مدى يومين ليس دما رخيصا حتى يُعامل بهذا الشكل الاستخفافي الذي مارسته "قيادات" فلسطينية صمتت صمت القبور وهي التي تسمي أجهزتها بأسماء تنتهي دائما إما بـ"الوطني أو الوطنية".... أحدهم خرج علينا ببكائية مصطنعة من على فضائية فلسطين فلم يوفق حتى في محاولته ذرف دمعة واحدة وتلك الطفلة تصرخ"يابا.. يابا.."حين كان أبوها قد غادر بقذائف الاحتلال الذي ظلت المقاومة الفلسطينية مُلزمة بفعل سياسة عقيمة لساسة "التهدئة" التي لم يهدأ فيها الجندي الصهيوني من تلقي الإحداثيات لمزيد من القصف والاغتيال والتدمير ...
الحقيقة الماثلة تقول بأن عقلية تدعو إلى ما يسمى"تمديد التهدئة" والانشغال باستفتاء على وثيقة الأسرى التي اعتبرها الأبطال خلف القضبان أرضية للحوار وليس أرضية لعملية فرز واصطفاف يتحارب فيه الشعب الفلسطيني...والحقيقة تقول بأن الاحتراب هو بين هؤلاء الذين يريدون فرض رؤيتهم السياسية عبر القوة واستخدام صلاحيات كانت ترفع فيها تذييلات" الوطنية والوطني"... تلك العقلية لم تزد المشهد الفلسطيني إلا دموية ، وبالنسبة لأي فلسطيني أينما كان على وجه الأرض فإن الدم الفلسطيني دما محرما وليس مسترخصا إلى حد الإصرار الغريب على عبارات أضحت فارغة في المصطلح السياسي الفلسطيني من "ترشيد المقاومة" التي أطلقها صاحب البكائية الذي كنا نراه يزمجر حين كانت المقاومة الفلسطينية تقوم بعملية دفاع عن النفس ! وكأنه مطلوب من الشعب الفلسطيني أن يتحول إلى مجموعة من النعاج التي تُقاد وفق عقلية هؤلاء الذين أقاموا أفضل الصداقات مع شلومو بن عامي في شرم الشيخ...
ماذا نقول؟
هل سمع السيد الرئيس نداءه لتدخل دولي بعد سلسلة مجازر لم تتوقف؟
هل قام رئيس عربي في حالة حصار الشعب الفلسطيني إظهار رسالة حقيقية واحدة لفك الحصار المزدوج والقول كلمة واحدة منددة بالمجازر متتالية كما يحتجون على العمليات الفلسطينية ؟
الحقيقة الماثلة أمامنا هي حقيقة مخزية... مخزية بكل معنى الكلمة سواء قبل تعبيرنا هذا الكبار والصغار أم لم يقبلوه فإننا نقول: مخزية تلك المواقف التي تعتقد بأن قول أولمرت بأن "الاستفتاء بلا معنى" يعني شيئا للحركة الصهيونية المعتمدة على سفك المزيد من الدم الفلسطيني لإفشال الحكومة الفلسطينية المنتخبة ديمقراطيا ومحاولة تركيع ودفع الشعب الفلسطيني للقبول بمخططه الذي وضعه مع مجموعة من مجرمي الحرب الذين يستمرون في إقامة اتصالات مع شخصيات قيادية فلسطينية وكأن الذي يُقتل ليس من شعبهم...
يقول الناطق باسم الإدارة الأمريكية تعليقا على سلسلة المجازر الصهيونية المتتالية ومنها تلك التي حدثت بحق المدنيين على شاطئ البحر حيث تناثرت الأشلاء واحتياجات الاستجمام بأنه "يحق لإسرائيل الدفاع عن نفسها"!
هكذا وبكل بساطة يحق لجيش الاحتلال استخدام قذائفه من الجو والبحر والبر بأحدث الأجهزة الأمريكية لتصنع ما تصنعه من مذابح يذهب ضحيتها مدنيون فلسطينيون... بينما وفي المقابل يهب العرب (ومنهم البعض الفلسطيني) والعجم وبرئاسة السيد كوفي عنان وقادة وصحف الغرب للتعبير عن التنديد بأقسى وأشد العبارات قذارة حين ينتقم الشعب الفلسطيني لكوكبة الشهداء ولشلال الدم الذي لم يتوقف...
الإدارة الأمريكية لم يعد يهمها في تعبيراتها السخيفة المشاركة في الجرائم ، لأنها تمارسها أصلا في العراق بصمت عربي وإسلامي اللهم إذا استثنينا فقاعات هواء يصدرها البعض رفعا للعتب، أقول لم يعد يهمها إحراج الحلفاء المحليين فهي لا ترى الدم العربي إلا ماء لا يستحق ولا حتى ربع تنديد....وهذا عائد للأنظمة التي قبلت أن تنتخب من الإدارة الأمريكية وليس من شعوبها...