الرصيد الأمريكي في الشرق الأوسط على وشك الإفلاس

يفيد أحد أكبر استطلاعات الرأي حول الرصيد الأمريكي في الشرق الأوسط أنه على وشك الإفلاس التام، نتيجة السياسة الأمريكية المعادية على طول الخط، للقضايا العربية والمصالح العربية، وما الاستعداد للعدوان على العراق الشقيق بكل قحة وصفاقة، ودعم إسرائيل في أعمال القتل والتدمير والاعتقال ورفض الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني الحقة إلا تأكيداً على ذلك.

فقد أظهر استطلاع أجرته مؤخراً مؤسسة «بيو» وهي مؤسسة غير حزبية بشأن دوافع الولايات المتحدة للذهاب إلى حرب ضد العراق، أن الرصيد الأمريكي في الشرق الأوسط ـ إذا ما ُعبر عنه بشكل تجاري ـ فإنه على وشك الإفلاس التام.

وأظهر الاستطلاع أن دول الشرق الأوسط التي ينظر إليها عادة باعتبارها دولاً «صديقة» وتتلقى مساعدات مالية أمريكية، تتباعد عن الولايات المتحدة. ففي الأردن على سبيل المثال كان لـ 75% ممن شاركوا في الاستطلاع آراء غير إيجابية عن الولايات المتحدة، مقابل زهاء 70% في مصر و60% في لبنان. ويبدو هذا انعكاساً لالتزام إدارة بوش بحكومة شارون الذي وصفه برجل سلام ووصف رجال المقاومة بالإرهابيين وأطلق يد الإسرائيليين بحرية تامة، يرى العالم نتائجها على شاشات التلفزيون، حتى وصل الأمر إلى داخل الولايات المتحدة حين اشتكى الرئيس السابق كارتر من أن الولايات المتحدة تضر بنفسها لأنها تنحاز للإسرائيليين.

ويقول مدير الاستطلاع إن الدرس الأساسي هو أن أعداد منتقدي أكبر قوة في العالم في ازدياد.

أما حول شن الهجوم على العراق فإن أغلبية المشاركين في الاستطلاع بروسيا وألمانيا، لا يعتقدون بأن ما يسمى «التهديد العراقي بأسلحة الدمار الشامل» هو الدافع الحقيقي وراء تحركات الإدارة الأمريكية. ففي روسيا أعرب 76% ممن شاركوا في الاستطلاع عن اعتقادهم بأن رغبة الولايات المتحدة في السيطرة على النفط العراقي هي السبب الحقيقي وراء السياسة الأمريكية، وفي ألمانيا، وهي حليف أوروبي لواشنطن نحو 55% عبروا عن اعتقادهم بأن النفط هو الدافع الحقيقي وراء النيات الأمريكية تجاه العراق.

 

ويبدو أن الاستطلاع الذي شارك فيه زهاء 32000 شخص من 44 بلداً يعكس المشاعر تجاه سياسات إدارة بوش على وجه التحديد وليس الولايات المتحدة بشكل عام.