شعوب العالم تنزل الى الشوارع لمواجهة: «رعاة بقر» الامبريالية الأمريكية
ماذا يعني خروج ملايين البشر في أكثر من 75 مدينة في العالم من بينها دمشق والقاهرة وموسكو ولندن وباريس وبرلين وأنقرة وطوكيو وإسلام آباد وحتى واشنطن في تظاهرات مناهضة للحرب الأمريكية المعلنة على العراق ورفعها في الثامن عشر من الشهر الجاري شعارات مختلفة تدين في مجملها الولايات المتحدة وسياسات رعاة البقر في بيتها الأبيض ووزارة دفاعها، وتنتصر لحق الشعبين العراقي والفلسطيني بالعيش الآمن الكريم؟
في النقاط الرئيسية نجد:
■■ فشل كل المساعي التي بذلتها ماكينة الدعاية الأمريكية الصهيونية لتسويق مختلف الذرائع المُختلقة لضرب العراق مع محاولة خلق رأي عام دولي داعم لها.
■■ تكشف حقيقة النوايا العدوانية الأمريكية المبيتة والراغبة حقيقة في استكمال سيناريو وضع اليد العسكرية الأمريكية المباشرة على نفط العراق بعد نفط الخليج وقزوين، ضمن محاولتها إيجاد مخارج عسكرية للأزمات الاقتصادية والسياسية المستفحلة داخل الولايات المتحدة الأمريكية أكبر وأعتى مركز إمبريالي عالمي.
■■ نجاح المنظمات غير الحكومية التي دعت للتظاهرات الشعبية العارمة والجهات التي استجابت لها وشاركت فيها أو نظمتها في عدد كبير من عواصم العالم في تأكيد قدرتها على تنظيم حركتها على عكس التيار الأمريكي.
■■ بروز الهم الفلسطيني إلى جانب الهم العراقي رغم كل محاولات مجرم الحرب الإسرائيلي أرييل شارون اللحاق بركب بوش التضليلي فيما يسميه بالحرب على الإرهاب ومحاولته تصوير نضال المقاومة الفلسطينية إرهاباً ينبغي مكافحته.
■■ المضي في صياغة رأي عام دولي وحتى في الداخل الأمريكي مناهض للحرب على العراق من شأنه إيجاد ضغوط أكبر على الإدارة الأمريكية التي باتت، في ضوء افتقادها للمبررات، بسبب تعاون العراق مع عمل المفتشين الدوليين رغم استفزازهم له أحياناً، وفي ضوء التحدي الكوري الديمقراطي في الملف النووي مؤخراً ووضعه لسياسة المعايير المزدوجة الأمريكية على محك جديد، باتت في أزمة حقيقية لا تستطيع معها لا المضي إلى تنفيذ حربها المعلنة ولا التراجع عنها، رغم الحشود العسكرية المتزايدة في المنطقة والتي يراد منها حالياً تشكيل ضغوط إضافية على بغداد وعواصم الرفض العربي على المستوى الأول، ووجودها في حال الجهوزية لتنفيذ أي عدوان أعمى على العراق عند مستوى ثانٍ بما يدلل على حالة تخبط العجز والإفلاس الأمريكي الكامن، وإبقائها قواعد عسكرية أمريكية إضافية في المنطقة بمعنى تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة عند مستوى ثالث بما يعنيه ذلك من ابتزاز إضافي لدول الخليج التي تدفع فواتير هذا الوجود ومن توفير حلول لأزمة البطالة العسكرية الأمريكية المقنَّعة وتضخم الإنفاق العسكري الأمريكي وترسانة الأسلحة الأمريكية المتجددة دائماً.
■■ وعليه فإن جملة الفعاليات الشعبية الدولية المناهضة لمنطق حروب العولمة الأمريكية، والتي لم تهدأ منذ أن لوحت الإدارة الأمريكية بحرب على العراق فاقدة للمسوغات في القانون الدولي وشرعة الأمم المتحدة تماماً كافتقادها للمبررات الأخلاقية بوصفها عدواناً على شعب يرزح أساساً تحت نير حصار أمريكي جائر منذ عقد ونيف، هذه الفعاليات الشعبية تشكل رغم أهميتها، قطرات ينبغي عليها أن تتكاثر وربما تنقسم خيطياً وحتى في طفرات شبكية أكثر فأكثر كي توازي حجم السيل العدواني الأمريكي الجارف، وتكون قادرة على صده عند أي لحظة صفر أمريكية محتملة على اعتبار أنه لا يمكن المراهنة بالمطلق على مواقف الرفض الرسمي عند عواصم العالم المختلفة كونها مرتبطة بلعبة مصالح بينية وإقليمية ودولية قابلة للتبدل عند أي لحظة، ولاسيما تحت تأثير وسائل الضغط والابتزاز الأمريكي المتجددة دائماً. وعليه فإن الرهان الحقيقي ينبغي أن يكون على الشعوب التي يتضح يوماً بعد يوم ميلها نحو خيار المقاومة.
تظاهرتين حاشدتين في دمشق
■■ هذا ورفضاً للحرب الأمريكية المعلنة على العراق والتهديدات الأمريكية لدول المنطقة وفي مقدمتها سورية ودعماً للشعب العراقي وانتفاضة الشعب الفلسطيني، شهدت دمشق في الثامن عشر من الشهر الجاري تظاهرتين حاشدتين خرجت الأولى صباحاً انطلاقاً من ساحة الحجاز باتجاه مجلس الشعب بدعوة من اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الانتفاضة ومقاومة المشروع الصهيوني، وخرجت الثانية بدعوة ومشاركة من عدد من الفعاليات والقوى السياسية السورية في مقدمتها اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين وذلك في المساء من أمام مقر المفوضية الأوربية باتجاه ساحة الشهيد يوسف العظمة (المحافظة) مروراً بالشوارع وبعض الأسواق الرئيسية في العاصمة حيث استقطبت أعداداً متزايدة من المارة. وأحرق المتظاهرون الأعلام الأمريكية والإسرائيلية ودعوا الحكومات العربية والشارع العربي الأوسع إلى نبذ التخاذل واتخاذ مواقف أكثر جدية في رفض ومواجهة مختلف أشكال التصعيد الأمريكي الإسرائيلي على اعتبار أن «المقاومة هي الخيار الوحيد».