نار المقاومة لن تُطفأ!!
قال لينين: «إن الفكرة إذا تغلغلت بين الجماهير تصبح قوة مادية» وهذا ما يحدث في صفوف الشعب الفلسطيني. لقد تغلغلت فكرة المقاومة والصمود والتضحية في هذا الشعب بحيث أنها شملت جميع أبنائه صغاراً وكباراً، نساء ورجالاً شباناً وشيباً، ونرى يومياً كيف يخرج شبان الانتفاضة إلى الشوارع يلاحقون دبابات العدو ومصفحاته وجنوده، ويسقط قتلى وجرحى وتهدم بيوت ويعتقل ناس جدد، ورغم كل ذلك فإن نار المقاومة لايخمد أوارها، والتي هزت إسرائيل هزاً من الداخل وجعلتها بعيداً جداً عن السلام الذي تريده، وبعيداً عن حل الأزمات الاقتصادية والسياسية المتواصلة فضلاً عن تشوه سمعة هذه الدولة في العالم.
مساع مشبوهة
والآن تبذل الرجعية العربية التي تتفرج بدم بارد على هذا الشعب المكافح وظهره إلى الجدار، ممثلة بالقيادة المصرية لإيقاف شعلة الانتفاضة في هذا البلد العربي المكافح، بحجج واهية لا تخدم في نهاية المطاف إلا العدو الصهيوني ومن ورائه العدو الأكبر للشعوب، الولايات المتحدة الأمريكية. فالقيادة المصرية تبذل جهوداً حثيثة لإقناع القيادات الفلسطينية بإيقاف أعمال المقاومة مدة عام كامل دون أن تكون هناك أي بادرة من الجانب الإسرائيلي بإيقاف أعماله العدوانية وتعهده بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 4 حزيران عام 1867، ودون أي استعداد من قبله للاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
فشل بوقف المقاومة
وقد عقدت الفصائل الفلسطينية الاثنتا عشرة اجتماعاً في القاهرة بدعوة من القيادة المصرية بهدف إجراء محادثات للتوصل إلى اتفاق بشأن اقتراح مصري لوقف الهجمات ضد إسرائيل، تحت إشراف رئيس جهاز المخابرات المصرية عمر سليمان.
وبعد أربعة أيام من المباحثات أعلن عن عدم توصل المحادثات إلى اتفاق حول اقتراح بوقف إطلاق النار لمدة عام كامل، أي أن الاتفاق لم يتضمن تنازلات عن ثوابت، وهذه الثوابت هي أن المقاومة للاحتلال الإسرائيلي يجب أن تستمر حتى ينسحب الإسرائيليون من الأراضي الفلسطينية، والتوقف التام عن العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني، وإن أي أيقاف للمقاومة الفلسطينية التي أثبتت نجاعتها معناه ترك الشعب الفلسطيني تحت رحمة المحتلين الإسرائيليين المعتدين والقضاء على حقوق الشعب الفلسطيني الذي أخذ يلقى الدعم والتأييد في كل مكان.
إن هذه الأريحية والغيرة التي تبديها القيادة المصرية لابد أن تثير الشكوك في «حسن نواياها» ولاتصب إلا في صالح الصهيونية والإمبريالية الأمريكية عدوتي الشعوب العربية وشعوب العالم أجمع.
إن الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية هم بأشد الحاجة إلى التعاون والتكاتف لإبقاء شعلة الانتفاضة متأججة، وأن لاتتحول الخلافات التكتيكية إلى خلافات رئيسية وخاصة أن الجميع يعملون على طردالمحتلين الصهاينة من البلاد وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة ولذلك فإن اتفاق الفصائل الاثنتي عشرة على استئناف المحادثات خلال الأسبوعين القادمين لإعطاء ردها على المشروع المصري والاتفاق على تشكيل قيادة موحدة لمتابعة الحوار بين الفصائل داخل فلسطين وخارجها استعداداً لتقديم رد حاسم على المشروع المصري مما يقطع الطريق على أي عمل يؤدي إلى ضرب الوحدة الوطنية الفلسطينية.
إن راية المقاومة يجب أن تظل مرفوعة لأنها السبيل الوحيد لانتزاع الحقوق من براثن العدو الصهيوني الطامع لا في ابتلاع فلسطين كلها فحسب بل وتهجير سكانها إلى البلدان العربية والعالم.
محرر الشؤون العربية:
عادل الملا
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.