د. ماهر الطاهر: لم نعد نعرف من نحن هل نحن سلطة أم دولة أم حركة تحرر؟
طالب د.ماهر الطاهر نائب الأمين العام للجبهة في الخارج، خلال الاعتصام الذي أقامته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، تزامناً مع انطلاق حملة التضامن مع أمينها العام أحمد سعدات، المنظمات الإنسانية والحقوقية في العالم بلعب دورها لمواجهة الظلم الصهيوني، الذي يتعامل كدولة فوق القانون الدولي، مؤكداً أن اعتقال سعدات، والحكم عليه بالسجن ثلاثين عاماً، ونقله من معتقل إلى آخر، وعزله انفرادياً، لن يكسر إرادة المعتقلين.
وأشار الطاهر إلى حقيقتين:
1 – فشل طريق مفاوضات أوسلو، والرهان على الولايات المتحدة أكثر من ستة عشر عاماً، موضحاً أن أوسلو شكلت نكبة جديدة للشعب الفلسطيني، والتي كانت نتيجتها، تدمير منظمة التحرير، وتقزيم القضية الفلسطينية، والانقسام العميق على الساحة الفلسطينية، والخلاف بالرؤية الإستراتيجية، وصعوبة السلام مع العدو الصهيوني الذي دمر قطاع غزة، وقتل عائلات بأكملها. إن نتنياهو المطالب بسلام الردع والقوة والتخويف، شكل لجنة قانونية لتعديل القوانين الدولية، بعد تقرير غولدستون الذي اقر في مجلس حقوق الإنسان، والتحرك الدولي لإدانتهم.
2 - الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يستعيد حقوقه إلا بوحدته الوطنية الحقيقية، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطيني المرجعية الأساسية.
وأبدى الطاهر خشية من تدمير المؤسسات التمثيلية للشعب الفلسطيني التي تخطط لها الإمبريالية الأمريكية والصهيونية، وربما بمساعدة بعض الأنظمة العربية، لكن هل يمكن بناء وحدة وطنية على أساس خطة خارطة الطريق؟!! والجواب لا، كما أنه من المستحيل قيام الوحدة الوطنية على أساس ضم قوى المقاومة والفصائل إلى مربع أوسلو المساومات والتنازلات.
وأكد أن وثيقة الوفاق الوطني التي تم صياغتها في السجون الصهيونية، هي المعبر عن الثوابت الوطنية الفلسطينية، متسائلاًُ عن الماهية والاستفراد الذي يؤخذ فيه القرار في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير اليوم وأول أشكالها العودة إلى المفاوضات من جانب السلطة وأقطاب من السلطة، على الرغم من استمرار الكيان الصهيوني ببناء المستوطنات، واللقاء الثلاثي الذي جمع نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس برعاية أوباما، فهل وجود اللجنة التنفيذية شكلي؟! أو كاريكاتوري؟! والاستفراد الثاني، طلب السلطة الفلسطينية المنفرد تأجيل تقرير غولد ستون، المتفق عليه في اللجنة التنفيذية للمنظمة، فمن الذي اتخذ القرار؟! ولماذا يتخذ؟! إنها خطيئة كبيرة أنقذت مجرمي الحرب الصهاينة.
وأضاف أنه «يجب أن تدرك جميع القيادات الفلسطينية أنها تحت مراقبة الشعب الفلسطيني، وأن القرار النهائي هو للشعب الفلسطيني، وأن المراهنة على الولايات المتحدة ضحك على الناس، فأوباما تراجع عما صرح به تجاه الفلسطينيين، والآن تجري أكبر مناورات عسكرية بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة لم تحصل حتى في عهد بوش المجرم، والمقاومة هي التي ستحرر الأرض من العدو الصهيوني، فهل التنسيق الأمني، وخارطة الطريق سيؤديان إلى انتزاع حقوقنا المشروعة؟!! سلام فياض أعلن أنه بعد سنتين ستقام الدولة الفلسطينية، فعن أي دولة يتحدث؟! وأين موقعها؟! في ظل وجود نصف مليون مستوطن في الضفة الفلسطينية والقدس. السلطة الفلسطينية شوهت صورة النضال الوطني الفلسطيني، فلم نعد نعرف من نحن، سلطة، أم دولة، أم حركة تحرر»!!
كما تم خلال المهرجان عرض فيلم وثائقي قصير عن المناضل أحمد سعدات، تضمن صوراً عن حياته وعمله النضالي والمقاوم في الميدان والسياسة.