بيان اتحاد الشيوعيين في العراق بصدد مقتل ابو مصعب الزرقاوي
صباح يوم 8/6/2006 نجحت القوات الامريكية بكل سهولة في قتل امير الارهاب ابو مصعب الزرقاوي في غارة جوية بمحافظة ديالى. وبذلك تم توجيه ضربة موجعة لنشاط منظمة القاعدة الارهابي في العراق مما يؤثر بلاشك على مجمل نشاطاتها وفعالياتها الارهابية. لقد كان الزرقاوي وامثاله رمزا من رموز القتل والتدمير والاغتيال والاختطاف والذبح، وقد نفذ الزرقاوي تحت راية الاسلام ومقاومة الامريكان وغيرها من الادعاءات والمزاعم الطنانة اكثر العمليات بشاعة و وحشية وهمجية في العراق، وبفضله تمكنت القوات الامريكية من لطخ سمعة مقاومة الشعب العراقي للمحتل الامريكي والاساءة اليه وبرر في الكثير من الاحايين وجود المحتل الامريكي ليظهره بوصفه منقذ الشعب العراقي من البرابرة الاسلاميين امثال الزرقاوي ومن لفه لفه.
لقد استفادت امريكا كثيراً في السنوات الثلاث المنصرمة من وجود ونشاطات الزرقاوي لتبرير وجودها العسكري في العراق وسكب الماء في طاحونة مايسمى بـ"الحرب على الارهاب"، لقد ارادت كسر شوكة مقاومة الشعب العراقي للمحتل الامريكي من خلال ربط اسم الزرقاوي بكل مايحدث في العراق وخلط الحابل بالنابل، ومن جهة اخرى تطابقت نشاطات القاعدة وممارساتها الطائفية مع ماترنو اليه الادارة الامريكية في مسألة اذكاء نار الطائفية وتسعيرها بغية انهاك واستنزاف الشعب العراقي وحرف مسار نضاله ومقاومته للمحتل الامريكي، هذه النار التي اشتدت لهيبها الى الحد الذي بات يهدد بحرق قواعد اللعبة الامريكية برمتها، مما حدا بامريكا الى تكثيف جهودها لملاحقة الزرقاوي واخيراً تمكنت بكل سهولة من القضاء عليه بعد توفر معلومات استخبارية مؤكدة عن مكان وجوده واختباءه. ولاشك بان تلك الضربة يمثل جزءا من سعي الادارة الامريكية للامساك بمفاتيح السيطرة ومن ثم ابراز عضلاتها بوصفها المحارب الاول والاخير في في اطار مايسمى بالحرب على الارهاب!
وبعيدا عن دلالة الحدث وماترنو اليه الادارة الامريكية او ماتتطلع اليه القوى والميلليشيات الشيعية بعد موت امير القاعدة واحد امراء القوى السنية او الجهود التي تبذلها القوى الاسلامية السنية بغية ارسال رسالة مفادها ان موت الزرقاوي لايعني موت مقاومتها، بعيدا عن كل ذلك فان الشعب العراقي غمره الفرحة بموت الزرقاوي وهو يتطلع حقيقة الى كسر شوكة الارهاب و رموزه ايا كانت اشكاله سواء الارهاب الذي تمارسه القوات الامريكية او ارهاب الميلليشيات الحكومية او ارهاب الجماعات والفرق الاسلامية والرجعية الاخرى.
لقد مل الشارع العراقي من الزرقاويين وامثالهم ومن كل الوجوه الارهابية المنافقة الاخرى السنية والشيعية ومن لف لفهم التي تدعي مقاومة الارهاب قولا وتقوم بممارسته فعلا، لقد مل من نهب موارد الدولة والفساد وتهريب النفط والمخدرات ومن كل الاساليب القذرة والبشعة لاقتسام الغنيمة، لقد مل من الوجود الامريكي ومن الفضائح تلو الفضائح التي ترتكبها القوات الامريكية بدءأ من ابوغريب وانتهاءا بفضيحة الحديثة.
ورغم ان قتل الزرقاوي هو صفعة بوجه الارهاب الاسلامي ونشاط منظمة القاعدة في العراق الا انه وللاسف لن يؤدي لوحده الى انهاء دوامة العنف والقتل ومسلسل الموت في البلد، فاستمرار الاحتلال الامريكي، وتحول العراق الى مسرح للميليشيات الاسلامية والارهابية ووكرا لفرق الموت، واستمرار الانقسام والعنف الطائفي وازدياد وتيرته، وتشكيل حكومة وفق المحاصصة الطائفية والقومية البغيضة، واستمرار نهب موارد الدولة وتضارب المصالح بين القوى المهيمنة على الساحة العراقية بغية السيطرة على السلطة والغنيمة، واستمرار ضعف الاحزاب الشيوعية واليسارية الفاعلة في الساحة بغية التصدي للوضع الراهن من خلال تفعيل القوى الشعبية والتقدمية، و.. ان كل ذلك يجعل من مصير العراق مفتوحة بوجه كل الاحتمالات ويتركه في مهب الريح.
في ظل استمرار حالة العجز والاستئصال من قبل القوى المهيمنة على الساحة العراقية، ومعاناة امريكا من فقدان السيطرة، والتطاحن المستمر بين مصالح الفرقاء الاسلاميين من القوى الاسلامية السنية والشيعية او بين تلك القوى فيما بينها، وعدم تمكن تلك الاطراف من حذف بعضهما البعض وفي نفس الوقت غياب اية آلية اما للتوفيق بين مصالحها المتعارضة او للفصل فيما بينها، و... ان كل ذلك يعزز من دوامة العنف والاقتتال ويثبت مرة اخرى بان القوى اليمينية والرجعية والبرجوازية لاتملك بديلاً وهي عاجزة عن ايجاد مخرج للوضع الراهن، وعلى القوى اليسارية والشيوعية والتقدمية تفعيل دورها بغية طرح وتعزيز بديل ينسجم مع تطلعات العمال والكادحين والشعب العراقي ويحقق الحد الادنى من طموحاته وتطلعاته في الظرف الراهن.
2006/6/8